الشريط الإخباري

خبيران روسيان: تركيا تحاول حل أزماتها الداخلية على حساب الشعب السوري

موسكو-سانا

اعتبر قسطنطين سيفكوف رئيس اتحاد الجيوسياسيين الروس عضو الأكاديمية الروسية العسكرية “أن العدوان على سورية يمثل حربا هجينة بكل تفاصيلها تبدأ بتحرك قوى داخلية أعدت ودربت مسبقا لهذا الغرض يشكلها المعتدي على أرض الدولة الضحية للعدوان وليس فقط بتدخل خارجي”.

وقال الخبير العسكري الروسي في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم إن “هذه القوى الداخلية جرى تنظيمها على شكل تنظيمات مسلحة في سورية بأشكال مختلفة تمتد من قوى الإخوان المسلمين إلى القوى الموالية لما يسمى بالديمقراطية الغربية والتي أصبح بعضها فيما بعد جناحا مسلحا لقوى المعارضة الدينية وبعضها الآخر جناحا عسكريا لما يسمى بالمعارضة” مبينا أنه بعد أن جرى إشعال فتيل هذا العدوان أصبح السلاح والمال يتدفق على التنظيمات الإرهابية وراحت القوى الخارجية تدعمهم وتمدهم بأعداد هائلة من المرتزقة تجمعهم من شتى بقاع الأرض “بتضليل إعلامي كبير ودعاية دينية واسعة”.

2

وأشار سيفكوف إلى أن “المعتدي على سورية بات واضحا وخاصة أن الدول التي تدرب وتسلح وتدفع بالمقاتلين للحرب في دولة ثالثة تعتبر وفق القانون الدولي دولا معتدية وتعتبر تركيا والأردن بين هذه الدول التي تشن اليوم عدوانا سافرا على سورية”.

وقال سيفكوف إن “مقاتلي المعارضة المعتدلة” الذين يجري إعدادهم في الأردن وتركيا وغيرهما من بلدان المنطقة يتحولون بمجرد دخولهم الأراضي السورية إلى أعضاء في التنظيمات الإرهابية المتطرفة وفي مقدمتها “داعش” وذلك بعلم الولايات المتحدة الامريكية وهذا ما يؤكده باستمرار موظف الاستخبارات المركزية الأمريكية الفار إلى روسيا ادوارد سنودن الذي يفضح موقف واشنطن المخادع في محاربتها الإرهاب.

وأوضح الخبير العسكري الروسي أن “الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال مستمرة في محاربة الحكومة السورية الشرعية ولتحقيق هذا الهدف فهي مستعدة لدعم تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية” مشيرا إلى ازدواجية المعايير التي تتبعها واشنطن في محاربة الإرهاب وخاصة أنها تقوم “بتوجيه الضربات ضد تنظيم داعش الإرهابي في حين أنها تواصل دعمها له وتسليحه ومده بالإرهابيين الجدد من جهة أخرى”.

وأشار سيفكوف إلى أن تركيا تحاول حل أزماتها السياسية الداخلية على حساب الشعب السوري بتدخلها في شؤونه الداخلية كما انها تحلم في إقامة نظام حكم تابع لها وواقع تحت سيطرتها في سورية في حين أنه اعتبر الأردن مسلوب الإرادة السياسية تجاه سورية ويتصرف وفق الإملاءات الأطلسية والأمريكية عليه.

وقال سيفكوف “إن الضغوطات العسكرية الخارجية ضد سورية تتزايد إلا أن الجيش العربي السوري يوجه ضربات مؤلمة لهذا التحالف العدواني الإقليمي المدعوم دوليا” مشددا على ضرورة قيام روسيا الاتحادية والدول الصديقة لها بتقديم كل ما تحتاجه سورية من سلاح وتقنيات عسكرية ليكون لديها مخزون احتياطي كاف كما ونوعا يمكن الجيش العربي السوري من القضاء على هذه القوى السوداء القادمة من كل أنحاء العالم.

3

وفي مقابلة مماثلة قال أنطون خلوبكوف مدير المركز الروسي للطاقة والأمن الخبير في الشؤون الإيرانية إن “حل مسألة البرنامج النووي الإيراني والتوصل إلى اتفاق حوله سيسهم في استعادة قدرات إيران بالتدخل في تلك المسائل الحادة الجارية في منطقة الشرق الأوسط كما سيتيح لإيران إمكانيات أكبر للمشاركة في حل الأزمة في سورية”.

ولفت خلوبكوف إلى أن إيران تعتبر لاعبا نشطا في هذه المسألة حيث سيزيد توقيع الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني من قدرتها على المشاركة في المحافل الدولية المكرسة لهذا الغرض مشيرا إلى أن هذه القدرات يجب ضخها في اتجاه حل الأزمة في سورية.

وأشار خلوبكوف إلى أن اتفاق السداسية مع إيران سيشمل رفع كل العقوبات المفروضة عليها بما في ذلك إطلاق الأموال الإيرانية العائدة لإيران في عهد نظام الشاه الإيراني والتي جرى تجميدها في البنوك الغربية بعد نجاح الثورة الإسلامية فيها بالرغم من أن هذه العملية لن تتم بين ليلة وضحاها ولكنها ستجري ضمن فترات معقولة كما نصت عليه اتفاقية لوزان للعام 2013.