الشريط الإخباري

لوحة فنية جدارية عملاقة مساحتها 210 أمتار مربعة في مصياف

حماة-سانا

في مبادرة جديدة تعد الأولى من نوعها على مستوى محافظة حماة حول الفنان التشكيلي أيمن ضوا السور الخارجي لإحدى المنشآت الصناعية الموجودة على مدخل مدينة مصياف الشرقي الى لوحة فنية جدارية عملاقة بطول 21مترا وعرض10أمتار.

‏وأوضح الفنان التشكيلي أيمن ضوا في تصريح لنشرة سانا الثقافية أن الفكرة انطلقت بعد النجاح الكبير الذي حققته اللوحات الجدارية التي ساهم في إنجازها عدد من تشكيليي مدينة مصياف على جدران مدرستي “إبراهيم زينب وقاسم الشيخ” لإدخال الفرح إلى نفوس الناس في ظل ما يعيشونه من حزن وألم بسبب الأزمة.

واعتبر ضوا أن مجتمعنا اليوم بحاجة إلى فن شعبي تفاعلي يغني الذائقة البصرية لدى الناس ويدعو إلى الحب والجمال وأعمال الفكر “لأن الصراع الذي نعيشه اليوم هو صراع فكري وثقافي ولا يمكن الدفاع عن الوطن من الفكر الظلامي الحامل للموت إلا بالفن والجمال والثقافة”.‏

وبين أن المساحة الإجمالية للوحة تبلغ 210 أمتار مربعة وتم تقسيمها إلى 6 أقسام مربعة بمساحة 35 مترا حيث تم الرسم بالألوان المائية المضادة للعوامل الجوية وتضمنت اللوحة رسم العناصر الطبيعية من نباتات وأشجار ومناظر طبيعية مشيرا إلى أن هذا العمل تطوعي بالدرجة الأولى وليؤكد أن الفن التشكيلي جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان وشريك له في مختلف ظروفه وانفعالاته كما أنه يقوم بدوره المهم في ترسيخ الانتماء للوطن والتعريف بحضارته وتقدمه.

بدوره قال إبراهيم غانم مرهج مدير منشأة الغانم التي نفذ عليها الفنان ضوا لوحته إن الفكرة التي تقدم بها الفنان كانت حلماً نظرا لضخامة العمل ومع ذلك بدأنا التحضير لهذا العمل الذي استغرق أكثر من30 يوما حيث تم تأمين كل المستلزمات لإنجاز العمل معتبرا أن اللوحة تمثل الحياة لأن ألوانها تعني المحبة والفرح والإشراق في وقت يريد الإرهاب صبغ أيامنا بالحزن وإنهاء كل أشكال الحياة كما أنها إنجاز فريد من نوعه لأن مدينة مصياف تفتقر إلى هذا النوع من اللوحات العملاقة بالإضافة للوقوف إلى جانب الفنانين التشكيليين المبدعين والتأكيد على التشاركية في بناء الوطن.

من جانبه أشار أحمد زاهي الحرك من العاملين في تصميم اللوحة إلى استخدام فن الهندسة في تصميم اللوحة واعتماد آلات هندسية لضمان تنسيقها بالشكل الأمثل مبينا أنه وبعد النجاح الذي حققته اللوحة في جذب أنظار المارة إليها أصبح لدينا حافز ودافع لتنفيذ العديد من اللوحات العملاقة في مدخل المدينة وعلى جدران العديد من المنشآت وإعطاء هذا العمل بعداً فنياً ووطنياً.

واعتبر الحرك أن إنجاز عمل فني متكامل يساهم بتعليم الناس إمكانية صنع الجمال والفن دون تكلفة كبيرة وضمن الإمكانات المتاحة مع تفعيل التفكير بصريا وحب الأشياء التي حولنا وامتلاك القدرة على تحويل الأشياء إلى قيمة فنية وبصرية وجمالية وفكرية.‏

وأوضح وائل الحسن من العاملين في المنشاة أهمية هذا النوع من الأعمال والتي تعد خطوة نحو نشر الألوان واللوحات الجدارية لتزيين الجدران والمباني بعيدا عن ألوانها الرمادية وإضفاء لمسة جمالية عليها تخلق جوا من الارتياح لدى من يشاهدها.

ورأى عدد من الفنانين التشكيليين أهمية الخروج من عقلية تقديم الفن في الصالات والمعارض فقط وتقديم فنون حديثة تعتمد التفاعل مع الناس في الشارع عبر المبادرات التشاركية والعمل التطوعي التفاعلي للمساهمة في إعادة إعمار سورية مؤكدين أن هذا العمل رسالة أيضا للعالم لتعريفهم بحقيقة الشعب السوري الحضاري وقدرته على تقديم الفن والجمال في أحلك الظروف.

يشار إلى أن الفنان التشكيلي أيمن ضوا من مواليد مدينة مصياف عام 1971 وشارك في العديد من المعارض التي نظمها المركز الثقافي بمصياف وأيضا بمعارض جدارية في دولة الإمارات كما أنه أنجز منذ ثلاث سنوات إلى جانب 21 فنانا من أبناء مصياف 17 لوحة فنية شكلت أطول لوحة جدارية بطول 90 مترا والتي تنفذ لأول مرة في سورية ضمن مشروع تجميل شوارع مدينة مصياف.

سهاد حسن