بيروت-سانا
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ضرورة إيجاد الحلول السياسية لجميع مشاكل المنطقة ومقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني والقيام بحملة إعلامية وسياسية وتعبوية واسعة لتذكير شعوب المنطقة بحقيقة العدو الإسرائيلي وماهيته وإرهابه.
وشدد السيد نصر الله فى كلمته خلال مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في بيروت بعنوان “متحدون من أجل فلسطين.. إسرائيل إلى زوال” على أن القضية الفلسطينية هى قضية حق لا لبس فيه محذرا من محاولات الكيان الصهيوني الاستفادة مما يجري في المنطقة والتطبيع مع دولها.
وأوضح السيد نصر الله أن الأمة تواجه مشروعا صهيونيا يعمل على امتداد العالم وأصبح له قاعدة واساس وكيان اسمه “إسرائيل” مشددا على أن المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع هى مواجهة الكيان الإسرائيلي واحتلاله لفلسطين.
وأكد السيد نصر الله أن ما حصل في سورية ومازال يعد من الخسائر لمشروع المقاومة لما مثلته وتمثله سورية من موقع رئيسي ومركزي في هذا المشروع والمحور لافتا إلى أن العراق بعد التحرير من الاحتلال الأمريكي واليمن باتا فرصتين واعدتين في مشروع المقاومة لكنهما تتعرضان لحروب مدمرة.
وأشار السيد نصر الله إلى أنه فى مقدمة الانجازات التى حققتها المقاومة اسقاط المشروع الصهيونى على مستوى لبنان بتجلياته المختلفة لافتا إلى إنجازات حركات المقاومة الفلسطينية والانتفاضات الشعبية المتتالية على اكثر من صعيد مبينا أنه من الإنجازات المتراكمة لمشروع المقاومة إعادة القضية الفلسطينية والصراع مع “إسرائيل” إلى مقدمة الاهتمام الدولي والإقليمي وفرضه على الأجندات السياسية لدول العالم وإحياء ثقافة المقاومة لدى الشعوب وتمكن حركات المقاومة ومن معها ومن دعمها وساندها من إفشال أهداف العدوان الإسرائيلي في كل هذه الحروب وتكريس معادلات ردع ومعادلات أخرى.
وقال نصرالله.. “يكفي أن قادة المشروع الصهيوني داخل الكيان وخارجه بدؤوا بالحديث ولأول مرة منذ سنوات عن معركة وجود إسرائيل بشكل واضح ولا سيما عند تصاعد انتفاضة الأقصى ومع التطور الكبير الذي تشهده إيران على المستوى التكنولوجي وغيره لذلك إسرائيل اليوم تتكلم عن تهديد وجود وهذا يسجل في إنجازات مشروع المقاومة”.
وأوضح السيد نصر الله “أن من يحمل الراية ويتقدم الصفوف الأمامية لاستعادة فلسطين يجب أن نسانده ونلتف حوله ونسقط جميع الاعتبارات الأخرى ونتحمل جميعا هذه المسؤولية” معتبرا أن الموقف من القضية الفلسطينية يجب أن يكون من أهم معايير تقييم الدول بموقفها وسلوكها فليس هناك قضية أو معركة على مستوى العالم تتمتع بهذا القدر من المصداقية والأحقية والأخلاقية والشرعية والإنسانية.
ولفت السيد نصر الله الى إنه خلال السنوات الأخيرة وبسبب التطورات الحاصلة في المنطقة وفي أكثر من بلد عربي وإسلامي لحقت أضرار بمشروع المقاومة ودولها وشعوبها وحركاتها وداعميها داعيا إلى العمل على دراسة الأضرار والخسائر ثم ترميمها ومعالجتها وتعويضها ومنع العدو من تحقيق أي مكسب جديد موضحا أن أهم الخسائر هو ابتعاد فلسطين والصراع مع العدو الصهيوني عن دائرة الاهتمام الدولي والإقليمي والعربي والإسلامي واهتمامات شعوب المنطقة التي غرقت في مشاكلها ما أدى إلى عزلة الشعب الفلسطيني من جهة وأعطى فرصة تاريخية لحكومة العدو لمواصلة برامجها في غفلة من العالم على كل صعيد من تهويد وقضم ومستوطنات وتهجير ومحاصرة الفلسطينيين وصولا إلى ما يتعرض له الأقصى والمقدسات في مثل هذه الأيام.
