السويداء – سانا
افتتحت اليوم فعاليات ملتقى التصوير الزيتي السادس بالسويداء الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة ومديرية ثقافة السويداء بعنوان “التشكيل من وحي الأدب” بمشاركة عشرة فنانين تشكيليين في المركز الثقافي العربي بالمدينة.
وبين مدير الثقافة بالسويداء وعضو اللجنة العليا للملتقى منصور حرب هنيدي أهمية الفن كحاجة أساسية من حاجات المجتمع الرامي للرقي والتطور مشيرا إلى أن فكرة الملتقى بدأت عام 2009 في محاولة للربط بين الفن والأدب وتجسيد العلاقة المتبادلة القائمة بينهما وهو وجه من أوجه صمود واستمرارية الإنسان السوري المبدع الذي بنى الأساس المتين في أربع جهات الأرض وقدرته على العطاء الفكري والفني في مواجهة الإرهاب.
وأوضح هنيدي أن الفنانين المشاركين في الملتقيات السابقة رسموا أعمالهم الفنية من وحي قراءاتهم الأدبية ومطالعاتهم لروائع الأدب العربي والعالمي وللقصائد الشعرية لعدد من الشعراء العرب ما يعكس التبادل والتفاعل بين الفنانين والأدباء ويدل بشكل واضح على مدى تأثر الفن التشكيلي بالأدب علما أن الفنانين المشاركين لهذا العام هم الدكتور سائد سلوم وأسمى الحناوي و جمانة شجاع و سالم محمد الأحمد وصفوان فرزات و طارق أبو حسن وعلا الحلبي و علاء قطيش و نبيه بلان و هاشم الشاطر.
بدورها أشارت مديرة مركز الفنون التشكيلية بالسويداء ورئيسة اللجنة التنفيذية للملتقى منيرة الأشقر إلى حرص اللجنة العليا للملتقى على تحقيق مشاركة وجوه جديدة من الفنانين التشكيليين في كل دورة لإغناء الملتقى بتجارب ومشاركات متنوعة وحرص وزارة الثقافة على العمل للارتقاء بالفن التشكيلي نحو الأفضل مبينة أن استمرارية هذا الملتقى يؤكد حرص الفنانين على وجود الفن كمتنفس في ظل الظروف الراهنة لإظهار كل ما هو جميل في وطننا.
وأوضح الفنان التشكيلي نبيه بلان أن اهتمامه بالأدب والفن والمسرح دفعه للمشاركة في الملتقى ليعبر من خلاله عن آثار الأزمة من خلال عملين فنيين استوحى أحدهما من رواية دون كيشوت للكاتب الإسباني ميغيل دي سرفانتس في حين استمد فكرة عمله الثاني من كلمات الشاعر محمود درويش ….
“بالأخضر كفناه …بالأحمر كفناه… بالأبيض كفناه” حيث استنهضت تداعيات الأزمة وواقعنا المرير أحاسيسه وهزت كيانه الإنساني ليجسد قدسية الشهادة.
بدوره بين الفنان سالم محمد الأحمد من محافظة الرقة جمالية العمل الجماعي ضمن الملتقى والذي يتيح فرصة التعرف على تجارب الفنانين وتبادل الخبرات وتذوق اللوحة الفنية في مختلف مراحل بنائها للارتقاء بالفن بأعلى درجاته علما أن عمله الفني الذي سيقدمه سيكون وليد اللحظة وتجلياتها.
وأعرب الدكتور سائد سلوم عن أهمية الملتقى الذي يخلق جوا فنيا مليئا بالحوار الفكري البناء لمواجهة الفكر التدميري الهدام لافتا إلى أن أعماله تصبو إلى تسليط الضوء على شيئية العلاقات الإنسانية في الحياة الاجتماعية وطبيعة الوجود منوها بضرورة عدم إخضاع الفن لقوانين تحد من ابداع الفنان واطلاق العنان له.
وتضم فعاليات الملتقى الذي يستمر حتى الثاني والعشرين من شهر آب الجاري ثلاث محاضرات الأولى بعنوان “تجليات السيرة الشعبية في الفن التشكيلي” والثانية بعنوان “صورة البطل الملحمي في مرايا التشكيل” والثالثة بعنوان “أعلام معاصرون بين التشكيل والأدب” وحفلا فنيا تحييه فرقة “دفا” الموسيقية بالإضافة إلى تكريم الفنانين المشاركين وافتتاح معرض اللوحات المنجزة.
سهيل حاطوم -ريم أبو ترابي