دمشق-سانا
تجاوز المغتربون السوريون حدود المسافة التي تفصلهم عن وطنهم الأم وتحديات الحصار الاقتصادي المفروض عليها والمخاطر المرتبطة بالحرب الإرهابية التي تستهدفها فأثبتوا على مدى سنوات الأزمة الخمس ارتباطهم ببلدهم وإصرارهم على الدفاع عنها سواء بالكلمة أو الفعل.
ومنذ بداية الأزمة انخرط المغتربون بمئات النشاطات والمبادرات لدعم وطنهم في محنته بدءا من محاولات إيصال حقيقة ما يجري على أرض الواقع للدول التي يستقرون فيها والوقوف بوجه حملات التضليل الإعلامي مرورا بحملات الدعم المادي وإرسال المساعدات للمتضررين والمهجرين وصولا إلى العودة إلى سورية والتأكيد على الصمود وإرادة الحياة فيها والاطلاع على احتياجاتها والعمل على توفيرها.
وتجد جمعية مسيحيو سورية من أجل السلام في فرنسا نفسها بعد ثلاث سنوات من تأسيسها منخرطة في كل أشكال الدعم هذه انطلاقا من قناعة أفرادها بضرورة تعزيز الروابط الاجتماعية والوطنية بين المغتربين وأهلهم في الوطن الأم وإيمانا منهم أن سورية بحاجة لكل أبنائه.
وعن أحدث نشاطات الجمعية تذكر رئيستها رويدة الخوري لوكالة سانا أن الجمعية طرحت مشروع إقامة مشفى في مدينة محردة بحماه وحصلت على موافقة وزارة الصحة وقدمت محافظة حماه الأرض التي سيتم بناء المشفى عليها وتبلغ مساحتها 27 دونم.
وتبين الخوري أن المبلغ الذي يحتاجه بناء المشفى يصل إلى 3 ملايين دولار سيتم التبرع به من قبل الفرنسيين للشعب السوري ويغطي تكاليف البناء والاكساء والمعدات والتجهيزات الطبية كما يتسع المشفى المقرر بنائه لقرابة 60 سرير مجهزين لتخديم سكان مدينة محردة.
وتهدف الجمعية من خلال مبادرتها حسب الخوري إلى المساهمة في إعادة إعمار سورية ودعم اقتصادها وتوفير فرص عمل لأبنائها أي أن المشروع له أبعاد صحية واجتماعية مع الإشارة إلى التعاون مع منتدى البناء والوفاء لسورية لإنجاز هذا المشروع .
وتكشف الخوري أن وفد الجمعية الذي يزور سورية حاليا سيعرض مشروع جديد على الجمعية يتمثل بإقامة مدرسة في مشتى الحلو للمراحل الدراسية كافة لاستعاب الوافدين إلى هذه المنطقة تم طرحه من قبل كنيسة في مشتى الحلو تعهدت بتقديم الأرض للمدرسة والترخيص لها مبينة أن المنطقة تستوعب وافدين من حمص وحماه وإدلب والقامشلي والحسكة ويبلغ عدد سكانها 20 ألف لذلك فإنها بحاجة لمدرسة جديدة مؤهلة لاستيعابهم.
وحول نشاطات الجمعية الأخرى تلفت الخوري إلى إقامة محاضرات تتوجه للشعب الفرنسي عن المجتمع السوري ومكوناته وتعايشه مع الواقع وتتناول ما يتعرض له السوريين من إرهاب في محاولة منها لنقل الصورة الحقيقية عن الواقع السوري إلى الفرنسيين والتأثير فيهم للمساهمة في دعم مشاريعها.
وتختم الخوري حديثها بالقول “نشعر بمسؤوليتنا تجاه وطننا الأم ونحن صامدون مع الشعب السوري ضد الحرب التي تشن عليه إعلاميا واقتصاديا ونحاول تخطي العقوبات المفروضة على سورية عبر أنشطتنا في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة الفرنسية بإرسال المال والسلاح لدعم الإرهاب”.
صبا غرة وشروق العمري