ورأى السيد نصر الله أن الخسائر أيضا تشمل المزيد من التفكك في الواقع العربي والإسلامي الرسمي وغير الرسمي وتسعير العداء لإيران مع أنها باتت تمثل بوضوح الداعم الأكبر والمركزي والأساس للأمة كلها في مواجهة المشروع الصهيوني مشيرا إلى أن ما يجري في مصر وليبيا وتونس والبحرين وبلدان أخرى كله يؤثر بشكل أو باخر.
وحذر السيد نصر الله من خطر استسهال التعامل مع الكيان الإسرائيلي وسقوط الجدران النفسية معه حيث بات “يطلب منه تقديم الدعم العسكري والأسلحة ومعالجة الجرحى وهذا يفتح الباب ليستفيد الإسرائيلي من صراعات المنطقة ليعبر إلى الحكومات والشعوب وتطوير حركة التطبيع معها”.
وأضاف السيد نصر الله .. لدينا عناصر قوة كبيرة والإسرائيلي يعمل ألف حساب لها ورغم التحضيرات والتجهيزات والتدريبات والمناورات والاستدعاءات العاجلة في كيان العدو الإسرائيلي هو يعلم أنه يواجه قوى حقيقية موجودة في المنطقة رغم كل الخسائر والأحداث الموءلمة التي تحدث موضحا أن الجهد الفكري والثقافي والتعبوي من قبل العلماء مؤثر جدا في هذا المجال ويساعد في التحصين النفسي وجعل القضية الفلسطينية فوق المصالح.
وأكد أن الإرهاب التكفيري الذي يضرب المنطقة خطير جدا ولكن مازال الإرهاب الإسرائيلي يأتي في المقدمة.
ودعا السيد نصر الله إلى تذكير العالم والأمة وشعوبها بمعاناة الشعب الفلسطيني والمجازر التي ارتكبت بحقه وبما يعانيه حتى الآن وتسليط الضوء على جرائم الكيان الصهيوني في سورية ولبنان ودول المنطقة وجعلها حاضرة في الخطابات ووسائل الإعلام وإلى إيجاد أطر للتواصل وتنظيم الاستفادة من كل إمكانية أو طاقة في العالم لمساندة مشروع المقاومة بعيدا عن أي اعتبارات دينية أو عرقية أو سياسية.
وقال السيد نصرالله.. “أعتقد أن الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة بجميع كوادره وعلمائه كإطار علمائي متنوع وممتد يستطيع أن يكون مبادرا حقيقيا وشريكا أساسيا مع جميع أطر وحركات المقاومة لتصويب وتصحيح وترميم وتفعيل كل ما يجب أن يصوب ويصحح ويرمم ويفعل ليتقدم مشروع المقاومة قدما نحو الانتصار النهائي”.
وأكد السيد نصر الله في ختام حديثه أن فلسطين ستعود الى أهلها وأن الغدة السرطانية “إسرائيل” إلى زوال وأن المسألة مسألة وقت فقط وترتبط بإرادة وفعل وجهاد وتضحيات معربا عن ثقته بأن شعوب منطقتنا بفعل الإيمان والوعي والإخلاص والصبر والتحمل ستتمكن من تجاوز هذه المحنة وستخرج منها بفعل كل هذه التجارب القاسية أصلب عودا وأمضى عزما.
حمود: ما يجرى على أرض سورية وليبيا واليمن والعراق ولبنان إرهاب
من جانبه أكد رئيس الاتحاد الشيخ ماهر حمود في كلمته بافتتاح المؤتمر أن ما يجرى اليوم على أرض سورية وليبيا مرورا باليمن والعراق ولبنان هو إرهاب مضيفا.. ان القدس تجمع المسلمين ودون فلسطين نضيع البوصلة داعيا الأمة إلى التوحد بوجه الغطرسة الإسرائيلية الأمريكية ومن خلفهم “التخاذل والخيانة العربية”.
