الشريط الإخباري

أوماخانوف: الجيش السوري أهم مؤسسات الدولة ويجب الحفاظ عليه

موسكو-سانا

أكد نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي إلياس أوماخانوف ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة في سورية وبالدرجة الأولى الجيش العربي السوري الذي يتصدى للإرهاب ويستحق كل الدعم والتأييد.

وقال أوماخانوف خلال لقائه أمس وفد لجنة متابعة الحوار الوطني السوري الذي يزور موسكو إن “الأزمة في سورية حاليا هي نتيجة السياسة غير المشروعة لعدد من البلدان الأجنبية وخاصة تلك التي ترعى الإرهاب حيث تنطلق أعداد كبيرة من مواطنيها إلى سورية للانضمام للإرهابيين” مشيرا إلى أن روسيا عانت على مدى عشرين عاما من ذات الإرهاب الذي لا دين ولا قومية له.1

وأضاف أوماخانوف “من أجل أن تجري العملية السياسية في سورية بشكل منتظم وفعال ينبغي توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب المتجسد أولا بما يسمى تنظيم داعش الذي هو في الحقيقة تجمع إرهابيين دوليين إضافة إلى المجموعات الإرهابية الأخرى مثل جبهة النصرة”.
وأوضح أوماخانوف أن روسيا تواصل عملها عبر قنوات مختلفة وبواسطة آليات متنوعة منها المنظمات الدينية والمدارس وأجهزة الإعلام لمنع تسرب الشباب إلى صفوف المجموعات الإجرامية.

وشدد أوماخانوف على التزام روسيا باستمرار التعاون التقني العسكري مع سورية وتنفيذ الالتزامات في مجال تعزيز القدرات الدفاعية لها ومساعدتها في محاربة الإرهاب إضافة إلى التعاون في المجال الإنساني.

وبين أوماخانوف أن موسكو استقبلت جولتين من المشاورات السورية السورية والتزمت بدور الوسيط وهي مهتمة بجمع كل أطياف القوى السياسية الساعية لإيجاد لغة مشتركة من أجل تحقيق السلم والاستقرار في سورية وأن يكون صوت كل القوى المعارضة البناءة مسموعا بشكل أوضح.

وأشار أوماخانوف إلى أهمية اللقاءات المتبادلة بين روسيا وسورية ومنها زيارة هذا الوفد من قوى المعارضة لأنها تساعد على إجلاء البقع الغامضة وتزيد من وضوح الحقيقة على الأرض السورية وإدراك حقيقة ما يجري في هذا البلد الشقيق.

وقال أوماخانوف “إن الطيف الواسع للمعارضة وخاصة الداخلية يجب أن يمثل في كل اللقاءات الخاصة بتسوية الأزمة وهذا ليس منة بل تنازل من الغرب يجب أن يقدم لأنه من دون التمثيل الواسع للقوى السياسية فإن الوصول إلى حل سياسي سيكون صعبا جدا”.

وأضاف أوماخانوف “إنه من الصعب الحديث عن توافق وبنية محددة وموحدة للدولة في ظل استمرار بعض اللاعبين الدوليين بالسعي لتمزيق سورية ولذلك لا بد من تضافر الجهود وتشكيل ائتلاف عريض لمحاربة الإرهاب تكون سورية في مركزه بجيشها وبمساعدة كل القوى الفاعلة التي تتخذ بحق وحقيقة موقف الحفاظ على وحدة وسيادة سورية”.

من جهته أعرب وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية رئيس وفد لجنة متابعة الحوار الوطني السوري رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي علي حيدر عن شكره للقيادة الروسية وللشعب الروسي الصديق الذي قدم كل الدعم الممكن كي تكون سورية قوية مستقرة موحدة واحدة.3

وقال حيدر إن “الدور الذي تضطلع به القيادة الروسية ليس مبنيا فقط على ضرورة الحل السياسي للأزمة ولكن في دعم الشعب السوري والدولة السورية في جميع المجالات من أجل المحافظة على الدولة السورية ومقوماتها واستقرارها وسيادتها ووحدتها ودعم كل مناحي الحياة في سورية للمحافظة عليها”.

وأضاف حيدر “إن لجنة متابعة الحوار الوطني السوري تضم أغلب الأحزاب السورية من كل المواقع والفعاليات وبالتالي هي أول تعبير حقيقي عن رغبة جادة في العمل لحل الأزمة ونحن خلال هذه الزيارة في ظرف موضوعي إقليمي ودولي ناضج للانتقال خطوة باتجاه الأمان والعملية السياسية المفترض أن تكون مقدمة لحل الأزمة”.

وأوضح حيدر أن هذا الظرف الموضوعي الناضج إقليميا ودوليا هو نتيجة التحولات التي حصلت في الفترة الأخيرة والتي أثبتت من خلالها السياسة الروسية أنها الأكثر ثباتا ودقة وموضوعية في متابعة الملف السوري والتعامل معه إضافة إلى متحولات الداخل السوري “الخطيرة” وخاصة حجم الإرهاب الذي زاد كثيرا عن السابق بسبب أدواته التكفيرية إضافة إلى انفلات قسم منها من يد بعض الدول التي كانت تسيره وانتقاله إلى القتال لمشروعه ولمصلحته.

