دمشق-سانا
نظمت جمعية الصداقة السورية الكوبية في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي اليوم احتفالا بمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سورية وكوبا بحضور الأمين القطري المساعد للحزب المهندس هلال الهلال وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
وأشار عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الفلاحين ورئيس جمعية الصداقة السورية الكوبية الدكتور عبد الناصر شفيع إلى عمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والقائمة على الاحترام المتبادل والنضال المشترك والقيم الثورية والنضالية الواحدة موضحا أن هذه العلاقات تعززت بشكل أكبر فى عهد القائد المؤسس حافظ الأسد والزعيم الكوبى السابق فيدل كاسترو اللذين جمعتهما علاقة سياسية وشخصية قوية وجعلا العلاقات السورية الكوبية تقوم على أسس وركائز متينة وقواسم مشتركة فى فهم العالم وصراعاته الآنية والمستقبلية.
ونوه شفيع بالانجاز الذى حققته الثورة الكوبية مؤخرا من خلال إجبارها جميع الدول التى حاولت طوال خمسة عقود لي ذراع الشعب الكوبي على الاعتراف بكوبا مشيرا الى أن هذا الانتصار تأكيد على أن اغضاب الأمبريالية أسهل من ارضائها وان تكلفة الاستقلال أقل من تكلفة التبعية والخضوع.
ولفت إلى أن كوبا وبالرغم من القيود التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية عليها طيلة العقود الماضية إلا أنها حققت تقدما نوعيا هائلا في الطب وإنتاج الطاقة الكهربائية وتطورا ملفتا في مجالات البنى التحتية داعيا إلى الانتقال بالعلاقات بين حزبي البعث العربي الاشتراكي والشيوعي الكوبي إلى مرحلة نوعية جديدة تخدم مصالح الشعبين وتطلعاتهما المشتركة ونضالهما من أجل عالم أفضل.
وأشار عضو القيادة القطرية للحزب إلى أن سورية تشهد اليوم معركة قاسية وعدوانا متوحشا متعدد الأذرع لم يشهد له التاريخ المعاصر مثيلا وليس فيه اعتبار لقيمة أو أخلاق لأنها اعتادت أن تقول لا لقوى الأمبريالية والرجعية في المنطقة والعالم ولأن شعبها الأبي لا يرضى عن الاستقلال بديلا مهما كانت التضحيات، منوها بتضحيات الشهداء وبطولات الجيش العربي السوري الباسل من أجل حماية سورية واستقلالها.
وأكد شفيع أن سر صمود سورية وتحقيقها نتائج كبيرة في مواجهة الإرهاب يعود إلى “عقيدة الجيش العربي السوري وحكمة وشجاعة السيد الرئيس بشار الأسد وتمسك الشعب السوري بوحدته الوطنية وهو الذي أثبت عبر التاريخ أنه لا ينحني الا لله أيا كانت المحن والشدائد ومهما واجه من تحديات وضغوط” مشيرا إلى أن الاوضاع في سورية في “تحسن دائم” بفضل انتصارات الجيش والقوات المسلحة في جميع المناطق وهو ما اوجد حالة من القلق لدى الكيان الصهيوني الداعم الأول للتنظيمات الإرهابية المسلحة.
من جهته أشار معاون وزير الخارجية والمغتربين الدكتور أيمن سوسان إلى أن العلاقة بين سورية وكوبا تجسد أبرز أشكال مفاهيم التحرر الوطني والسيادة والقرار المستقل والصمود البطولي ضد التبعية والاستسلام لافتا إلى المستوى الرفيع للعلاقات بين البلدين التى تتعزز باستمرار بفضل توجيهات قيادتي البلدين.
وقال سوسان إن “علاقات الصداقة التاريخية بين سورية وكوبا شهدت تناميا متزايدا لأنها تقوم على مبادىء راسخة أهمها الحفاظ على السيادة الوطنية وعدم السماح بالتدخل في الشؤون الداخلية لكلا البلدين ومناصرة القضايا العادلة للشعوب في وجه سياسات الهيمنة والتفرد بالقرار على الساحة الدولية”.
