اللاذقية-سانا
انطلقت في فندق لاميرا بمدينة اللاذقية أمس فعاليات المؤتمر الهندسي الأول أولويات الهندسة واعادة الاعمار بهدف وضع حجر الأساس لعملية توثيق الصلات بين المهندسين الشباب والجهات الإنشائية الفاعلة في مجال الإعمار من جهة وبين المهندسين المتخصصين والمستثمرين من جهة أخرى.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول عدة محاضرات في محاور هندسية منوعة حيث استعرض في الجلسة الافتتاحية كل من الدكتور دريد سلوم والدكتور نائل حسن والدكتور محمد كيخيا من كلية الهندسة المدنية بجامعة تشرين أسس تطوير نماذج ابنية مسبقة الصنع محليا تصلح للإنشاء السريع اعتمادا على الخبرات الوطنية مسلطين الضوء على نماذج ابنية مسبقة الصنع محليا مكونة من الفولاذ والبيتون تسمح باستنباط وحدات سكنية متغيرة الشكل والوظيفة تصلح للتشييد السريع وإعادة الاعمار تم تنفيذها في مباني فرع الانشاء السريع في اللاذقية بالاعتماد على الخبرات المحلية وتعتبر تتويجا للعمل المشترك بين جامعة تشرين والشركة العامة للبناء والتعمير.
وقدم كل من الدكتور عصام ناصر والدكتور منير الأطرش من كلية الهندسة المدنية بجامعة تشرين دراسة عن تطوير الجيل الثاني من الابنية مسبقة الصنع ومقارنتها اقتصاديا مع الجيل الأول حيث ركزت اسس التطوير على النواحي الخاصة بتبسيط تكنولوجيا التصنيع المعدني وتقليص عدد العناصر المكونة للأبنية لحدودها الدنيا وتطوير تفاصيل وصلات الربط بما يخدم السهولة في عملية التركيب اضافة للمحافظة على خاصية استنباط وحدات سكنية أخرى متغيرة الشكل والوظيفة تصلح للتشييد السريع من العناصر مسبقة الصنع وتطوير هذه الخاصية الى حدودها الدنيا.
وبين المهندس سراج جديد من الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية فرع المنطقة الساحلية ميزات سكن الاقامة المؤقتة المثالي الذي يعتمد على عناصر بيتونية قليلة تحتاج إلى قوالب للصب وزمن للتصلب وعمالة خبيرة في التصنيع موضحا أنه تم تنفيذ هذه الدراسة لتصميم نموذج انشائي سهل التركيب ومنخفض الكلفة باستخدام المواد المحلية التي تلائم المتطلبات المعمارية والعمرانية بتامين سكن مريح وآمن.
وعن إعادة صياغة الضواحي السكنية شرح المهندس لؤي أحمد من المؤسسة العامة للإسكان بدمشق مفهوم الحي المستدام واهميته في تحقيق التنمية البيئية المستدامة وامكانية تبني هذا المفهوم كأداة تخطيطية قابلة للتطبيق في الضواحي السكنية القائمة أو قيد الدراسة أما المهندس فراس داديخي الخبير في هيئة التخطيط الإقليمي فقدم رؤية استراتيجية متكاملة لإعادة الاعمار تبدأ بالتخطيط الاقليمي والهيكلي والتنظيمي للمناطق المتضررة لتتبعها باقي الدراسات المعمارية والانشائية والبيئية وتتحقق هذه الاستراتيجية بوضع خطط متكاملة لانتاج الخارطة المتكاملة التي تتضمن تصورا اوليا للتجمعات السكنية المهدمة ووضع القواعد الأولية لتطوير الإجراءات القانونية والادارية والفنية لدعم هذه المناطق بما يتوافق مع التوجهات التخطيطية الاقليمية.
وتحدثت المهندسة سميرة حمادي من المؤسسة العامة للإسكان بدمشق عن مفهوم السكن الاقتصادي البيئي والحاجة الملحة له في ظروفنا الراهنة والأسس التي يجب ان ينطلق منها التصميم المعماري الخاص به بما يحقق التكامل البيئي بين التصميم والتنظيم وحسن التعامل مع الطبيعة وعدم تجاهلها لتصبح داعمة لتحقيق الاستدامة البيئية مع عرض تجارب لبلدان كان لها تجربتها في هذا المضمار ونماذج اخرى مقترحة تصميميا وتنفيذيا تحقق المعطيات التي لا بد منها لتوفير سكن اقتصادي وبيئي متكامل.
أما المهندسة يارا منى من المؤسسة العامة للإسكان بدمشق فاشارت الى امكانية اعادة تدوير النفايات الخرسانية من نواتج انقاض الابنية المهدمة والاستفادة منها كعنصر مساعد للحصول على المادة الخام للبناء من جديد مستعرضة واقع عملية التدوير في الدول المجاورة التي تبنت هذه الخطوة كما سلطت الضوء على بعض الدراسات المرجعية التي تندرج تحت بند استعمال الحصويات المدورة واستخدام الاضافات من اجل تحسين المواصفات الميكانيكية للخلطة الجديدة.
واستعرض المهندس بسام ابو النعاج من الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية بدمشق خصائص وميزات ومجالات اعادة تدوير مخلفات البناء واستخدامها في الخرسانة واعمال الطرق وصناعة البلوك والمواد الاخرى مشيرا الى ان تراكم الانقاض خاصة الخرسانية منها اصبح عبئا بيئيا واقتصاديا كبيرا وتحديا للموارد الطبيعية لذلك لا بد من استرجاع الخرسانة واعادة تدويرها وفق جدوى اقتصادية جيدة.
يذكر أن المؤتمر الهندسي الأول أولويات التنمية واعادة الإعمار الذي تقيمه لجنة البحث العلمي في فرع نقابة المهندسين باللاذقية مستمر حتى الثامن عشر من الشهر الجاري بمشاركة عدد كبير من المهندسين السوريين المتخصصين في مجال التشييد والإعمار.