طرطوس-سانا
انطلقت اليوم في صالة المركز الثقافي العربي في مدينة بانياس فعاليات مهرجان التراث الأول الذي يقيمه المركز الثقافي في المدينة بالتعاون مع مجلس مدينة بانياس.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول للمهرجان افتتاح معرض للمشغولات اليدوية من القش والحرير والخيزران والصدف وغيرها من المواد الموجودة في البيئة المحلية حيث قدمت الحرفية جمانة ابراهيم عددا من أعمال القش مثل الأطباق بأحجام مختلفة مثل الطبق والطبوقة والجميم وصحون الفواكه والحقائب والقبعات النسائية إضافة إلى سلة من القش تمثل خزانة العروس التي كانت تستخدم قديما لحفظ جهاز العروس ونقله.
كما شكلت ابراهيم عدة لوحات فسيفسائية من القش مثلت أحداها خريطة سورية وحدودها وكلمتي سوري وسورية ويدين تسعيان لإعادة إعمارها ولملمة جراحها وبناء ما خربه الارهاب فيها .
وبينت إبراهيم أن مشاركتها تأتي في اطار الحفاظ على التراث وهويته ومكنوناته ومحاولة لنشر ثقافة العمل التي تؤمن فرص عمل بسيطة من مواد اولية موجودة بالطبيعة لافتة إلى أنها تقيم كل عام ثلاث دورات لتعليم القش في المركز الثقافي بالشيخ بدر والتي تلاقي اقبالا جيدا.
كما شاركت الحرفية روجيه ابراهيم في هذا المعرض ببعض المشغولات اليدوية من الصوف والخيزران وعدد من اللوحات الفنية من شرانق الحرير بعضها بالون الأبيض الأصلي والبعض الآخر ادخلت عليه ألوانا مختلفة.
وأشارت إلى أهمية المشاركة في المهرجانات والمعارض كحافز ومشجع للعمل إضافة إلى التسويق الجيد والمحافظة على تراث الاجداد ونشر ثقافة الحرير بشكل خاص في مدينة بانياس.
وحاول الطفل إبراهيم إبراهيم الذي شارك بثلاث لوحات من توالف البيئة مع الصدف إضافة إلى لوحات فسيسفائية من القش تمثل خوذة الجندي السوري أن يوصل رسالة مفادها أن الدماء الطاهرة التي نزفت من شهدائنا لم تذهب هدرا بل انبتت شقائق النعمان في حدائق الوطن.
كما تضمنت فعاليات اليوم الأول محاضرة للباحث حسن اسماعيل بعنوان الأغنية الشعبية تضمنت بعض الأغاني التراثية مع عرض فني إضافة إلى شرح مفصل حول رحلة الأغنية الشعبية السورية وظروف نشأتها مثل العتابا والميجانا والزلوف.
وبينت المهندسة ليندا ابراهيم مديرة ثقافة طرطوس أن هذا المهرجان هو الرابع من نوعه على مستوى المحافظة والأول في مدينة بانياس حيث سبقه مهرجان مركزي على مستوى المحافظة أقيم في ثقافي طرطوس إضافة إلى مهرجانات مماثلة للتراث في مناطق صافيتا والشيخ بدر موضحة أن الغاية منها ليس فقط العودة إلى الجذور وإنما التمسك بها في هذا الوقت الذي تعني فيه هذه العودة تعزيز الانتماء إلى الأرض والوطن.
وأشار خالد حيدر مدير المركز الثقافي في مدينة بانياس إلى أن الاهتمام بالتراث أصلا هو جزء من المقاومة والتحدي لكل ما تتعرض له سورية لأن الإرهابيين ومن وراءهم يسعون إلى محو تراثنا.
يذكر أن المهرجان يستمر ثلاثة أيام تقدم خلاله محاضرات في التراث الشعبي والأغاني الشعبية وحفل زجل للشاعر الفنان طلال عمار فيما يستمر معرض المشغولات اليدوية طوال ايام المهرجان.