السويداء-سانا
تناولت المحاضرة التي أقيمت مساء أمس في ثقافي السويداء ضمن فعاليات ملتقى التصوير الزيتي السادس بعنوان صورة البطل الملحمي في مرايا التشكيل الملحمة الشعرية وأصنافها وتجلياتها في الفن التشكيلي.
وتحدث الشاعر جهاد الأحمدية عن العلاقة المتبادلة والمتداخلة بين الرسم بوصفه شعرا صامتا والشعر بوصفه رسما ناطقا فهما فنان متلازمان من حيث المنبع ومختلفان من حيث أدوات التعبيروطريقة الإبداع مبينا أنه لكل لوحة فنية ملحمية ظروف خاصة بها لا يمكن تكرارها ضمن نفسه.
ولفت الأحمدية إلى أن الملحمة أعظم ما يمكن لروح الإنسان أن تبدعه فهي تجسدها قيما فنية عالمية للعمل الأدبي لتصور واقعة عظيمة مأخوذة من اشتباك الناس واختلاطهم فيها وهي أحد الأجناس الأدبية المهمة التي تتغنى بالصراعات والقتال ووصف الحروب وتشترك الآلهة في وقائعها لتختلط بالأساطير والخرافات وتنغمس بالخيالات كالياذة هوميروس مبينا أن الفن التشكيلي غني بالنماذج المجسدة للملاحم.
ويصنف الأحمدية الأعمال التشكيلية المستوحاة من الملاحم بسبعة أصناف وهي أعمال مستوحاة من الملاحم الإغريقية كلوحة موت سقراط للفنان الفرنسي جاك لوي ديفيد وأخرى مستوحاة من الملاحم السومرية حيث أن السومريين أول من أوجد وطور الأدب الملحمي المؤلف من شعريات قصصية كملحمة جلجامش والملاحم الهندية أشهرها المهابهاراتا والفارسية كملحمة الشاهنامة للفردوسي التي تعتبر ملحمة الفرس الكبرى وملاحم أوروبية كملحمة الفردوس المفقود وهي آخر الملاحم الأوروبية الكبرى إضافة إلى الملاحم العربية التي دخلت العالم الأوروبي بخيالاتها كألف ليلة وليلة وعنترة حيث استخدمت بشكل واسع في الفن التشكيلي برؤى فنية مختلفة وآخرها الملاحم الدينية والتي تجسدت غالبيتها بشخصية السيد المسيح وأشهر اللوحات المستوحاة من ملاحم دينية لوحة العشاء الأخير.