الشريط الإخباري

السلفادور دالي في محاضرة لجمعية العاديات في ثقافي حمص

حمص-سانا

استعرض عالم الآثار والمؤرخ ملاتيوس جبرائيل جغنون في محاضرة له اليوم حياة الفنان الإسباني العالمي سلفادور دالي مسلطا الضوء على ابداعاته وشخصيته.

وأوضح جغنون في محاضرته التي استضافها المركز الثقافي بحمص بعنوان /دالي الأخرق الخارق/ أنه من خلال رحلة قام بها شخصيا إلى بلدة فيغيراس مسقط رأس الفنان السريالي دالي والواقعة في شمال إقليم كاتالونيا في شبه الجزيرة الايبيرية أي اسبانيا عام 2002 خلال مشاركته في الأسبوع الثقافي السوري في برشلونة تعرف على حياة دالي وأعماله التي “يحيطها الكثير من الغرابة”.

فدالي الذي ولد عام 1904 وتوفي عام 1989 أظهر وهو طالب لفن الرسم في مدريد وبرشلونة من خلال أساليبه في الرسم موهبة تقنية غير اعتيادية كفنان تشكيلي غير أن ثمة واقعتين مهمتين في حياته الفنية المبكرة في أواخر العشرينيات من القرن المنصرم أثرتا على تطور أسلوبه الفني وكانتا نقطة التحول الحقيقي لبلوغه مرحلة النضوج وهما “اكتشافاته لكتابات سيغموند فرويد حول المحتوى الجنسي للتصوير اللاوعي من جهة وانتسابه إلى سرياليي باريس الذين كانوا رهطا من الفنانين والكتاب ممن سعوا إلى إعلاء أو تفويق واقعية لاوعي الفرد على عقله الواعي”.

وأضاف جغنون الذي يشغل رئيس جمعية العاديات الأثرية التاريخية.. ان دالي كان يصور عالم أحلامه الذي نشاهد فيه أشياء اعتيادية مألوفة موضوعة بعضها بجانب البعض الآخر “مشوهة أو ممسوخة بطريقة عجيبة وغير عقلانية” وكان يصورها بأسلوب فائق الدقة والواقعية ومن أشهر لوحاته هذه الحاح الذاكرة التي رسمها عام 1931 والتي تظهر فيها ساعاته الرخوة الطرية والمتدلية على خلفية منظر هادىء غير مألوف.

ولفت المحاضر إلى أنه في أواخر الثلاثينيات تحول دالي إلى أسلوب أكثر أكاديمية في الرسم تحت تأثير فنان النهضة رافائيل فانصرف إلى تصميم الخلفيات والوضعيات المسرحية وديكورات المخازن العصرية والحلي والمجوهرات وغيرهما في الولايات المتحدة وأنتج أعمال رسم جديدة عديدة ذات موضوعات متنوعة.

وتحدث جغنون عن ردود أفعال دالي تجاه نقاده فهو كثيرا ما سخر منهم عند محاولتهم تفسير معاني لوحاته بقوله “إن هؤلاء لا يعرفون عم يتحدثون إذ كيف لهم أن يفسروا معاني لوحاتي التي لا أعلم أنا تفسيرها وأنا مبدعها”.

وعن سبب وصفه دالي بالأخرق أوضح جغنون أن دالي لم يسجل في دروسه نجاحا يذكر وكان مشاكسا وعدوانيا يجنح إلى الخروج عن المألوف في كل تصرفاته إلى حد أنه كان يقدم على “تصرفات شيطانية عنيفة ويلحق الأذى بأقرانه ليتلذذ بالنتائج وليحصل على متعة عظيمة” كما قال في مذكراته وكان منذ طفولته “يعاني باستمرار من هواجس الأنانية وحب الذات وجنون العظمة أو ما يعرف بالبارانويا وكان يقلد العظماء أمثال نابليون بونابرت وظل يطمح كي يصبح مثله”.

ومن غرائبه أيضا بحسب جغنون أنه احتفظ بعصا للاستناد عليها عكاز وهو يسير متشبها بالنبلاء الذين كانوا يسيرون في الحقول وبأيديهم عكازات مزخرفة وقد رافقته هذه العصا حتى آخر حياته واستخدمها كموضوع مسيطر في الكثير من لوحاته.

وختم جغنون بأن دالي “الذي ضاق ذرعا بالكون” ولم يطق البقاء متقوقعا في شرنقته حاول تمزيقها والخروج منها ليولد إنسانا جديدا ماردا إلى آفاق بغير حدود وهو ما نلمسه في لوحته بعنوان السياسة الأرضية تراقب ولادة الإنسان الجديد وأثبت بذلك لنا كيف يمكن للخارق أن يكون “اخرقا” وهو الذي يقول إن “الفرق الوحيد بيني وبين المجنون هو أنني لست مجنونا”.

تجدر الإشارة إلى أن هذه المحاضرة تأتي ضمن البرنامج النصف شهري لجمعية العاديات الثقافية التاريخية والتي تجمع خمسمئة عضو من مختلف الفئات الثقافية في المحافظة.

حنان سويد

انظر ايضاً

القائد الشرع ووزير الخارجية يستقبلان وفداً عمانياً في العاصمة دمشق

دمشق-سانا استقبل قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني وفداً عمانياً …