وأشار حيدر إلى أن القوى السياسية غير فاعلة على الأرض ولا تؤثر على الميدان في مواجهة الإرهاب ولذلك فالعملية السياسية اليوم ليست لتغيير بنية الدولة السورية كما كان يقال سابقا بل لحشد كل القوى للانتقال إلى المهمة الأولى التي أصبحت مهمة عالمية ولكن سورية تتصدى لها وهي محاربة الإرهاب.

وقال حيدر “إننا الآن أمام استحقاقات مختلفة فالبعض يتكلم عن موسكو3 والبعض الآخر يتكلم عن جنيف3 ونحن في لجنة متابعة الحوار الوطني نقول بكلمة واحدة إننا مع كل الجهود الروسية للمساهمة في حل الأزمة ولكن عبر عملية واحدة وهي تهيئة الظروف أمام السوريين ليقوموا بالحوار بينهم أنفسهم بينما يكون دور المجتمع الدولي المساهمة في إنجاح هذا الحوار وهذا لا يكون إلا بتأمين الظروف الجيدة قبل الحديث عن إطلاق الحوار وما زلنا نقول إن الظروف غير ناضجة لجنيف3 وأن الحاجة الآن ملحة لموسكو3 قبل أي مكان آخر”.

ولفت حيدر إلى أن أدوات الحرب تختلف عن أدوات العملية السياسية فالفاعلون على الأرض بالعمل العسكري المواجه لسورية والحامل للواء الإرهاب لا يستطيعون أن يكونوا من أدوات الحل السياسي كما أن موازين القوى على الأرض لا تعني أبدا أن تكون مقياسا لموازين القوى في السياسة.

وأكد حيدر أن ما يحتاجه السوريون الآن هو الدعم الكامل للحفاظ على الدولة المركزية وقوتها وموءسساتها لأنها ستكون الحامل لأعباء الشعب السوري في العملية السياسية كما أن جيشها هو الوحيد على الأرض الذي يستطيع أن يواجه الإرهاب.

وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو قال عضو لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي ايغور ماروزوف “إن وفدا من هذا المجلس شارك في الإشراف على الانتخابات الرئاسية التي جرت في سورية العام الماضي ورأى شفافيتها وتجاوبها مع متطلبات المعايير القانونية الدولية إضافة إلى الإقبال الجماهيري الواسع الذي شهدته في جميع أنحاء البلاد”.4

وأضاف البرلماني الروسي “إن الرئيس بشار الاسد حصل في تلك الانتخابات على تفويض جديد من الشعب السوري وهو رئيس منتخب شرعيا ويمثل المجتمع السوري ولذا يجب أخذ ذلك بعين الاعتبار حتما في جميع المباحثات المتعلقة بحل الازمة في سورية”.

وأشار ماروزوف إلى ضرورة انخراط جميع ممثلي المجتمع السوري بما في ذلك المعارضة البرلمانية ومختلف القوى السياسية في البحث عن حل سياسي للأزمة لافتا إلى أن اللقاءين التشاوريين السوريين في موسكو كانا إيجابيين وخرجا بنتائج.

وأوضح ماروزوف أن لقاء موسكو الثالث المحتمل يجب ان ينعقد على أساس التمثيل الواسع لمختلف الفئات والقوى السياسية.

بدوره قال الأمين العام لحزب الشعب الشيخ نواف عبد العزيز طراد الملحم “إننا كوفد لجنة متابعة الحوار الوطني السوري التقينا مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومع نائب رئيس مجلس الاتحاد اوماخانوف وعدد من النواب والجميع أكد ان الشعب الروسي والقيادة الروسية متفهمون لما يجري في سورية وداعمون لوحدتها وسيادتها واستقلالها”.

وأضاف الملحم “إن الاصدقاء الروس جادون بدعم سورية في المجالات العسكرية والإنسانية وهذا ما يثلج صدورنا كسوريين لأننا نجد في هذه الظروف حلفاء واصدقاء مخلصين ونحن نتمنى أن تتعمق هذه العلاقة اكثر فأكثر”.

من جهته قال عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد “إن اللقاءين مع بوغدانوف واوماخانوف تركزا على مبادئ السياسة الروسية تجاه سورية رغم جميع الضغوط التي مورست وتمارس عليها حيث حاولت بعض دول العالم الاعتراف بالائتلاف الذي تشكل في الدوحة كممثل شرعي للشعب السوري ومع ذلك كانت روسيا تتمسك طيلة الوقت بمبادئ الشرعية الدولية”.

وأضاف الأحمد أن” أوماخانوف تحدث عن ضرورة تسليح الجيش السوري وعدم استبعاد أي قوى سياسية سورية من المشاركة في العملية السياسية لحل الأزمة”.

في حين قال عضو لجنة موءتمر الحوار الوطني السوري الدكتور عمار مرهج “حاولنا جاهدين كل باستطاعته أن نشرح ما يجري في سورية وشعرنا خلال لقاءاتنا حتى الآن أن الموقف الروسي ثابت تجاه سورية”.

وأضاف مرهج “إن الروس أكثر تمسكا بكل ما يهم الانسان السوري وهم شركاء في العملية السياسية ويدعمون الجيش العربي السوري ولقد سمعنا كلاما اكثر مما كنا نتوقع ويتفهمون مواقف سورية ويدركون من يحارب في سورية”.

انظر ايضاً

زاخاروفا: قلق كوريا الديمقراطية على أمنها بعد الأحداث التي وقعت في كوريا الجنوبية بات مبرراً

موسكو-سانا أكدت المتحدثة في وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن قلق جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية …