مدريد-سانا
أكد الكاتب والناقد الإسباني جوان مانويل دي برادا أن سورية بلد بعيد عن التعصب الديني والطائفي وتحترم فيه الأقليات الدينية وهي دولة ذات سيادة قامت بتحديد وإختيار تحالفاتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية مع دول الجوار التي لا تلتقي مصالحها مع مصالح ومطامع نظام العولمة الذي يريد القضاء على هذه العلاقات والتحالفات بأي ثمن لأنها تتحدى مخططاته ومشاريعه في المنطقة.
وبين دي برادا في مقال نشرته صحيفة /أ ب ث/ الإسبانية اليوم أن سورية بلد مسالم آمن لكنها تحولت إلى شيء اخر بعد أن قام النظام العالمي الجديد بتسليح المتشددين والتنظيمات الإرهابية وتقديمها كجماعات “معارضة معتدلة” في وجه الحكومة والدولة السورية ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل عمد أيضا إلى تقديم الدعم غير المشروط وغير المحدود لها لوجستيا وأمنيا ومخابراتيا وتمويلا وإعلاميا.
وأشار دي برادا الى انه في إحدى الفترات قررت دول هذا النظام الطامع في المنطقة وخيراتها الدخول بشكل علني في الحرب في سورية التي أوجدتها وصنعتها هذه الدول نفسها ولكنها توقفت وجوبهت بمعارضة الموقف الروسي الذي حاول ولا يزال منذ بداية هذه الحرب الوحشية إيقاف نزيف الدماء والمجازر التي يتعرض لها الشعب السوري.
وحذر دي برادا من أن تركيا تحاول الآن بمباركة من الولايات المتحدة الأمريكية ايجاد /منطقة آمنة/ حول حدودها مع سورية وهي الحدود نفسها التي تركتها انقرة خلال سنوات عديدة مفتوحة أمام دخول آلاف الإرهابيين والمرتزقة من جميع أنحاء العالم وتسهيل عبورهم من أجل الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية في سورية وقتل الشعب الآمن فيها في مخطط مدروس من أجل تقسيم البلاد.
وسخر دي برادا من موقف الحكومات الغربية والأوروبية المتواطئ والمتخاذل مشيرا الى أنه وعلى الرغم من كل ما يحدث في سورية من أعمال إرهابية وإجرامية ممنهجة فإن هذه الحكومات تبدو مشلولة صامتة إزاء ما يتعرض له السوريون وترفض تقديم أي مساعدة للحكومة السورية الشرعية التي تدافع عن الأرض والشعب والسيادة.
وحذر دي برادا من خطورة الموقف الذي تتخذه الدول الاوروبية حيث قامت بتمويل وتدريب “المعارضين المتطرفين” وغضت النظر لا بل تظاهرت بالبكاء والقلق والرعب عندما قامت الجماعات الارهابية نفسها باستخدام الاسلحة الاوروبية الصنع وبارتكاب جرائم مروعة بحق السوريين وصورت مشاهد قطع الروءوس وتفجير المعالم التاريخية والأثرية في هذا البلد الجميل سورية.
وأشار الكاتب الإسباني في ختام مقاله إلى أن الغربيين استفاقوا الآن بعد أن عملوا كتابع ذليل ورخيص في خدمة النظام العالمي الجديد وباتوا قلقين من قوافل اللاجئين الذين يصلون إلى دولهم.