S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
طهران-سانا
أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف “الالتزام بجميع الخطوط الحمراء” لايران في برنامج العمل المشترك الشامل الذي وقع مؤخرا بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد.
وقال ظريف خلال اجتماع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الذي عقد اليوم بحضور رئيس المجلس كمال خرازي وعدد من أساتذة القانون الدولي العام والعلاقات الدولية.. أننا لسنا منبهرين بزيارات الوفود الاقتصادية الأجنبية إلى إيران إلا انها تعتبر ضمانة للاتفاق النووي بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد مشيرا الى ان قرارات مجلس الامن الدولي الخاصة بإيران جرى السعي فيها بمختلف الأساليب للتعريف بالبرنامج النووي الإيراني كعنصر تهديد للسلام والامن الدولي.
وأوضح ظريف ان الحاجة تستلزم إزالة التهديد الذي كان مطروحا في هذه القرارات ضد إيران مشددا على ان الاجواء التي خلقها الغرب بقيادة أميركا لفرض الضغط والتهديد ضد إيران خلال أكثر من عقد من الزمن زالت نهائيا.
واعتبر ظريف أن القرار الأخير الصادر عن مجلس الامن رقم 2231 حول حصيلة المفاوضات النووية والغاء القرارات السبعة التي اخذت سابقا ضد إيران “لا سابق له” من حيث التشاور مع الدولة المعنية مشيرا الى تصديق المتشددين في أميركا واللوبيات الصهيونية على ميزانية قدرها 150 مليون دولار للاعلانات الدعائية التلفزيونية لافشال الاتفاق النووي.
وقال وزير الخارجية الإيراني.. ان حصيلة المفاوضات مدينة لدماء الشهداء وثبات الشعب وباعتقادي ان حضور الشعب عند صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الماضية جعل الغرب محبطا وان مقاومتنا هي أساس قدرتنا موضحا ان هيكلية الحظر التي بنتها أميركا على أساس قرارات مجلس الأمن “انهارت تماما”.
وأضاف ظريف.. مثلما لم تكن هناك دول تنفذ الحظر الأميركي ضد إيران في عقد التسعينات من القرن الماضي فان عودة الحظر مرة أخرى سوف لن تحظى بالقبول.
ووقعت إيران ومجموعة خمسة زائد واحد في منتصف الشهر الماضي في فيينا اتفاقا تاريخيا حول الملف النووي الايراني يضمن الحقوق النووية السلمية المشروعة للشعب الإيراني.
ضرورة التعاون لتسوية الأزمات وإحلال الاستقرار في المنطقة
وخلال لقائه اليوم وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني الذي يزور طهران حاليا أكد ظريف أن السياسة الإيرانية تقوم على تعزيز العلاقات مع دول الجوار وضرورة التعاون والجهد الجماعي لتسوية الأزمات وإحلال الاستقرار في المنطقة.
وقال ظريف “إن انعدام الاستقرار وزعزعة الأمن والإرهاب والتطرف يتنافى مع مصالح جميع دول المنطقة”.
وبشأن الاتفاق النهائي حول الملف النووي الإيراني قال ظريف “إن الشعب الإيراني يتابع بوعي وحساسية كاملة تطبيق الالتزامات من الطرف المقابل بشكل دقيق وكامل وفقا لبرنامج العمل المشترك الشامل”.
ودعا ظريف الدول الغربية إلى الاهتمام بمطالب الشعب الإيراني وبذل الجهد لتغيير ذهنيتها ما سيشكل عنصرا أساسيا في إقامة العلاقات الثنائية مع إيران في المرحلة القادمة.
بدوره اكد جنتيلوني عزم بلاده على رفع مستوى الاتصالات بين البلدين وبدء مرحلة جديدة من التعاون وفقا للقواسم المشتركة والعلاقات الجيدة معربا عن أمله بأن يسير الاتفاق النووي بشكل جيد وكامل وفقا لخريطة الطريق المرسومة ويصبح قدوة لتسوية القضايا الخلافية.
كما أعرب جنتيلوني عن أمله بأن يساعد التعاون الثنائي والاتصالات والمشاورات المتواصلة بين البلدين في القضايا الإقليمية المختلفة في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.
وبحث الجانبان العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك والمشاورات المنتظمة حيال الازمات الاقليمية والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك إضافة لتبادل الوفود البرلمانية والقضائية والتعاون في مجال مكافحة المخدرات وحقوق الإنسان والجرائم المنظمة والمواضيع الثقافية والتعليمية والتراث الثقافي.
