دمشق-سانا
مع اقتراب عيد الفطر السعيد تعود أسواق دمشق إلى سابق عهدها من الحركة النشيطة وخاصة بعد موعد الإفطار حيث تصل المحال نهارها بليلها مشرعة أبوابها للمتسوقين ليختاروا ما يناسبهم للعيد.
وتقول السيدة أمل خياطة ربة منزل 54 عاما “انهيت عملي بسرعة بعد تناول وجبة الإفطار حتى يتسنى لي المجيء مع أولادي وأحفادي إلى السوق للتبضع للعيد وخاصة أن المحال تفتح حتى ساعة متأخرة من الليل وبالتالي أمامي وقت كاف للتجول بعيدا عن أشعة الشمس نهارا والخوف من ان يداهمني الوقت لإعداد وجبة
الافطار لعائلتي”.
وتعتبر خياطة في حديث لنشرة سانا سياحة ومجتمع أن “التجول في أسواق دمشق التي تتلألأ في المساء نزهة جميلة لا يضاهيها متعة أخرى إلا فرحة شراء ملابس العيد للأطفال الذين يعيدون نبض الحياة إلى الشوارع ويعطونا شحنات كبيرة من الأمل في عودة الأمن والأمان إلى ربوع سورية لتعود إلى سابق عهدها بفضل سواعد الجيش العربي السوري ودماء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجلنا”.
وتشاطر دلال محمد موظفة خياطة الرأي بمتعة التسوق وتقول “إنه رغم الأزمة التي تمر بها سورية إلا أن السوريين صامدون ويعيشون حياتهم الطبيعية متخطين الألم والدليل على ذلك الحركة التي تشهدها الأسواق والشوارع والمطاعم في دمشق رغم ارتفاع أسعار بعض السلع”.
وتؤكد محمد أن عجلة الحياة يجب أن تستمر في الدوران لتبقى سورية شوكة في حلق أعدائها الذين حاولوا بشتى الوسائل النيل من صمودها وفشلوا بسبب أصرار وإيمان السوريين بالنصر وتضحيات الشهداء وبطولات الجيش العربي السوري.
من جهته يقول السيد نضال صاحب محل لبيع ألبسة الأطفال في سوق القصاع إن السوق يشهد حركة قوية في هذه الفترة من الشهر المبارك خاصة بعد موعد الأفطار حيث يبدأ الناس بالشراء قبل أن يتداركهم الوقت وخاصة بالنسبة لألبسة الأطفال التي تعتبر من أبرز معالم قدوم العيد”.
وبالنظر إلى مشهد ازدحام الناس فإن أكثر ما يميزه هو الأطفال الذين يقفزون فرحا وهم يمسكون حاجياتهم بيد والمثلجات باليد الأخرى فبالإضافة إلى متعة التسوق فقد اكتسبوا نزهة ليلية جميلة في رحم دمشق وهم ليسوا مضطرين للنوم باكرا مع اقتراب العيد كما يقول الطفل سهيل بكلماته العفوية البريئة.
ويتابع سهيل أنه منذ بداية الشهر الفضيل يبدأ بعد الأيام والساعات للوصول إلى هذه اللحظات التي يستمتع بها مع أهله من خلال التجول في الأسواق وشراء الثياب الجديدة وانتقاء اللعبة المفضلة لديه.
بينما ترفع الطفلة أماني عينيها إلى السماء وتوجه الدعوات بمناسبة شهر رمضان المبارك واقتراب عيد الفطر السعيد أن يمسح الله تعالى الحزن عن وجه كل سوري وان يحمي سورية ويعود السلام والأمان إلى ربوعها وينصر الجيش العربي السوري على الإرهاب لتفرح بأرجوحة وثياب العيد من قلبها على حد تعبيرها.
أنها أسواق دمشق كحالة ساكنيها تنبض بالأمل والايمان بمستقبل جديد تعود فيه سورية إلى سابق عهدها وأفضل وتزهر فيه دماء الشهداء وتضحياتهم ياسمينا يستقي عبقه من نفحات البطولة والاصالة معا.
مي عثمان