حمص-سانا
يبين رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين في محافظة حمص الدكتور أحمد عمران أن إنتاج محافظة حمص من الفروج وبيض المائدة “تراجع إلى مستويات كبيرة” بعد أن كانت حمص الأولى على مستوى البلاد في هذا المجال حيث تعرض قطاع الدواجن فيها لأضرار كبيرة بسبب الإرهاب.
ويلفت عمران لنشرة سانا الاقتصادية إلى خروج العديد من المداجن عن الخدمة والارتفاع الكبير في أسعار منتجاتها ما دفع العديد من سكان الريف إلى “الاعتماد على التربية المنزلية” موضحا أن منطقة القصير كانت الأولى على مستوى المحافظة بالإنتاج حيث كان يوجد فيها 600 مدجنة عاملة من ضمنها مداجن خاصة “بتربية جدات وأمات الفروج على مستوى سورية”.
ويعتبر أن ارتفاع أسعار الفروج والبيض يعود إلى عدة أسباب أهمها ارتفاع سعر الصوص الذي يتراوح بين 100 و 150 ليرة بوزن 30 غرام حيث يحتاج في الأسبوع الأول من التربية إلى التدفئة اللازمة التي كانت تعتمد سابقا على مادة الفحم التي لم تعد متوافرة في حين يلجأ المربون الآن للاعتماد على مادة المازوت غير المتوافرة بشكل دائم كما يتراوح سعر الكيلو غرام الواحد من مادة البيليت وهي المادة العلفية الأساسية في تربية الفروج بين 125 و 140 ليرة حيث يحتاج الصوص حتى يصبح جاهزا للبيع إلى نحو5ر4 كيلو غرامات ما يعني أن هناك تكاليف باهظة في عملية التربية والإنتاج.
ويشير رئيس فرع النقابة بالمحافظة إلى أنه “تم تسجيل حالات تهريب للفروج خلال شهر رمضان الماضي” ساهمت في ارتفاع الأسعار عدا عن ارتفاع أجور النقل كما أن موجة الحر الأخيرة “أدت إلى نفوق أعداد من أفواج الفروج” كاشفا عن وجود أفواج كبيرة من الفروج جاهزة للبيع في بلدة مهين لافتا إلى صعوبة نقلها وتسويقها ومشددا على ضرورة تأمين مقنن علفي للمداجن العاملة وتيسير أمور النقل بين المحافظات وتأمين المحروقات اللازمة للتدفئة في الشتاء وتشغيل المراوح والتبريد في الصيف.
ويقول رئيس دائرة الصحة الحيوانية في مديرية زراعة حمص الدكتور أحمد شحود إن اجمالي عدد المداجن المرخصة في المحافظة يبلغ 2186 مدجنة منها 15 مدجنة تم ترخيصها خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة لافتا إلى خروج أعداد كبيرة منها من الخدمة بسبب “الإرهاب وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج من أعلاف ومحروقات وأدوية ونقل”.
ويوضح شحود أن أماكن تربية الفروج في المحافظة تتركز حاليا في المنطقة الغربية وفي قرى فيروزة وزيدل والمضابع والرقامة والسنكري والمخرم وذلك بسبب وجود حالة من الاستقرار التي يحتاجها المربي.
ويعزو رئيس فرع نقابة المهندسين الزراعيين بحمص أحمد كاسر ارتفاع أسعار الفروج إلى “غلاء سعر الصوص ومادة العلف وجشع التجار والإرهاب” لافتا إلى أنه خلال الشهر الماضي انخفض سعر الكيلو غرام الواحد من الفروج إلى 550 ليرة مقارنة ب 700 ليرة عن سابقه ليرتفع الآن إلى نحو 600 ليرة ما يدل على أن عدم ثبات أسعار متطلبات الإنتاج يؤثر بشكل مباشر على سعر المبيع.
ويلفت كاسر إلى أنه مع بداية عام 2013 “تم إيقاف المقنن العلفي لقطاع الدواجن” ما أثر بشكل مباشر على ارتفاع سعر المنتج مقترحا ضرورة الاعتماد على التربية المنزلية لإنتاج البيض لتحقيق الاكتفاء الذاتي الذي يخفف من الطلب على المنتج في السوق المحلية.
ويشير أحد مربي الدواجن بحمص محمد الحسن إلى أن السبب الرئيسي لاتجاهه الى تربية الفروج في المنزل هو ارتفاع سعر الفروج وازدياد الطلب على المادة في السوق إضافة إلى قلة التكاليف مقارنة مع المدجنة الكبيرة من حيث استخدام عمال ووسائل التدفئة والتهوية والمحروقات فيما يعتبر المربي حسن العلي أن تربية الفروج في المنزل لاقت انتشارا واسعا في المنطقة الغربية من ريف حمص كونها تعد مصدر دخل اضافي لبعض المزارعين وخاصة أن دورة الإنتاج لا تتجاوز 45 يوما.
أحمد نصار وعبد الحميد جنيدي