نتنياهو يقر بالدعم الدولي لجرائمه في غزة ومجلس الأمن الدولي يكتفي بالأسف

القدس المحتلة-سانا
ضاربا عرض الحائط بكل المواثيق الدولية التي لم تجد طريقها يوما لنصرة الشعب العربي أو أي من شعوب المنطقة شدد رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن عدوانه على قطاع غزة والذي أسفر حتى الآن عن استشهاد اكثر من 510 فلسطينيين وجرح أكثر من 3200 آخرين سيستمر حتى تدمير البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية التي تواصل الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي فيما اكتفى مجلس الأمن الدولي كعادته بالإعراب الشفوي عن قلقه الشديد إزاء العدد المتزايد من الضحايا في القطاع دون إدانة واضحة للعدوان.
وأوضح نتنياهو في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس مع وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعالون أن العدوان على القطاع سيتوسع حسب الظروف ويمكن أن يكون لمدى طويل مقرا أنه “محفوف بالمخاطر” إلا أنه ضروري للحفاظ على ما وصفه بأمن إسرائيل متبجحا بأن حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ أيام ضد أبرياء القطاع “تحظى بدعم دولي” قائلا “إننا نقوم بعملية معقدة ومكثفة وعميقة داخل قطاع غزة والمجتمع الدولي يدعم العملية التي يقوم بها الجيش بشكل كبير للغاية” مضيفا “نحن نحظى اليوم بدعم الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى مهمة في المجتمع الدولي”.
واعتاد المجتمع الدولي الذي ترفع الولايات المتحدة الأمريكية راية الدفاع عنه الروءية بعين مصالحه ولم يعد مستغربا إطلاقه يد الاحتلال الإسرائيلي لتقتل الفلسطينيين بأبشع الصور متى شاءت وكيفما أرادت فلا جثامين الأطفال المتفحمة والمقطعة ولا دماء الشهداء وصراخ اليتامى وأنين المشردين والخوف المخيم على رؤوس الفلسطينيين ولا أوقاتهم العصيبة تحت القصف الإسرائيلي تعني له شيئا طالما أنه لصالح إسرائيل التي يحق لها وحدها دون سواها الدفاع عن نفسها في أرض اغتصبتها ولا تملك أساسا حق الوجود فيها.
ويبدو جليا أن تهديدات الاحتلال المسعورة لتوسيع العدوان على القطاع ومجازره المتكررة بحق أهله والتي كانت آخرها صباح اليوم في رفح جنوب قطاع غزة وراح ضحيتها 11 شهيدا معظمهم من الأطفال ورغم تأكيداته المستمرة أنه يعمل تحت غطاء دولي ترك له باب الوقت مفتوحا لتحقيق غاياته بما شاء من السبل فإن المقاومة الفلسطينية تزداد ثباتا في معاركها بالميدان حيث منعت جنود الاحتلال المدججين بالسلاح ودباباتهم من استباحة أراضي القطاع.
وبسبب الخوف والقلق من انعكاسات تنامي حالة الهلع التي تصيب المستوطنين الإسرائيليين وهاجس تجربة خطف المقاومة الفلسطينية سابقا للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط فإن سلطات الاحتلال لم تؤكد حتى الآن أسر الجندي شاؤول آرون التي أعلنت المقاومة أمس أنها أسرته واكتفت سلطات الاحتلال بالقول إنها تحقق في صحة التقارير حوله إذ ان الاعتراف بقتلاها أهون عليها من الاعتراف بأسراها كما أن الاحتلال ينتهج سياسة التعتيم ويمتنع عن إعطاء أرقام حقيقية لقتلاه وجرحاه مع تضييق شديد يفرضه على وسائل الإعلام بهذا الخصوص خوفا على الحالة المعنوية لجنوده المتخبطين أصلا في أرض المعركة ولمستوطنيه.
وأقر يعالون في المؤتمر الصحفي بحالة الذعر التي تجتاح صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي جراء خسائره غير المتوقعة على يد المقاومة ونقل عنه موقع والا الإسرائيلي قوله “التقيت جنودا يبكون رفاقا لهم سقطوا وان أياما طويلة من القتال تنتظر إسرائيل وعليها العض على الجراح ولسنا خائفين ولا واهنين وسنواصل القتال مع معرفتنا بتعقيدات المهمة وحجم المسؤولية”.
ورغم الوعيد المستمر لمسؤولي الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع العدوان على القطاع منذ يومه الأول لشل قدرات المقاومة الفلسطينية ومسحها من الوجود على حد زعم مسؤولي الاحتلال ورغم الحجم الهائل للدمار الذي ألحقته بالبنية التحتية للقطاع والكارثة الإنسانية والصحية التي يعاني منها أهله ووسط مجتمع دولي يؤلمه ضميره الإنساني فتصرخ شفاهه بالقلق وعلى مرأى ما يسمى بالجامعة العربية المرتهنة لمشيخات النفط والغاز والتي كلما غضبت لدم الفلسطينيين المسفوك بحربة الإسرائيلي ومباركة السيد الأمريكي أنجبت بيان شجب وإدانة فقط يتمسك الفلسطينيون في القطاع بالمقاومة كخيار وحيد للحفاظ على وجودهم وينفذون وعدهم بأن العدو سيدفع الثمن ويدرك أن عدوانه لن يكون أبدا نزهة فيكبدونه يوميا خسائر في الأرواح والعتاد يحتار كيف يخفيها كي لا يصيب صدع جديد أسطورته التي يقول إنها لا تقهر وطالما قهرتها إرادة الشعوب بالحياة.

عاليا عيسى