السويداء- سانا
وقائع معركة المزرعة ضد الاحتلال الفرنسي والنصر الذي تم تحقيقيه خلالها كانت محور المحاضرة التي ألقاها فوزي الجرماني رئيس الجمعية التاريخية بالسويداء بالمركز الثقافي العربي بمدينة شهبا مساء أمس بمناسبة مرور 90 عاما على وقوع هذه المعركة .
وأشار الجرماني في محاضرته التي حملت عنوان “معركة المزرعة ملحمة بطولة” إلى الظروف التي سبقت هذه المعركة ووقائعها التي امتدت من1 إلى 3 آب عام 1925 ونتائجها المهمة في تسليط الضوء على معاناة السوريين مع الاحتلال الفرنسي آنذاك وإسهامها بتعميق الوحدة الوطنية وإسقاط سلاح الفتنة وتدمير الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال ميشو الذي أصيب بجروح خلالها وتعيين غاملان بديلا عنه واستيلاء الثوار على كميات كبيرة من العتاد والسلاح بينها عدد من المدافع والرشاشات الثقيلة أمدتهم بقوة في المعارك التي تلتها.
ونوه المحاضر بشجاعة المجاهد سلطان باشا الأطرش في معركة المزرعة مشيرا إلى التعتيم الذي مارسته سلطات الاحتلال الفرنسي على سير المعركة آنذاك ومنعها من إذاعة أخبارها والتقليل من حجمها واعتراف صحافتها الرسمية فقط ب 831 قتيلا في الوقت الذي تسربت فيه أنباء أخرى تقدر الخسائر بين 1200 و 1400 قتيل بينما أكدت المصادر التي احصت الخسائر الفرنسية تجاوزها لثلاثة آلاف جندي وضابط بين قتيل وجريح وأسير.
وتطرق الجرماني للعديد من الوثائق والشهادات حول معركة المزرعة على لسان مجاهدين ورجال سياسة وفكر وصحافة ومنهم فرنسيون أنفسهم أمثال الجنرال أندريه الذي قال “كثيرا ما أذهلنا أبناء السويداء إبان الثورة حين كانوا ينقضون على قواتنا المجهزة بالرشاشات وجها لوجه دون أن يتخذوا متراسا أو أي شيء يقيهم رصاصنا المنهمر”.
ولفت المحاضر إلى أهم الوفود التي جاءت إلى السويداء مباركة بمعركة المزرعة ومعلنة تأييدها للثورة السورية الكبرى واستعدادها للانخراط في العمل الثوري ضد الفرنسيين أمثال المجاهد حديثة الخريشة و100 فارس من بني صخر بالأردن والشيخ محمد الأشمر بتكليف من مفتي دمشق بدر الدين الحسيني ووفد من الحركة الوطنية بدمشق وغيرهم الكثير مؤكدا بأن هذه المعركة ستبقى وساما مرصعا بالكبرياء والشموخ والبطولة داعيا لأن يكون آباؤنا وأجدادنا الأفذاذ الذين رفضوا الخضوع لكل الغزاة قدوة لنا في صمودهم وبطولاتهم واستبسالهم وحماية ديارهم وعزة نفوسهم .
يذكر أنه وفقاً للعديد من المراجع فإن عدد قوات الحملة الفرنسية كان 13 ألف ضابط وجندي مدججين بالدبابات والطائرات القادمة لاخضاع جبل العرب وثواره وهو يفوق كثيرا بالعدد والعدة ما اجتمع من ثوار لصدهم حيث بلغ عدد المشاركين في معركة المزرعة 1200 في اليوم الأول وارتفع في نهايتها إلى 4 آلاف ورغم هذا التفاوت العددي فإن شجاعة وعزيمة الثوار كان لها التأثير القوي حتى تمكنوا من الحاق الهزيمة بالحملة الفرنسية بأكملها ومطاردة فلولها ومصادرة كل أسلحتها وتحقيق النصر الكبير.
عمر الطويل