دمشق-سانا
تأخذ مجلة الحياة التشكيلية الفصلية التي تصدرها مديرية الفنون الجميلة بوزارة الثقافة في عددها الجديد القارئء برحلة بصرية وفكرية متنوعة في عالم الفن التشكيلي من مختلف فنونه ومدارسه ورواده لتطلعه على دراسات نقدية لمعارض وفعاليات مختلفة إضافة إلى حوارات مع فنانين تشكيليين ومواضيع مترجمة عن فنانين عالميين تدعمها لوحات بصرية من نتاجات هؤلاء التشكيليين.
ويبدأ العدد بصورة لمنحوتة للفنان “لطفي الرمحين” على الغلاف الداخلي الأول من المجلة وفي افتتاحيتها التي حملت عنوان الأولى بقلم الدكتور محمود شاهين رئيس تحرير المجلة تحدث فيها عن فنون الاعلان واشكاله وتقاناته موضحا تاريخ نشأة هذا الفن التي تعود الى عصر الفراعنة مبينا ضرورة دراسة المجتمعات التي يقدم لها الإعلان لتقديم عناصر الإعلان واشكاله وفق قناعات المجتمع.
وتضمن العدد الذي حمل رقم 104 مقالا بعنوان تراث فن الفسيفساء بقلم الدكتور عفيف البهنسي تحدث فيها عن الفسيفساء في العمارة الشامية عبر اللوحات التي نجدها في قبة الصخرة والمسجد الاقصى والجامع الاموي الكبير بدمشق.
وتحت عنوان “ادهم ونعيم اسماعيل حداثة فنية بروح عربية” كتب الدكتور محمود شاهين عن المسيرة الفنية للاخوين اسماعيل بوصفهما علامة بارزة في الفن التشكيلي السوري المعاصر وضمن مقاله نماذج من لوحات من إبداعاتهما.
وعن مسيرة الفنان التشكيلي احمد نشأت الزعبي كتب الدكتور عبد الكريم فرج دراسته بعنوان “الفنان احمد نشأت الزعبي .. رسوم تحمل نوايا اشكالها ” مبينا أن الفنان الزعبي استقى روءاه الفنية من حارات حماة وبساتينها وكانت اعماله في الرسم والتصوير وصفة استثنائية ضد الفناء بخطوطه ومساحاته المختزلة والوانه الممزوجة بشفافية وحساسية.
كما تضمن العدد لقاء مع النحات اكثم عبد الحميد الذي رأى أن النحت احتراق داخلي وصراع مع الفراغ لقهره كما رافق اللقاء عرض لمنحوتات من اعمال الفنان عبد الحميد صاحب الجوائز العالمية منذ عام 1987 في المعرض العالمي للمنحوتة الصغيرة بودابست والمركز الثاني مقابل اربعين نحاتا من دول العالم في ملتقى دبي عام 2005 كما أنه صاحب مخزون فكري وفني ومعرفي راكمه عبر اكثر من ثلاثين معرضا فرديا وجماعيا وملتقيات محلية ودولية.
وفي لقاء اخر مع الفنان خالد الساعي حمل عنوان “حروف مسافرة بين المدن والموسيقا” قدم عرضا لعالم لوحات الفنان التشكيلي الحروفي خالد الساعي الذي كان اول فنان عربي تعرض له أعمال في متحف الالوان المائية في المكسيك.
كما تضمنت المجلة دراسة بعنوان “التشكيليون السوريون واستعادة ايقاعات ذاكرتهم” بقلم الناقد التشكيلي اديب مخزوم حيث قدم عرضا بانوراميا موجزا عن سير عشرة فنانين تشكيليين تناولت بعضها الكتب أمثال نذير نبعة وغازي الخالدي وخالد المز واسعد عرابي وليلى نصير وسارة شمة.
ويطلع القارئ في المجلة على دراسة بعنوان “عبد اللطيف ضاشوالي ريادة ومسيرة ابداع” كتبها الباحث محمد مروان مراد عرض فيها لمسيرة رسام الكاريكاتير السوري الرائد عبد اللطيف ضاشوالي الذي ولد في حلب سنة 1910 وتوفي 1990 وكان أحد أبرز صناع فن الكاريكاتير في سورية.
وقدم الدكتور سائد سلوم رؤية نقدية حول معرض الربيع السنوي 2015 تحت عنوان الفنانون الشباب في النقطة الذهنية.
وفي الصفحة الأخيرة من المجلة والتي كتب زاويتها الدكتور علي القيم تحت عنوان “الاخيرة” تحدث فيها عن واقع الفن التشكيلي المعاصر في الغرب وما يشهده من ازمات ادت الى تراجع مستواه بسبب زوال الحدود الفاصلة بين الفن واللافن فتغيرت قيم ومعايير اللوحة الاخلاقية والاجتماعية والتجارية وكل المبادئ التشكيلية المتوارثة.
قبل هذه الزاوية يمر القارئ بعدد من العناوين واللوحات التشكيلية الغنية منها “فاسيلي كاندنسكي الفارس الازرق” بقلم احمد عساف ومغامرة الفن المعاصر بقلم حسين شاهين و “الفنان اوجين ديلا كروا فنان كبير ولكن ليس بكل المقاييس” للدكتور غازي انعيم و”ماريو موصلي الواقعية المتلونة” لاسرة التحرير اما لوحة الغلاف الداخلي الاخير فكانت لوحة للفنان احمد مادون.