ذو الوجهين

ذو الوجهين الملونين الغارق في حلم الوصول إلى كرسي الرئاسة أو بالأحرى كرسي السلطنة يقع دائماً في الحفرة التي يحفرها بيده أو يحفرها له آخرون ولأنه غير بارع في السياسة والتكتيك يكذب نفسه بنفسه بالقول أو بالفعل وهذا سلوك الحمقى وما أكثرهم في زماننا هذا.

أردوغان الذي «يحترق قلبه على غزة» أطلق كلابه لافتراس المتظاهرين الذين تجمعوا أمام قنصلية شركائه الصهاينة في اسطنبول، وقد هاله مشهد من لوحوا بالأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات مناهضة للكيان الصهيوني فأراد خنقهم بالغاز وتشتيت شمل حناجرهم التي تلهج باسم غزة وهو بالطبع لا يطيق سماع هذا الاسم، لأنه السلطان الحاقد كما شركائه الصهاينة على التاريخ النظيف والأسماء التي تقاوم .‏

نعم لا يطيق أردوغان سماع صوت ينتصر لغزة في عاصمته العثمانية أو رفع علم فلسطيني يختصر رمزية القضية على أرض أجداده، وهذا ليس بمستغرب فالشراكة التركية الإسرائيلية في العدوان على غزة تحتم على الشريك الوفاء وقمع من يتظاهر من أجل غزة، وأردوغان منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان كان أفضل شريك لإسرائيل يمكن أن يشد به الظهر.‏

ذو الوجهين خطط منذ بداية العدوان على الغزاويين لاستثمار دمائهم والمتاجرة بها في بازار انتخاباته الرئاسية مستغلاً مأساة شعب، يخجل أي كان إلا أمثاله من استغلالها بهذا الشكل القبيح… يقف التعيس على مقربة من غزة يؤمن خطوط العدو الإسرائيلي ويعطي الضوء الأخضر في الاستمرار بضرب الشعب الفلسطيني وهو يشيح بوجه صامت عن غزة ويركز الوجه الآخر على تفتيت الأمة العربية والإسلامية لخدمة شركائه.‏

يبتسم وجهه كل يوم للصهاينة ويعبس بوجهه الآخر وهو يتطلع نحو فلسطين، وكلامه المعسول نفاق، فقلبه مع صديقه الحميم نتنياهو ولسانه يثرثر بغزة، ويذرف دموع التماسيح عليها ويداه تلوحان لطائرات صديقه وهي تتزود الوقود من أراضيه وتستخدم مجاله الجوي لقصف البيوت بمن فيها… ومهما قال وانتحب السلطان ذو الوجهين لن يستفيد لأنه أصبح صفراً في المصداقية تجاه فلسطين.‏

بقلم: منهل إبراهيم