حمص-سانا
أعمال خدمية وتعليمية وثقافية متنوعة هي عنوان الفعل التطوعي اللافت لفريق “بصمة شباب فيروزة” الذي انطلق قبل عامين بدافع من حبه لقريته فيروزة في ريف محافظة حمص ورغبته في استثمار طاقات شبابه الكبيرة لدعم مجتمعه المحلي حيث تمكن هؤلاء المتطوعون خلال الأشهر المنصرمة من تنفيذ العديد من المبادرات الفعالة لتطوير واقع قريتهم والنهوض بحال أبنائها على مختلف المستويات.
وحول نشأة الفريق ذكر المحامي إياد حنون أحد مؤسسيه أن المجموعة انطلقت في عملها بتاريخ 13-10-2013 عبر كوكبة من الشباب الراغب باستثمار طاقاته وروحه الحماسية في عدد من المجالات الحيوية لتقديم أكبر فائدة ممكنة للمحيط الاجتماعي القريب مبينا أن المجموعة تابعة للمجلس البلدي في القرية والذي يتم التنسيق معه في جميع الفعاليات والنشاطات للحصول على الدعم اللازم لتحقيق الغاية المرجوة.
ولفت حنون إلى دور مغتربي القرية في تقديم الدعم المادي والمعنوي لأعمال المجموعة المكونة من 60 عضوا موضحا أن أبرز مظاهر هذا الدعم قد تجلى في تأسيس مجموعة رديفة خارج سورية تحمل اسم “بصمة شباب فيروزة في المهجر” وهذا يشير إلى التلاحم المتين بين أبناء الوطن في الداخل والخارج رغم اتساع المسافات.
وذكر أن الشباب المشارك في المجموعة وعدده نحو60 قام حتى الآن بتنفيذ سلسلة من الأنشطة الخدمية والثقافية والاجتماعية تضمنت تنفيذ العديد من حملات النظافة في القرية ودهن الأرصفة والطرقات وتركيب لوحات إعلانية وتوزيع حاويات للقمامة بالإضافة إلى صيانة عدد من مدارس القرية وانشاء لوحة لشهداء القرية من مدنيين وعسكريين بطول 7 أمتار إلى جانب حفلات التكريم لذوي هؤلاء الأبطال.
أما الرسالة العامة من هذه النشاطات فمفادها التأكيد على ضرورة أرساء قيم التعاون والتشارك والمبادرة الذاتية فيما يتعلق بخدمة المجتمع المحلي ولاسيما في ظل الظروف الحالية التي تفرض أعباء متزايدة على كاهل مؤسسات الدولة حيث قال حنون إنه “من غير المعقول القاء جميع المهام والمسؤوليات على المؤسسات الرسمية في هذه الأوضاع ولا بد من مساعدتها في العديد من الخدمات التي تنفذ في القرى سواء ما يتعلق بالنظافة أو غيرها من عمليات التأهيل والصيانة والحفاظ على المرافق العامة”.
من ناحيتها لفتت سمر ربوز وهي طالبة جامعية في كلية الهندسة الزراعية وأحدى المشرفات على عمل الفريق إلى أن المجموعة نفذت
العديد من الدورات التعليمية والتدريبية في اللغة والموسيقا والرسم للاطفال من 4 سنوات وما فوق بهدف ملء وقت الراغبين من هذه الشرائح العمرية بما هو مفيد ويساعد على صقل المواهب وخاصة أن المشرفين على هذه الدورات هم من المختصين الأكفاء .
وفي المجال الإنساني فقد تم حسب ربوز زيارة أسر الشهداء وتقديم الدعم لهم وزيارة مرضى السرطان والمصابين بالشلل إلى جانب توزيع الهدايا على الأطفال في المناسبات الاجتماعية والأعياد.
وأشارت إلى أن الفريق ينظم نهاية كل صيف معرضا لبيع مستلزمات العودة إلى المدارس من قرطاسية وثياب بأسعار رمزية حيث يلاقي
المعرض اقبالا واسعا من أهالي القرية والقرى المجاورة لافتة إلى أن عدد زوار معرض العام الفائت والذي استمر لاسبوعين بلغ نحو 4 آلاف زائر حيث يتوقع استقبال عدد مماثل في المعرض الذي يتم التحضير له حاليا ايذانا ببدء العام الدراسي الجديد.
وأكد عدد من المتطوعين في الفريق أنهم يسعون إلى تقديم أفضل ما لديهم خدمة لمجتمعهم المحلي فيبحثون دوما عن المبادرات والأفكار المحفزة التي تتم مناقشتها خلال الاجتماع الدوري الأسبوعي لأعضاء الفريق مؤكدين سعادتهم بهذه التجربة المميزة وما تقدمه لهم وخاصة أن كل عمل يقومون به يخلف لديهم ذكريات جميلة لا تنسى ويعمق معرفتهم ببعضهم البعض.
هنادي ديوب