أول سورية تختص في صناعة الأواني الخزفية في ليموج الفرنسية.. أملي فرح: القطع الخزفية تعكس بصمة صانعها

دمشق-سانا

يسجل للخزافة “أملي فرح” بأنها أول سيدة سورية تفتتح محلا خاصا بهذا الفن الأصيل ضمن سوق الحرف اليدوية في التكية السليمانية قبل 32 عاما وهي لا تزال الى الآن تعمل دون كلل أو ملل وأصبحت اسما معروفا في هذه المهنة.1

وتقول فرح إن صناعة الخزف حرفة فنية تعتمد على الإبداع والحس الفني لدى الخزاف وهي عشقت هذا الفن منذ أن تخرجت من كلية الفنون الجميلة حيث اختصت بأعمال فن هندسة الديكور فخضعت لدورة تدريبية في معهد أحمد وليد عزت للفنون التطبيقية التي تعلمت فيها أصول صناعة الخزف قبل أن تسافر في عام 1981 إلى مدينة ليموج الفرنسية لتدرس فيها علوم فن الخزف حيث اشتهرت هذه المدينة عالميا بصناعة البورسلان والخزف ثم عادت بعدها إلى التكية السليمانية لتفتتح ورشتها المستمرة حتى الآن.

وتشير فرح إلى أنها أقامت دورات تدريبية لنقل هذا الفن الجميل إلى الجيل القادم بداتها مع الأطفال ممن تجاوزت أعمارهم الثماني سنوات ثم اتجهت إلى تعليم شريحة الشبان مؤكدة أن البعض منهم اتقنوا الحرفة وأسسوا ورشات للعمل فيها.

وتعتبر فرح أن كل خزاف أبدع في حرفته فنان في الأصل لأن هذه الحرفة تعتمد على الحس الفني وهي مهنة يدوية تتصف بالفردية والعشوائية فالخزاف يشكل منحوتاته الطينية بمساعدة الدولاب الذي يبني عليه قطعه الخزفية بعمل إبداعي انسيابي متناغم حيث لا يمكن لآنيتين خزفيتين التشابه فأي قطعة خزفية تتصف بالفرادة فهي تعكس بصمة صانعها.

وتشير فرح إلى أنه إضافة إلى جمال وإبداع الخزافين الشبان في رسم وتلوين الأواني التي تزهو بأجمل الألوان فإن الدراسات العلمية أثبتت صحة الأواني الخزفية في حفظ الطعام وتسخينه ضمنها خاصة في الميكرويف دون خوف من تحطم الآنية بفعل الحرارة أو انحلال ذرات جزيئية وتفاعلها مع الأطعمة.

بدورها تقول شيرين تفاحة إحدى الحرفيات أنها احترفت صناعة الخزف بعد تخرجها من كلية الآداب وتعلمت أصوله من مدربتها أملي فرح منذ اثني عشر عاما وما زالت ترتشف سر الصنعة يوما بعد يوم لافتة إلى أن هذه الحرفة نشطت في الآونة الأخيرة حيث تشهد إقبالا ورواجا من جهة الشبان الذين حرصوا على تعلمها وامتهانها.

وتذكر تفاحة أن الخزف جاء نتيجة تطور صناعة الفخار لأنها عبارة عن عملية تلبيس للفخار موضحة أن صناعة الخزف يعتمد على الصلصال الطين الذي يختلف في طبيعته وأنواعه حسب المنطقة المأخوذ منها وأن كل نوع من الطين يتحمل درجة حرارة معينة ويمكن استخدام الدولاب اليدوي أو الكهربائي في صناعة الأواني والفازات أو الأشكال المستديرة أما الأشكال الهندسية فيستعمل في صناعتها قوالب الجص التي يصب فيها الطين ويترك ليجف ثم يستخرج من القالب وبما أن الجص يمتص الرطوبة فهو يسهم في عملية التجفاف.

والمرحلة الثانية وهي مرحلة التنشيف يحرص فيها الخزاف على جفاف القطعة الخزفية قبل وضعها في الفرن فيدعها عددا من الأيام تجف فيها على حد قول تفاحة.

وتضيف تفاحة: بعد ذلك تبدا عملية الحرق الأولى التي يكتسب الفخار فيها صلابة كافية لوضع مواد التلوين فوقه وهي بودرة زجاج تتصف بأنها مواد طبيعية وصحية ثم تدخل القطعة الخزفية الفرن مرة أخرى لتثبيت اللون من خلال شوائه ضمن درجة حرارة معينة مع مراعاة مدة الشواء التي تحتاجها القطعة.

وتلفت تفاحة إلى الصبر والباع الطويل الذي تحتاجه هذه المهنة و لكل خزاف احترافه الذي يميز إبداعه لأن الخزف حرفة إبداعية وأن أي قطعة تنتج لا تقدر بثمن لأن الخزاف يضع في صناعتها لمسته الفنية.

وأشارت إلى الصعوبات التي تواجه الخزافون حاليا وأهمها صعوبة الحصول على المواد الأولية مع ارتفاع أسعارها.

وختمت تفاحة بالقول إن إقبال الشبان على هذه الحرفة هو دليل واضح على امتلاكهم ثقافة فن العمل اليدوي وأهمية المحافظة عليه خشية من الاندثار.

روهلات شيخو