“تلبيس المعدن بالمينا”..حرفة إبدع فيها الدمشقيون ويتهددها خطر الزوال

دمشق-سانا

تعتبر الصياغة من أرقى وأقدم الحرف اليدوية التي تعود إلى آلاف السنين حيث جذبت المعادن الثمينة الإنسان ليشكل منها أجمل الاساور والقلائد ومع الزمن تطور هذا الفن وتفرعت عنه العديد من الحرف ومنها “تلبيس المعدن النفيس بالمينا” .

وحول هذه المهنة يقول قال يسر علاف أحد حرفيي صياغة المينا لنشرة سانا مجتمع وسياحة إن مادة المينا المستخدمة في هذا المجال هي ذاتها التي يستخدمها أطباء الأسنان في تلبيس التيجان السنية ولها ألوان عديدة كالأحمر والأخضر والأصفر والأزرق والأسود ومنها المينا الباردة والمشوية حيث استخدم الدمشقيون قديما الأفران الحجرية في شيها وهي مرحلة تأتي بعد حفر المعدن النفيس الفضة أو الذهب بطريقة النقش باستخدام مقابض خاصة حديدية أو خشبية حادة الرؤوس حيث تنزل المينا في تلك النقوش المحفورة وتملؤها وبعد ذلك تجري عمليات طويلة كقشط المينا الزائدة من السطح حتى تظهر الصورة المحفورة والمنقوشة باللون المستخدم لافتا إلى أنه في هذا العصر تستخدم الأفران الحديثة في عملية شي المينا ما ساعد على تطور هذه الحرفة.

وذكر الحرفي علاف أن هذه الحرفة مهددة بالإندثار بعد فقدها العديد من أمهر حرفييها الدمشقيين ومنهم الحرفي جورج خليل الذي كان له باع طويل فيها وهو معلمه الأول الذي أخذ عنه أصول حرفة الصياغة والترصيع وتنزيل المينا على المعادن .

وأضاف إنه يسعى للحفاظ على هذه المهنة من خلال تطويرها وابتكار منتجات جديدة تواكب العصر وتعليمها لعدد من الشباب ممن يمتلكون القدرة على استيعاب اساسيات هذه المهنة التي تتطلب الصبر والدقة والاتقان في العمل.