S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
تؤكد الفنانة خالدية كلاس في معرضها “فضاءات ابداعية على القماش” المقام حاليا في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة أن الابداع لا عمر ولا حدود له فبالصبر والمثابرة والتحدي نصل إلى الابداع.
وتضيف الفنانة السبعينية في حديث لـ سانا إنها قدمت في هذا المعرض حرفة الموزاييك بطريقة جديدة فمن المعروف إن هذه الحرفة تتم بتشكيل القطع الصغيرة على الخشب ولكنها اليوم ومن خلال عمل متواصل استمر خمس سنوات أنجزت مئات القطع الفنية عرض منها ما يقارب 40 قطعة حملت تصاميم زخرفية من الجلد على القماش جاءت كلوحات فسيفسائية جميلة بعمل يدوي متقن بمهارة أنامل المرأة السورية.
وحول طريقة عملها اليدوي بينت كلاس أنها تقوم بتسطير الزخرفة التي تختارها على قطعة الجلد الصناعي ثم تقصها لقطع صغيرة تصل أحيانا إلى مساحة نصف سم وتشكلها بطريقة هندسية لتقوم بلصقها على القماش بواسطة لاصق خاص مع الحفاظ على نظافة القطع وإتقان العمل.
وأوضحت كلاس أن هذا العمل بحاجة الى وقت كبير حيث تأخذ القطعة المتوسطة الحجم ما يقارب 60 ساعة من العمل مما اضطرها للعمل عشرين ساعة في اليوم ويصل عدد القطع الجلد الصغيرة على قطعة القماش أحيانا إلى 6 الف قطعة صغيرة مشيرةالى انها تقوم في العمل بمفردها وفي كل لوحة تسعى لتشكيل تحف فنية تبرز الزخرفة الدمشقية على اغطية الطاولات وديكورات المنازل والمكاتب.
وتنوع كلاس في اختيار الالوان المناسبة لتمزجها بين لون القطع الجلدية ومساحة القماش ولونه فجاءت الوان قطعها الفنية مزيجا بين البني والاخضر والبنفسجي في اغلبها بشكل ينسجم مع اللوحة الفنية المرسومة لتقدم لوحة ابداعية تظهر مهارة واتقان العمل اليدوي الممزوج بالخبر.
واستفادت خالدية كلاس خريجة المعهد الهندسي من دراستها تصميم الاشكال الهندسية وطورتها للعمل الابداعي في الرسم والعمل اليدوي مبينة أن حبها للعمل اليدوي والفن جعلها تطور موهبتها بشكل شخصي لتقدم معرضها الاول عام 1970 في مدينة الطبقة بالرقة ثم قدمت معرضين الاول في مكتبة الاسد الوطنية و الثاني في متحف حلب عام 1986 وفي عام 1993 قدمت معرض اكسسورات من النحاس في ثقافي ابو رمانة وشاركت في عام 2012 بمعرض دولي في ايران حول الاعمال اليدوية.
ولفتت كلاس إلى أن الأعمال التي انجزتها خلال الخمس سنوات الماضية كانت ابنتها تقوم بنشرها على صفحتها على الفيس بوك ولاقت اعجاب الكثير مما شجعها لاقامة هذا المعرض الذي نال استحسان واعجاب الحضور مضيفة ان مديرية التراث الشعبي وعدتها بتوثيق هذه الاعمال اضافة الى اقامة ورشات تدريبة حول الاعمال اليدوية والحرف لاستمرار العمل بها والحفاظ عليها.
ورأت الاعلامية الهام سلطان ان المعرض كان متميز وهو ابداع فكر سوري فرغم الظروف نجد المرأة السورية المبدعة بأعمال متقنة تظهر عمق الفن السوري وأن ما قدمته الفنانة كلاس حالة فنية وحضارية واقتصادية يجب ان تستفيد منها المعامل والمصانع داعية لتدريس الاعمال اليدوية بمختلف مجالاتها كمادة في المقررات المدرسية للحفاظ على تراثنا وابداعنا.
ووصفت كل من سمية الاعرج وسميرة حيدر القطع التي اشتغلتها كلاس بالاعمال الفنية المتقنة وحققت درجة عالية من التميز سواء في اختيار الالوان والزخارف اظهرت ابداع المرأة السورية وجهودها في مجال الفن .
يذكر أن معرض فضاءات إبداعية على القماش مستمر لمدة أسبوع في صالة المعارض في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة من الساعة العاشرة صباحا وحتى الساعة الثامنة مساء .
