S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
ريف دمشق-سانا
أهمية الثقافة الوطنية ودورها في عملية البناء والإعمار وفي تنمية المجتمع كانت المحاور الرئيسة التي تناولتها محاضرة الدكتور عاطف بطرس في المركز الثقافي العربي في جرمانا.
وأوضح بطرس أن “الثقافة هي كل ما يساعد الإنسان على تكوين رؤية تمكنه من اتخاذ موقف مما يواجهه في شبكة علاقاته مع الطبيعة والمجتمع وإنماء ثروته المعرفية وإغناء خبراته بما يساعده على فهم الواقع ومواجهة الحياة أما الوطنية فهي الصفة المحددة والمميزة للثقافة وتحدد دلالتها بصورة تساعد على بناء الوطن وحمايته والعمل على تقدمه وازدهاره ورفعة شأنه”.
وتتجلى الثقافة الوطنية بحسب بطرس بأشكال مختلفة وتغتني بمحتويات جديدة وذلك وفق ما تتعرض له الأوطان من أزمات فهي في ظروف الحرب تختلف وظائفها عنها في ظروف التحولات الاجتماعية والفترات الانتقالية.
ورأى بطرس أن “مفهوم الثقافة الوطنية القومية ارتبط في منطقتنا بمرحلة النضال ضد الاستعمار القديم والحديث فحملت لواء التحرر الوطني والاستقلال والسيادة وكانت سلاحا من أسلحة الدفاع عن صون الهوية الوطنية الحضارية ووسيلة للمواجهة ضد المحتلين على امتداد تاريخ الصراع معهم في منطقتنا كما تصدت الثقافة الوطنية للصهيونية المتحالفة مع الرأسمالية العالمية وأداتها الرجعية بتواطئها ومختلف تجلياتها وعباءاتها ووجوهها المستعارة”.
وأشار بطرس إلى أن الثقافة الوطنية لا تكتسب صفتها إلا بمقاومة كل أشكال التبعية والاحتواء ومحاولات تفتيت الشخصية الوطنية بعزل تلك الشخصية عن مكوناتها كاللغة والتاريخ والعادات والتقاليد والانتماء إلى الوطن.
وبين بطرس أن الثقافة الوطنية استحقت اسمها “برفضها الجمود والسكوت ودعوتها إلى إعادة النظر في المفاهيم والأفكار التي تقادمت بفعل الزمن وعارضت إحالة مصير الإنسان إلى قوة غيبية وأقدار مجهولة تحد من قدراته على معرفة واقعه وكشف طبيعة قواه المحركة وقراءة ماضيه ورسم مستقبله متسلحا بالمنهج العلمي في التفكير”.
وفي ظل الحرب التي تتعرض لها سورية أكد بطرس أهمية دور المثقف الوطني المتشبث بأرضه والذي لم يترك وطنه في محنته مع ضرورة مد جسور التواصل والتكاتف بين صفوف المجتمع السوري.
وعن رأيه في المحاضرة قال الشاعر والناقد رضوان هلال فلاحة إن الدكتور عاطف بطرس عمل في محاضرته “على إجلاء مكون تعريفي أوضح فيه حالة الالتباس في مفهوم الثقافة الوطنية مغنيا هذا التعريف بخطاب ثقافي حواري ومنتم إلى حس وطني نابض بهوية ثقافية وطنية صادقة”.
محمد الخضر