الشريط الإخباري

مديرية آثار اللاذقية تفعل التوثيق السريع لمختلف المباني والمنشآت الأثرية في المحافظة

اللاذقية-سانا

ورشات عمل وتدريبات متواصلة تقيمها مديرية الآثار في محافظة اللاذقية بهدف تفعيل نتائج الدورة التدريبية التي أقيمت في العاصمة اللبنانية بيروت خلال الفترة من 1 إلى 10 حزيران الماضي والتي حملت عنوان “الاستعداد لمواجهة الأخطار التي تواجه التراث الثقافي وكيفية إدارتها” وشارك بها ثلاثة وعشرون مهندسا سوريا من مهندسين معماريين ومدنيين وخبراء ترميم إضافة إلى القائمين على المتاحف وعلماء الآثار من مختلف المدن السورية والمؤسسات الثقافية بما في ذلك متاحف دمشق الوطني وحلب وحمص وقلعة الحصن ودرعا ودير الزور واللاذقية.2

وفي حديثه لنشرة سانا سياحة ومجتمع أشار المهندس ابراهيم خير بك مدير آثار اللاذقية إلى أن الورشة تندرج ضمن مبادرة أطلقتها منظمة اليونيسكو تحت عنوان مشروع “الصون العاجل للتراث الثقافي السوري” وهي مبادرة رائدة بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبتنفيذ مشترك مع المجلس الدولي للمعالم والمواقع الأثرية و المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية وتهدف إلى بناء القدرات التقنية للخبراء والمؤسسات في سورية وتقوية أوصال التعاون المحلي والإقليمي والدولي بهدف تطوير ردود فعالة يتم التخطيط لها وإدارتها من قبل الأطراف المحلية.

الأضرار والتخريب الذي تعرضت له قلعة صلاح الدين الأيوبي في اللاذقية من قبل التنظيمات الإرهابية المسلحة كان محور مشاركة المهندس خير بك في الورشة المذكورة من خلال عرض موسع تناول موقع القلعة وتاريخها وأقسامها وابراجها وأسوارها ومواقع الضرر والحرق بفعل الإرهابيين بالإضافة إلى نقاش وعروض توضيحية لبعض المشاكل الموجودة في القلعة والتدعيم المؤقت وآليات العمل في الموقع والحلول المقترحة.

وأشار خير بك إلى القلق المتزايد حول إمكانية حماية الإرث الثقافي السوري بشكل ملحوظ نتيجة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية مضيفا “أنه استجابة للدعوات المتكررة من قبل المعنيين في سورية ولاسيما المديرية العامة للآثار والمتاحف للتدخل لإنقاذ هذا التراث الثقافي أطلقت منظمة اليونيسكو لكونها المعنية في هذا المجال هذه المبادرة التي انبثق عنها عدة ورشات عمل ودروات تدريبية تركز على أربع وحدات رئيسية وهي التوثيق السريع وتقييم الأضرار والتحليل الهيكلي إضافة إلى تقييم وإدارة المخاطر و العمل مع المجتمعات المحلية”.

وبين أنه تم إنشاء فريق عمل وطني في محافظة اللاذقية من قبل دائرة آثار اللاذقية خضع أعضاؤه من المهندسين العاملين في الدائرة لدورة تدريبية مكثفة بهدف الاستعداد للطوارئ والمخاطر التي تواجه تراثنا الأثري جراء الإرهاب بحيث يكون الفريق قادرا عند الضرورة على الاضطلاع بدور ريادي في التدخل للاستجابة لحالات الطوارئ وتأمين التراث الثقافي المبني وذلك من خلال استخدام وسائل الاتصال الرقمي والتكنولوجيا الحديثة لتوثيق التراث السوري المتضرر بشكل سريع وعلمي.

وتابع خير بك “نعتمد حاليا على تفعيل عملية التوثيق السريع بواسطة برنامج “معدل الرسم المنظوري” ونطبق البرنامج بشكل واقعي وميداني بحيث يشمل جميع المباني الأثرية في المحافظة بما فيها برج قلعة صلاح الدين الذي تعرض للتصدع جراء الاعتداءات الإرهابية مع تخصيص فرق لمراقبة القلعة والتشققات الحاصلة في بنائها جراء هذه الاعتداءات وبذلك نحول عملية التوثيق من يدوية الى تقنية باستخدام التصوير الديجيتال وبرامج تصحيح الصور”.3

كما أشار المهندس خير بك إلى أن برنامج التوثيق المعتمد ينطلق من مبدأ التقاط صور لواجهات المباني الأثرية المراد توثيقها بشكل دقيق لإتاحة المجال لرسم أصغر التفاصيل الموجودة على واجهة المبنى الأثري ليصار الى تصحيح الصورة وفق المراحل متتالية تبدأ بوضع إشارات دلالية على الواجهة للقياس عليها وأخذ قياسات شاقولية وأفقية دقيقة للواجهة مع التقاط صور متعامدة لها ثم استكمال العمل بشكل حاسوبي باستخدام تطبيقات البرنامج بشكل دقيق وهامش خطأ قليل.

يشار إلى أن الصون العاجل أو الإسعاف الأولي السريع للتراث الثقافي يتم من خلال استجابة سريعة تقوم بها فرق بشرية متخصصة تقسم إلى مجموعات تستخدم معدات أساسية تعمل على إيقاف التلف ومنع الأضرار الإضافية وفرض حالة من التوازن إلى حين توفر الإمكانات للتدخلات المناسبة التي ستعمل على التعافي التراثي بشكل كامل ومساعدة فرق الإغاثة والمساعدة في انتشال القطع الأثرية.

ياسمين كروم – سلوى سليمان