إعادة تموضع.. وتبدل في ألوان القمصان التي يرتديها اللاعبون في المنطقة.. تبدل للألوان بقوة التغيرات «المناخية» التي أصابت المنطقة حينا.. وبسبب أصحاب الامر ممن ألبس البعض منهم تلك القمصان.. وبين هذا وذاك تبقى مواقف سورية ومحور المقاومة والدول الداعمة لحق الشعب السوري ثابتة كما هي تفرض ألوانها على وقع انتصارات الجيش العربي السوري.
لن نبالغ كثيرا في مدى انعكاس اتفاق ايران والسداسية الدولية في الملف النووي الايراني على احداث المنطقة.. كذلك لا يمكننا تجاهل مدى الدور الكبير الذي سيلعبه في رسم تفاصيل جديدة في ارض المعركة ضد الارهاب من جهة، وفي رسم منظومة «مناطقية»شرق اوسطية مختلفة عما قبل الاتفاق، يكون لإيران ومحور المقاومة والدول الداعمة لسورية فيها الكلمة الفيصل، ويغيب من سمائها التفرد والهيمنة الاميركية على المنطقة.
رسائل الاتفاق كثيرة وقوية سواء للدول الغربية، أم لدول المنطقة وخاصة تركيا والسعودية والكيان الصهيوني ان دول المقاومة منتصرة، ومقبلة على مرحلة مستقبلية تختلف برمتها عما قبل.. ومن هنا كان الانقلاب في الموقف التركي»اقله ظاهرا» تجاه «داعش» .. سواء عن قناعة -ونشك في ذلك- ام جراء مغريات اميركية بإقامة منطقة عازلة في شمال سورية تكون جائزة «وقطعة سكر» لحكومة رجب طيب اردوغان، وهو ما نفته وسائل اعلام واوساط سياسية اميركية.
تركيا الاردوغانية وطوال اكثر من اربع سنوات كانت السند وحامي ظهر الارهاب الذي يدمي السوريين، وهي التي كانت تتمنع عن محاربته بحجة عدم التدخل في شؤون الغير.. تركيا الغارقة بالامس في كل قطرة دم سورية.. اليوم تستنفر لقتال «داعش».. وتفتح قواعدها من اجل ذلك.. فما الجديد في الامر؟!.
انقلاب الاولويات في ساسة «العدالة والتنمية» يثير الكثير من الاسئلة.. لماذا الآن؟.. هل هو انعكاسات اتفاق فيننا.. ام سلسلة من الاغراءات.. ام قرار دولي بإنهاء «داعش» كما كان قراراً دولياً بولادته؟
في كل الاحوال تبقى الحسابات السورية بعيدة عن الحسابات الدولية، خاصة حسابات المتآمرين منها.. فلسورية حساباتها الخاصة التي يكتب معادلتها افراد الجيش في مواجهة الارهاب من الشمال الى الجنوب ومن غرب البلاد الى شرقها.. ولتبقى حالة الحوار الوطني ، الحوار السوري السوري، بعيدة عن كل امنيات الآخرين من انتهازيين ومتسلقين سواء في الداخل أم في الخارج.. فالوطن ليس لمن يسكن فيه .. الوطن لمن يدافع عنه.. ولمن يعرف قيمته.. ويعرف كيف يحرسه بدموع العين.. ويزنره بالياسمين ليبقى طاهرا كما نصاعة الياسمين.
بقلم: منذر عيد