الشريط الإخباري

نظمت عباس.. البحث الإداري النزيه يخدم كل الشرائح الاجتماعية

دمشق-سانا

يبني الباحث الدكتور نظمت عباس الذي اختص في مجال البحث الإداري دراساته في هذا الموضوع على منهج توثيقي كان للأدب ولعلوم التاريخ دور أساسي فيها بهدف إعطاء المتلقي بحثا إداريا ثقافيا جامعا يمتلك المعلومة والأسلوب الأدبي والمنهج البحثي.

وفي حديث خاص لسانا الثقافية قال عباس إن الإدارة هي ابتكار وتطور مستمر لا تتوقف في مكان أو زمان تحتاج بشكل دائم إلى تجديد حسب الحاجة والبيئة التي توجد فيها وإن أفضل ما تصل إليه الإدارة هو حسن القيادة والاختيار في أي عمل أو منهج إداري.

وعن المنهج الذي يتبعه قال “أعتمد في بحثي على أمور عامة ومجتمعة من خلال نماذج ادارية حيث وجدت من خلال تجاربي العملية والوظيفية والإدارية ومن خلال بحثي وقراءاتي أن الانتظام والأسس الصحيحة والمعطيات الدقيقة والخبرة التي تتوافر في الشخص الذي يسند إليه عمل ما تؤدي إلى نتائج إيجابية ولاسيما إن كان الإداري يعتبر نفسه مديرا مشاركا لكل العاملين معه إضافة الى الأسس الإدارية الأخرى”.

وتابع عباس على الإداري توخي الوقوع في كارثة الاستبداد الإداري فيكون بذلك قد خرب المنظومة الإدارية قاطبة دون فائدة.

وعن فائدة البحث في مجال الإدارة قال عباس البحث في هذا النوع يتطلب بحثا إداريا نزيها لأنه سيخدم الشرائح الاجتماعية بكل أنواعها وفي حال كان هذا البحث على هذه الصورة فلا بد من أن يكون موازيا لما أفرزته الوقائع الإدارية دون التعثر بالتقليد والاستقراءات الثقافية الخارجة عن منهج البحث العلمي.

ورأى عباس أنه عندما يكون هناك عمل بحثي سليم في النظم الإدارية يتخطى المجتمع أسباب التردي الإداري مع ضرورة عدم إتاحة الفرصة لبعض من يعمل في وسائل الإعلام إخفاء ما تنفذه الإدارات على صعد مختلفة سواء كانت سلبية أو إيجابية لأن ذلك بحسب عباس يسهم في انتشار الخراب الإداري والثقافي والحضاري.

وبين عباس أن البحث الإداري هو كسائر البحوث الثقافية والدراسات الاجتماعية بحاجة إلى تفاعل بنيوي اجتماعي تنميه الدلالات التي يتقصاها الباحث حتى يقدم علما إداريا قادرا على إقناع الاخر وفائدته وجعله يتعرف إلى ثقافة إدارية واسعة.

وعن أوجه الاختلاف بين البحث المنهجي في الإدارة عن المجالات الثقافية الأخرى بين عباس أن البحث الأدبي على سبيل المثال يتطلب أسسا يقوم عبرها الباحث بتحليل الموضوع من ثم ربط أركان البحث ليصل في النتيجة إلى جسد ثقافي متكامل وهذا من صلب عمل الباحث في الإدارة.

أما عن الفروق مع البحوث الأخرى أوضح صاحب كتاب “الإدارة في الأزمات”.. لكل نوع من البحوث سلوك خاص فعلى الباحث أن يتحلى بثقافة موسوعية تسانده في أي اتجاه يذهب فالبحث في الاثار يحتاج إلى صبر وأناة وقدرة على التحليل واستحضار الوثائق وقراءة الرقم بشكل علمي وهذا يختلف عن البحث الإداري الذي يتطلب في النتيجة كل هذه الأمور قاطبة فالمدن الأثرية القديمة كانت تمتلك نظما إدارية وعلاقات اجتماعية خاصة بها وهذه أشياء تندرج كلها في قائمة البحث.

ويحتاج الباحث في شؤون الإدارة كما يقول عباس إلى صفات معينة منها أن يكون مبدعا ومبتكرا وأن يشمل اطلاعه الثقافي أنواع البحث كافة التي تمكنه من القدرة على المقارنة بين الحاضر والماضي وما بينهما من توافق وخلاف حتى يصل إلى نتيجة تسهم في تطوير البحث ليسهم في تطوير علم الإدارة.

وردا على سوءال عن ارتباط البحث الإداري بصنوه الأدبي من الناحية البنيوية والفنية في الصياغة أجاب عباس.. إن الصياغة الجافة البعيدة عن مستوى الأدب وانتقاء الألفاظ الصعبة تدفع القارئء إلى النفور فعلى الباحث الإداري اختيار ألفاظ راقية يعمل على ربطها بشكل أدبي يحرك العواطف ويثير المشاعر ليتابع القارئء مفاصل البحث ويصل إلى نتيجة تعمل على إعطاء الإدارة دفعا للتغيير والتطور نحو مصلحة المجتمع .

وختم عباس.. على الباحث في كل مجالاته وأحواله أن يكون صاحب مقدرة في ربط المنهج التوثيقي والبنيات الدالة على الحقيقة ضمن فكرته المطروحة حتى لا يصل بحثه إلى طريق مسدود أو إلى فراغ لا معنى له فلا يخيل لأحد أن البحث هو أمر سهل في متناول اليد بل انه حالة ثقافية عليا تحتاج إلى الاعتماد على أغلب الأجناس الأدبية.

الدكتور نظمت عباس يعمل سفيرا للنوايا الحسنة للسلام وحقوق الإنسان كما أنه عضو في اتحاد الكتاب العرب.. من موءلفاته.. جوهر الإدارة والنجاح الإداري والإدارة في الأزمات.

محمد خالد الخضر