الشريط الإخباري

 هل تتجه الماكينة الإعلامية للرجعية نحو ركوب الموجة القومية؟..- صحيفة تشرين

نغمة الفتنة الطائفية لم تثمر صراعاً مذهبياً وطائفياً واسعاً في المنطقة كما تريد الرجعية العربية ومراكز القوى العالمية صاحبة مشروع الهيمنة على المنطقة. هذه الدوائر تفكر اليوم في نغمة جديدة، النغمة القومية!..

القومية العربية تتعارض جوهرياً مع الفكر الرجعي، وهو أمر يعترف به القوميون كما يعترف به الرجعيون. فالعروبة لدى القوميين تسمو على الاختلافات الأخرى «تحت القومية»، بينما يصر الرجعيون – من الوهابيين وحتى الإخوان المسلمين – على أن الوطن «عقيدة وليس حفنة من التراب العفن»، وهذا التعبير لأحد قادة الإخوان المسلمين في مصر.

لكن إذا كانت «الراية القومية» تخدم الحرب الإعلامية فلماذا لا نستخدمها؟ هكذا بدأت مراكز التضليل الإعلامي تفكر، ولاشك في أن مكتشف هذه الخطة هو فيلتمان ولا أحد غيره..

في الآونة الأخيرة بدأنا نلاحظ في الإعلام التضليلي العزف على نغمة القومية العربية و«أعدائها من الفرس والروس وغيرهم».

ويبدو أن بعض القوميين العرب وقعوا في الفخ. فلقد أدلى السيد عبد الرحيم مراد بتصريح لصحيفة الحياة في السابع من نيسان الماضي قال فيه: «إن الموقف السعودي الرابط بين أمن اليمن وأمن السعودية هو موقف محق». وحتى يعطي الموضوع غطاء قومياً أضاف: «هذا التحالف العربي الحالي نأمل بألا يقتصر على معالجة مشكلة اليمن وإنما كل المشاكل التي تعاني منها الدول العربية». وكأنه يدعو التحالف لحل «المشكلة السورية» بالطريقة نفسها. وحتى لا يفهم من كلامه ابتعاداً عن سورية قال: «إن مصر و السعودية وسورية والعراق تشكل العمود الفقري للأمة العربية» معيداً إلى الأذهان مركزية القضية الفلسطينية، وحتى يبرر هذا الموقف من «مركز الرجعية العربية» يقارن بين سورية والسعودية فيقول: «كما أن سورية ترى أن أمن لبنان من أمنها وهي محقة، كذلك محقة السعودية في موقفها من اليمن..».

قومي آخر هو كمال شاتيلا قال: «إن التعاون المصري – السعودي يتلقى اليوم أعنف الضربات من أعداء التضامن العربي» أما معنى التضامن العربي المشار إليه فيربطه بالقومية العربية. وهو على ما يبدو حق يراد به باطل، الحق هو أن القومية العربية أساس العمل المشترك بما في ذلك التضامن العربي، أما الباطل فهو «تهريب» البضاعة الرجعية السعودية إلى الصف القومي..

وقد لاحظت، أن عدداً كبيراً من المعلقين والمحللين التابعين للمال السعودي في القنوات الفضائية شرعوا في الآونة الأخيرة يركزون على القومية العربية في مواجهة «الفرس والروس» نصراً للمواقف والسياسات السعودية..

الرد ينبغي أن يكون بتعزيز خطابنا القومي العروبي في مواجهة هذا المد الجديد من التضليل.

د. مهدي دخل الله