اللاذقية-سانا
اختتمت اليوم ورشة العمل التخصصية التي أقامتها هيئة تنمية وترويج الصادرات واتحاد المصدرين في فندق “لاميرا” باللاذقية حول سبل النهوض بالثروة الحيوانية “قطاع الأبقار” بما يسهم في دعم الإنتاج الوطني وتنمية إدارته بمجموعة من التوصيات ركزت على النهوض بقطاع الأبقار وتطويره بحيث يلبي احتياجات السوق المحلية من اللحوم والحليب ومشتقاته ويرقى إلى الأسواق العالمية فيكون داعما قويا للاقتصاد الوطني.
كما تضمنت المقترحات الاستخدام الأمثل للمخلفات الحيوانية بهدف تخفيض التكاليف وتحسين الدخل والاستمرار بتحسين سلالات الأبقار المحلية تدريجيا ورفع كفاءة استخدام الأعلاف وقيمتها الغذائية وتفعيل دور الوحدات الإرشادية في توعية المربين لأساليب التربية الصحيحة.
ودعت التوصيات إلى إشراك القطاع الخاص بتمويل الأبحاث العلمية وحل مشكلات القطاع وتشجيع تشكيل شبكات المربين وتفعيل دورها ووضع ضوابط رقابية على انتقال الحيوانات بين المحافظات والتشدد في تطبيق الشروط الفنية والصحية لنقل المنتجات الحيوانية من مشتقات حليب ولحوم وتوعية المربين والمزارعين لأهمية صندوق خدمات المواشي في اتحاد المصدرين للاستفادة من خدماته.
وأكدت التوصيات ضرورة إيجاد آلية لإحداث صناديق تأمين على القطعان وحث كل الجهات المعنية لتقديم مقترحات بخصوص الدعم الذكي للثروة الحيوانية والأعلاف والاهتمام بتطبيق الشروط الصحية للتربية بهدف الحفاظ على جلود الأبقار السورية لما تحققه من قيمة مضافة عند التصدير.
وأوصت بتكليف مؤسسات التدخل الإيجابي لتطوير استجرارها من منتجات الثروة الحيوانية من ألبان وأجبان ولحوم والاستفادة من نتائج البحث العلمي في تطوير تربية الأبقار وإعداد وإصدار دليل إرشادي لرعاية وخدمة الأبقار يوزع على المربين إضافة إلى التوسع في زراعة الأعلاف عالية القيمة الغذائية واستخدام مخلفات المحاصيل كبدائل علفية.
كما تضمنت التوصيات الطلب من الحكومة الإيعاز لمجلس النقد والتسليف بالسماح للمصرف الزراعي بتمويل قطاع الثروة الحيوانية ومتمماته ودعم سياسة تصدير الأجبان المصنعة محليا وتوجيه صندوق دعم الإنتاج لدعم زراعة المحاصيل العلفية إلى جانب تشجيع إقامة المسالخ الآلية التي تطبق المواصفات العالمية الصحية والفنية.
ولفت وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس أحمد القادري إلى أن الوزارة تستورد منتجات حيوانية بمبالغ باهظة سنويا موضحا أن تطوير الثروة الحيوانية وتنمية الصناعات الغذائية المتعلقة بها يساهم في ترشيد استيراد هذه المنتجات الجاهزة ما يتطلب دعم المشاريع الصغيرة التي تساعد في زيادة الإنتاج.
وقال القادري “إن التوصيات التي توصلت إليها الورشة تساعد على إعادة النهوض بالثروة الحيوانية لما تشكله من أهمية ورافد أساسي للاقتصاد الوطني” مؤكدا أن الوزارة ستعمل على متابعة تنفيذ هذه المقترحات مع الوزارات والجهات المعنية بهدف الوصول إلى مخرجات قابلة للتطبيق تتم ترجمتها على أرض الواقع ليكون لها منعكس إيجابي على تحسين الأداء والعمل وتقديم خدمة لمربي الثروة الحيوانية.
بدوره بين مدير الزراعة باللاذقية المهندس منذر خيربك أن الورشة اتاحت الفرصة لتبادل الآراء بين كل الجهات العلمية والبحثية والتنفيذية على مستوى سورية على مدى يومين والخروج بمقترحات هامة قسم منها قابل للتطبيق الفوري والآخر على المدى الطويل.
من جهته لفت عضو مجلس ادراة اتحاد المصدرين السوري إياد محمد إلى أن الاتحاد يسعى من خلال هذه الأنشطة إلى المساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني باعتبار أن تطوير الإنتاج المحلي في أي قطاع من القطاعات له انعكاساته الإيجابية على المجتمع وعلى دورة العجلة الاقتصادية داخليا وخارجيا مبينا أن الهدف من هذه الورشة هو المساهمة في دفع عجلة التنمية الشاملة في كل المجالات.
وأوضح مدير التخطيط والتعاون الدولي في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي هيثم الأشقر أن الورشة شكلت فرصة للقاء كل المهتمين بالثروة الحيوانية في القطاع الخاص والعام والمنظمات والاتحادات المهتمة بهذا الموضوع مشيرا إلى أن أهم المخرجات من هذه الورشة هي الوصول إلى مصفوفة تنفيذية قادرة على تطوير قطاع الثروة الحيوانية وخاصة موضوع الدواجن والأبقار حيث تم التركيز على المشاكل الأساسية التي تعرض لها القطاع في ظل الأزمة التي تمر بها البلد.
وبين الأشقر أن الورشة ركزت على محاور أساسية تنظيمية وتشريعية وأخرى تتعلق بالتسويق وتأمين مستلزمات الإنتاج وكل الأمور الضرورية لتطوير هذا القطاع حيث شكلت لجنة برئاسة معاون الوزير لمتابعة تنفيذ مضمون هذه المصفوفة اضافة إلى تشكيل فريق عمل على مستوى كل محور من المحاور لدراسة النشاطات والأفكار الممكن تنفيذها.
حضر اختتام الورشة محافظ اللاذقية ابراهيم خضر السالم وعضو قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الفلاحين الفرعي عيسى جنيدي وعضو المكتب التنفيذي في المحافظة جمال نصور.