وأضاف سوسان إن سورية التى وقفت دائما إلى جانب نضال الشعب الكوبي ضد سياسة الحصار الجائر التى فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية تفخر اليوم بهذا الانتصار الكبير الذى حققته كوبا لوضع حد لهذا الحصار الذى جاء ثمرة للإرادة الصلبة والتصميم الواعي والثقة الأكيدة بالنصر والقيادة التاريخية في البلدين، مؤكدا “أن هذا الانجاز التاريخي سيمكن كوبا من تعزيز الانجازات والمكتسبات التي حققتها رغم الحصار الجائر والمضي قدما في عملية التنمية نحو مزيد من الرفاه للشعب الكوبي”.
وتابع معاون وزير الخارجية والمغتربين أن سورية قيادة وحكومة وشعبا تنظر بكل التقدير إلى مواقف كوبا الصديقة الداعمة على الدوام لنضالها إزاء العدوان الصهيوني المتواصل والمؤامرة الكونية التي تتعرض لها من جانب القوى الامبريالية والاستعمار الجديد وأدواتهما من الدول الاقليمية والمجموعات التكفيرية الارهابية مشيرا إلى أن دعم كوبا لسورية من شأنه زيادة تصميم وعزيمة الشعب السوري وقواته المسلحة الباسلة على تحقيق النصر والقضاء على الإرهاب والحفاظ على وحدة سورية أرضا وشعبا وقرارها الوطني المستقل”.
بدوره أشار القائم بأعمال السفارة الكوبية بدمشق ارماندو بريز سواريز إلى العلاقات التاريخية بين البلدين والتاريخ المشترك من النضال القائم على الاحترام المتبادل والتوافق والتالف في المحافل الدولية وفي الدفاع عن القضايا المشتركة دائما لخدمة مصالح شعبي البلدين لافتا إلى أن هذه العلاقات امتدت لعدة أجيال من الثوار والمناضلين والدبلوماسيين في سبيل الخير المشترك ورفع راية الدفاع عن القضايا العادلة في سورية وكوبا وفلسطين والوطن العربى وأمريكا اللاتينية ونصرة المستضعفين والمقهورين حول العالم.
ولفت سواريز إلى أن كوبا لن تنسى أبدا دعم سورية وتضامنها معها في نضالها ضد الامبريالية وأتباعها وفي وجه الحصار الاقتصادي والمالي الجائر المفروض عليها من قبل الولايات المتحدة الامريكية والدفاع عن سيادتها الوطنية وحقها في مواصلة نهجها الخاص دون أي تدخل خارجي مؤكدا أن “كوبا كانت وستبقى إلى جانب الشعب السوري الشقيق دفاعا عن حقه في العيش بسلام واسترجاع الأراضي السورية المحتلة من الصهاينة”.
وأشار إلى أن كوبا تعارض الحرب الإرهابية التي فرضها الأعداء على سورية وتدافع عن حق السوريين في إيجاد حل سياسي للأزمة بأنفسهم ودون أي تدخل خارجي فهم وحدهم من يقرر مصيرهم بشكل ديمقراطي ومتحضر وليس من خلال السلاح والعنف وارتكاب الجرائم التي لا تهدف سوى لتدمير دولة عمر ثقافتها آلاف السنين، داعيا المجتمع الدولي إلى “وقف الاعتداءات الإرهابية ضد الشعب السوري ووضع حد للتدخل في الشؤون الداخلية لسورية واحترام إرادة الشعب السوري الذي تحمل الكثير”.
حضر الاحتفال عدد من أعضاء القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية والقيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي وأعضاء مجلس الشعب ووزيرا الثقافة والدولة لشؤون مجلس الشعب ورئيس اتحاد الصحفيين وعدد من رؤساء المنظمات الشعبية والمهنية وفعاليات سياسية وحزبية واجتماعية وسياسية.
فادي أحمد