وتساءل حمود .. لماذا لا نكون مع المحور الذى يدعو إلى المقاومة ويدعمها بدلا من أن نكون راضخين للأمريكي؟ ولماذا يريدوننا خداما للملوك والأمراء؟ ولماذا يريدوننا أن نكون مع من دمر ويدمر سورية والعراق… موضحا أن “وباء التخلف المذهبي ينتشر في العالم الإسلامي وهو السلاح الجديد الذي يحاربون منطقتنا به”.
وأضاف الشيخ حمود.. “إننا لا نعيش أحلاما ولا أوهاما ونعلم حجم التامر والتخاذل العربي والتكامل بين الخيانة العربية والتآمر العالمي ولكن نذكر الجميع أن الأمة مرت في فترات أسوأ مما نحن فيه واستطاعت توحيد قوتها ورد كيد أعدائها”.
وبين الشيخ حمود أنه ان الأوان لقول الحق كله ورفع الصوت موحدا في وجه الظلم من أجل الإسلام الواحد مشددا على أن زوال إسرائيل مسألة حتمية.
وأعرب الشيخ حمود عن أمله في أن يكون المؤتمر خطوة في الاتجاه الصحيح الذي يتحدث عن زوال “إسرائيل” ووحدة الأمة ونبذ الطائفية والمذهبية ووضوح الرؤية السياسية.
بدوره شدد الأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية الشيخ محسن الاراكي على ضرورة الوحدة لبناء هوية تحمل العزيمة القادرة على النصر لافتا إلى أن اتحاد علماء المقاومة لديه ميثاق لبناء الحق وتوحيد الكلمة.
ورأى الاراكي أن اتحاد علماء المقاومة مهم لخلق الهوية والعزم والانتصار إذ إنه من دون الاتحاد لا هوية ومن دون الهوية لا عزيمة ومن دون عزيمة لا انتصار أبدا.
من جهته دعا الشيخ عبد الغني شمس الدين نائب رئيس الحزب الإسلامي في ماليزيا وعضو هيئة الرئاسة في اتحاد علماء المقاومة إلى جمع الجهود وتوحيد الكلمة ومساندة المقاومة لمواجهة المشاريع الأميركية والصهيونية والهيمنة الاستعمارية القديمة والحديثة.
وأكد شمس الدين أنه “لا بد من وضع حد للقوى المتطرفة والأعمال المخابراتية من قوى الاستبداد الساعية لنشر الفوضى بما فيها الفوضى الخلاقة والفتنة في المنطقة العربية والإسلامية على حد سواء ومعالجة المشهد الإقليمي المضطرب عن طريق وضع ورسم استراتيجية ناجحة صالحة تلتزم بها جميع أطياف الأمة وتفعيل وتمثيل جبهة واسعة لدعم خيار المقاومة والتصدي لأشكال الفتنة وإعادة تعزيز الهوية الإسلامية العربية ومقومات شخصية الأمة حتى تتكون فيهم الحصانة والممانعة من الغزو الفكري والحرب النفسية الموجهة ضدهم”.
وأشار شمس الدين إلى ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في القدس من اعتداءات وبناء مستوطنات وحفريات تحت الاقصى وتضييق على الفلسطينيين لإجبارهم على الرحيل إضافة إلى قيامه بتسريع وتيرة تهويد مدينة القدس.
من جهته أكد مفتي روسيا الشيخ نفيع الله عشيروف على ضرورة وحدة المسلمين وتقوية أنفسهم وصفوفهم وجمع كلمتهم لتحرير فلسطين والقدس لأنها مقياس الإيمان والإخلاص مشيرا إلى عظمة الانتصار الذي حققته المقاومة اللبنانية في وجه العدو الإسرائيلي.
وكان مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة بدأ أعماله في بيروت اليوم بمشاركة علماء من 60 بلدا.
وتأسس الاتحاد عام 2014 ومركزه الرئيسي بيروت يضم مجموعة من علماء الأمة الإسلامية من بلدان شتى ويهدف إلى جمع كلمة العلم والعلماء لمواجهة الفكر المذهبي والتكفيري البغيض ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه المشروعة.