حمص-سانا
منذ أن كانت في الرابعة من عمرها وذاكرتها تختزن صور الوجوه التي نقلها والدها عبر بورتريهات ضمت صور العائلة والأصدقاء القدامى وهو ما حفز لاحقا مخيلة الفنانة الشابة تهاني بربر التي راحت ترسم طوال الوقت لتقول ما لم تستطع ربما التعبير عنه وهي في تلك السن المبكرة فما كان منها إلا أن طورت موهبتها بمرور الوقت عبر التعلم المستمر دون أن يعيق تحصيلها العلمي في كلية الهندسة الميكانيكية هذا الاصرار المتقد في روحها وأناملها.
وأكدت بربر في حديثها لنشرة سانا الشبابية أنها اهتمت بالرسم منذ تلك السنوات البعيدة فكانت تجلس لساعات تراقب والدها وهو يرسم مستحضرا ملامح الوجوه من حوله ما أدهش الفتاة الصغيرة وهي تراقب الخطوط والألوان وقد تحولت تدريجيا إلى رسم لشخص تعرفه فكان هذا العمل بالنسبة لها اشبه بعمل سحري يسلب العقل والمخيلة.
بقي هذا العشق الفني يلازمها إلى أن أنهت دراستها الجامعية حيث بات بإمكانها كما قالت أن تطور موهبتها بالتعلم والتدريب وخاصة أنها كانت رسامة بالفطرة يثني الجميع على لوحاتها المظللة بقلم الفحم وقد حصلت على كل التشجيع من قبل المحيط والأصدقاء.
وأضافت كان الأهم لي بعد اتقان الرسم أن أجرب في عدة مدارس فنية لاكتسب مزيدا من الخبرة ألا أن اهتمامي الأكبر بقي مركزا على البورتريه رغم اشتغالي على التيارات الرمزية والتعبيرية والواقعية فالوجوه التي رسمها والدي وانا صغيرة بقيت معلقة في الذاكرة ورحت أعبر منها إلى بقية الملامح المنتشرة في صور الناس حولي مستخدمة ألوان الشمع الزيتي وقلم الرصاص الأحب إلى قلبي.
وأشارت بربر إلى أن الفن المقروء والمفهوم لأغلبية الناس هو الأكثر قربا من وجدانهم فالناس بحاجة إلى هذه الثقافة البصرية التي تمتع العين والقلب وتصل إلى المتلقي بطريقة جميلة مضيفة أن للفن دائما رسالة والفنان من واجبه أن يوصل هذه الرسالة عبر أعمال تنقل هموم الناس وواقعهم واحلامهم وتعكس في الوقت نفسه شخصية الفنان.
وكانت الفنانة الشابة شاركت حتى الآن في العديد من المعارض الجماعية حيث تنوعت موضوعات أعمالها لتطال الطبيعة والإنسان كما شهدت مسيرتها الفنية تجربة جميلة تمثلت في مشاركتها ضمن أعداد مجلة خوابي الثقافية عبر أعمال فنية عديدة.
صبا خيربك