الشريط الإخباري

وثائق مسربة عن خارجية آل سعود تكشف دورهم بقيادة حملة ضد سورية بالمنظمات الإقليمية والدولية

بيروت-سانا

كشفت وثائق جديدة مسربة عن وزارة خارجية آل سعود نشرها موقع ويكيليكس قيام النظام السعودي بقيادة حملة ضد الحكومة السورية من أجل إلغاء عضويتها في المنظمات الإقليمية والدولية لصالح “مجلس اسطنبول” الذي شاركت بتاسيسه إضافة إلى دورها في عقد صفقات الأسلحة وشرائها وخاصة الصواريخ المضادة للدروع لتقديمها للإرهابيين في سورية.sana

وأشارت وثيقة نشرتها جريدة الأخبار اللبنانية اليوم بالتعاون مع ويكيليكس مرسلة من وزير الخارجية حينها سعود الفيصل لرئيس الاستخبارات العامة مقرن بن عبد العزيز حول كيفية منع سورية من المشاركة في اجتماعات منظمة دول عدم الانحياز.

ويقترح الفيصل في رسالته أن يتم الاعتماد على التجربة الليبية مع المنظمة “حيث تقدم المجلس الانتقالي الليبي آنذاك بطلب باعتباره الممثل الشرعي لليبيا والسماح له بتمثيلها وعندما علمت الحكومة بذلك قامت بمخاطبة إندونيسيا وإخبارها بعدم أحقية المجلس الانتقالي فتمت إحالة الموضوع إلى المكتب التنسيقي لحركة عدم الانحياز الذي رفض بدوره طلب كلتا الجهتين بتمثيل ليبيا ما دام هناك نزاع”.

وقال الفيصل في البرقية “إن المؤتمر الوزاري لحركة عدم الانحياز سيعقد في شرم الشيخ في 9 و10 أيار عام 2012 وسيسبقه اجتماع المكتب التنسيقي للحركة في نيويورك ولذلك يجب الاتصال بمجلس اسطنبول والإيعاز له تقديم طلب للمكتب التنسيقي لحركة عدم الانحياز بأن لهم الحق بتمثيل سورية في المؤتمر مع ملاحظة إبلاغه أن طلبه لن يقبل وبالتالي سيتعامل المكتب التنسيقي مع الموضوع مثل ما حصل مع ليبيا بإيقاف الجهتين عن تمثيل سورية ما دام هناك نزاع”.sana.jpg1

وحاول النظام السعودي دفع الفاتيكان إلى تغيير موقفه مما يجري في سورية عبر لقاء بين الدبلوماسي السعودي راند بن خالد قرملي مع وزير خارجية الفاتيكان دومينيك مامبيرتي بطلب من سعود الفيصل في نيسان 2012 حيث أكد الدبلوماسي السعودي “حرص الرياض على التنوع والأقليات في سورية وضرورة تشجيع المسيحيين على التخلي عن دعم الحكومة وأنّ خير ضمانة لهم سيكون بانخراطهم في الحراك الشعبي”.

ولفتت برقية صادرة عن إدارة شؤون دول شبه الجزيرة العربية إلى مقابلة مع الشيخ السعودي محمد أسعد الخلف الذي يقدم نفسه بأنه “ناشط وداع للسلام العالمي وسفير مفوض لدى منظمة البرلمان العالمي للأمن والسلام ومقرها البرازيل” حيث يطلب مبلغ 18 ألف دولار لتأمين نفقات وتكاليف استضافة رئيس البرلمان العالمي للأمن والسلام ونائبه وعضوين آخرين من أميركا وذلك خلال مشاركتهم في مؤتمر حول سورية تقيمه المنظمة في بيروت.

وأوضح الشيخ السعودي أن هذه الاستضافة “ستساهم في الحدّ من تفرد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم خلال المؤتمر وستمنعه من نقل وجهة نظر سورية”.

وبين عدد من الوثائق كيف سعى آل سعود لكسب الولاءات في سورية من خلال شراء بعض شيوخ العشائر والقبائل العربية كي يصبحوا جزءاً من المعارضة ومن بينها وثيقة يطلب فيها وزير الخارجية حينها سعود الفيصل من الملك “مساعدة القبائل لأن تأثيرهم سيكون أقوى” لكنه يشترط مقابل ذلك انضمامهم إلى مجلس اسطنبول ومجلس القبائل السورية الذي شكلته السعودية لأدواتها الذين يتم شراؤهم.sana.jpg0

وأظهرت وثيقة مسربة من وزارة الخارجية السعودية عن اجتماع عقد تحت اسم “تبادل الآراء حول المرحلة الانتقالية في سورية” في مدينة إسطنبول في 7 كانون الثاني عام 2013 بحضور ممثلي كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ومصر والأردن والإمارات وقطر وتركيا إضافة إلى حضور نائبي رئيس ائتلاف الدوحة.

وأوضح الممثل الأميركي في الاجتماع أنّ المرحلة الحالية تتطلب “مساعدات عاجلة” للإرهابيين في سورية الذين كان يتم تسويقهم إعلاميا باسم الجيش الحر معلناً موافقة واشنطن على تزويدهم بمضادات للدروع “لتساهم في التقدم والسيطرة على المطارات السورية التي تنطلق منها الطائرات وتحييد سلاح الجو”.sana.jpg2

وكشفت برقية موجهة من السفارة السعودية في بيروت إلى وزارة الخارجية أن سوق الأسلحة السوداء في لبنان والتي سدت جانباً من احتياجات الإرهابيين “بدأت في العجز عن تلبية الطلب المتزايد” وهو ما يحتم البحث عن مصادر تسليح أخرى قد لا تكون متيسرة لهم.

وكان موقع ويكيليكس بدأ تدريجياً بنشر نصف مليون وثيقة ومستند تعود إلى وزارة خارجية نظام ال سعود وهى عبارة عن مراسلات سرية من وإلى مختلف السفارات السعودية حول العالم ومراسلات مع هيئات أجنبية إضافة إلى تقارير سرية من مختلف المؤسسات السعودية الحكومية الأخرى بما فيها وزارة الداخلية والمخابرات العامة.

وتوثق البرقيات والتقارير المسربة كيف يعمل نظام آل سعود على استغلال عائدات النفط من أجل تمويل الإرهاب في كل دول العالم ونشر الفوضى والقتل وتأجيج الأزمة في سورية وكيف يشتري الولاءات ويقدم الرشا للشخصيات والأحزاب والحكومات ووسائل الإعلام في العديد من الدول بهدف استخدامهم في تجميل صورته الملطخة بدماء من قتلهم إرهابيو آل سعود العابرون للحدود.