العمل الإنساني خلال الأزمة.. أولويات جديدة وانخراط أكبر للمجتمع الأهلي

دمشق-سانا

يختبر السوريون يوميا معاني جديدة للعمل الإنساني والتطوعي وعلى الرغم من أنه ليس بالأمر الجديد عن مجتمعهم لكن سنوات الأزمة الخمس بدلت الكثير من أولوياته فنحت الجمعيات الأهلية والخيرية الأهداف التي أحدثت لأجلها وركزت جل اهتمامها على العمل الإغاثي للتخفيف من تداعيات الأزمة على المتضررين والمهجرين.

ويمثل العمل الإنساني الذي تحتفل به دول العالم في التاسع عشر من آب كل عام ظاهرة تأخذ شكلا متقدما من أشكال السلوك الاجتماعي الإنساني إذ يقوم شخص ما بتقديم جهده أو ماله أو وقته بشكل تطوعي وبرغبة شخصية منه بعمل يعود بالنفع على أبناء مجتمعه حسب إقبال حامد من جمعية تنظيم الأسرة إذ يزيد من التماسك الاجتماعي والتعاضد بين أفراده لتقديم العون للشرائح الاكثر هشاشة بالمجتمع وإحداث نقلة حقيقية في حياتهم.

وبينت حامد أن أهمية العمل التطوعي وتطوير مفهومه وتوسيع قاعدة المشاركين فيه تشكل مسؤولية تعمل على تعميقها وتعزيزها مؤسسات وجهات عدة خاصة بين شريحة الشباب انطلاقا من كونهم عماد المجتمع والأكثر تحسسا لمشكلاته وقدرته على أداء العمل التطوعي ورفع مستواه.

وتسهم الجمعيات الاهلية بالارتقاء بسوية العمل التطوعي والانساني باعتبارها الاقدر على تأطير العمل الانساني ومجالاته وتنظيمه ليكون أكثر تأثيرا في المجتمع ولا سيما بوجود جمعيات متخصصة في قطاعات متنوعة منها الصحية والاجتماعية والبيئية والثقافية والرعائية كما تقول حامد.

وقامت مؤسسات المجتمع الأهلي بدور مهم خلال السنوات الماضية في التخفيف من آثار الأزمة التي تمر بها سورية والتي تركت آثارها على مختلف شرائح المجتمع فكان القطاع الاهلي رديفا حقيقيا للقطاع الحكومي من خلال انخراطه بالعمل الإغاثي الإنساني والتطوعي حسب ما ذكرت مديرة الخدمات في وزارة الشؤون الاجتماعية ميساء ابراهيم.

وترى ابراهيم أن جمعيات المجتمع الاهلي تحولت إلى شريك حقيقي في عملية التنمية المجتمعية الأمر الذي يدعو إلى ضرورة بناء القدرات الذاتية لعدد من الجمعيات والمتطوعين لديها لتمارس دورها الاجتماعي والإنساني بشكل فاعل ومؤثر.

وتبرز قدرة العمل الأهلي على تقديم الكثير من الخدمات والأنشطة التي لا يستطيع القطاع الحكومي تغطيتها حسب ما أشارت مديرة الخدمات كونه يملك إمكانية التواصل والوصول إلى الشرائح الاجتماعية جميعها وخاصة أن الجمعيات الاهلية قادرة على العمل في ظروف استثنائية إذ كشفت الأزمة الراهنة الحاجة الماسة إلى تكاتف الجهود جميعها ولكل القطاعات في تقديم الدعم والخدمات للأسر المتضررة حيث اكدت ابراهيم أن الوزارة تسعى إلى تطوير العمل الاهلي وآليات عمله بالاتجاه التنموي.

وتشهد الأحداث على أصالة العمل الانساني التطوعي لدى الشعب السوري حيث قدمت منظمة الهلال الاحمر العربي السوري خلال الازمة في سورية خدمات اغاثية مهمة معتمدة على 11 ألف متطوع لديها ارتقى العديد منهم شهداء أثناء تأديتهم عملهم الانساني في فروع وشعب المنظمة كما لا يخفى على أحد كيف أغاث السوريون أشقاءهم اللبنانيين والعراقيين على مدى سنوات قبل الازمة.

ويعكس العمل التطوعي والإنساني حقيقة الإنسان وارتباطه بمجتمعه ومدى ايمانه بقضية نهوضه وتمسكه بالقيم الانسانية والمجتمعية فيكون بذلك أضاف إلى شخصيته وذاته الوجدان المجتمعي وهو الأرقى لما فيه كل الخير والجمال لكل ابناء المجتمع.

واتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2008 يوم 19 آب كيوم عالمي للعمل الإنساني احياء لذكرى مصرع 22 شخصا في تفجير بفندق القناة في بغداد عام 2003 مقر الأمم المتحدة.

وتتخذ الجمعية موضوعا لهذا العام بعنوان “إلهام إنسانية العالم” وتدعو الأمم المتحدة فيه الأشخاص إلى الانضمام إلى إحدى المنظمات الإنسانية في العالم ليصبحوا رسلا نشطاء للبشرية.