دمشق -سانا
إتقانه وموهبته في رسم لوحاته ونحت أعماله جعلتها تتصدر كنائس سورية ولبنان وعدد من دول العالم أنه الفنان سامر سمعان الذي درس الهندسة المدنية لكن موهبته في الرسم جذبته إليها وجعلته يتعمق في دراستها وتعلم أصولها في معاهد خاصة في سورية واليونان وموسكو مستفيدا من خبرته في الهندسة في إنجاز أعماله.
ويقول سمعان لنشرة سياحة ومجتمع..”ارسم منذ أكثر من ثلاثين عاما وانجزت لوحات كثيرة إلا أنني انطلقت رسميا عام 1986 وتخصصت في فن رسم الإيقونات وترميمها والفسيفساء واللوحات الجدارية الفريسكو والفرش والأدوات الكنسية وأسست مؤسسة داماسكينوس آرت في دمشق وبدأت برسم أيقونات لمقتنيات شخصية وكنائس ضمن مدينة دمشق وانتقلت بعدها إلى عدة مدن سورية أخرى حتى انتشرت الأعمال إلى الخارج مثل.. لبنان/ مصر/البرازيل/ كندا /ألمانيا /هولندا /بريطانيا /أمريكا /روسيا/ اليونان”.
واعتمد سمعان على التقيد بأصول الرسم الكنسي البيزنطي المعتمد تاريخيا للأيقونات المرسومة على ألواح خشبية أو الجدرانيات الفريسك حيث تأثر في البدايات بعدة مدارس كمدرسة كريت واليونان ومدارس شرقية وبعض الأحيان من مدارس روسيا إلى أن أصبح ذا مدرسة خاصة مركبة من مزيج كل هذا التراث بنفس شخصي.
واتجه سمعان بالإضافة إلى التخصص في رسم الأيقونات إلى تصميم وتنفيذ الهندسة الداخلية للكنائس والفرش الكنسي حسب التفاصيل والزخارف المعتمدة كنسيا وانتشرت الأعمال في كثير من الكنائس والأديرة ضمن سورية وخارجها لتلائم الحاجات المطلوبة والخدمات اللازمة لها قطع الفرش الكنسي.. مثل الأيقونسطاسات والعروش والحوامل للأيقونات والأناجيل بالإضافة إلى الخزائن والكراسي والشمعدانات وطاولات الخدمة المتنوعة وغيرها.
وتابع سمعان أدخلت مؤخرا على أعمالي في مجال الرسم والفرش موضوع تنفيذ الحجر الصناعي المصبوبة ألوانه بما يتطابق مع الأيقونة المرسومة الأصلية فأنجزت عدة أعمال متفرقة كانت متميزة من حيث الدقة وتفاصيل تدرج ألوان حبيبات الموزاييك.
وقال سمعان.. إن “مؤسسة داماسكينوس آرت أصبحت رائدة في سورية ومنطقة الشرق الأوسط من حيث اعتمادها على نشر هذا الفن الروحاني الرفيع بأعلى مستوياته في كل أنحاء العالم”.
وأضاف سمعان إن الأيقونة بكل أشكالها ومدارسها متوحد في عناصرها ورموزها وتقنيتها التي يجب على أي رسام دراستها والتدرب عليها عند أشخاص مختصين.
وتابع سمعان .”إن الكنيسة ثبتت في مطلع القرن الرابع الميلادي أصول رسم الوجوه والأشخاص فكان البدء بأيقونة السيد المسيح الضابط الكل وأيضا السيدة مريم العذراء مع الطفل الإلهي وكذلك طرق رسم القديسين والشهداء وكل الأعياد الكنسية السيدية”.
وللفنان أعمال كثيرة أهمها وأضخمها تنفيذ لوحة جدارية من الفسيفساء على أحد جدران كنيسة دمر وهي مشغولة على طريقة البازيليك بطول ستة أمتار وعرض 5 أمتار تعتبر أكبر لوحة في الكنائس الإنطاكية بشكل مصغر.
ويشير سمعان إلى أنه قام برسم لوحة صغيرة أولا ثم تكبيرها وصبها على ألواح من الحجر الصناعي بمساعدة ورشات فنية وتم رفعها على أحد جدران الكنيسة ونفذها بطريقة الفسيفساء تتدرج بسبعة درجات لونية لاعطاءها طابعا تراثيا قديما وهي تتميز بأنها مشغولة على الطريقة البيزنطية التي تعتمد على الرموز أكثر منها على الشكل وعلى التجريد والألوان وتعابير الوجه.
وتزين لوحات وأعمال سمعان معظم الكنائس في دمشق وريفها ولبنان إضافة إلى مدن أوروبية وهي عبارة عن أيقونات ايقونسطاس وجداريات بإطارات خشبية والآنفون مكان وضع الإنجيل المقدس في الكنيسة والأعياد السيدية داخل هياكل كنائس دمشق وصيدنايا.
ويعتبر الفنان سمعان لوحة القيامة الموجودة في كنيسة كيرلس في القصاع من أصعب اللوحات التي أنجزها وأدقها كونها صغيرة الحجم وطول الأشخاص فيها يتراوح مابين 7و8 سم بدقة فسيفساء 2 مم وهي تحتوي أشخاص كثر.
وشارك سمعان في معارض داخلية وخارجية عديدة منها معرض الأيقونة السورية في مكتبة الأسد ومعارض جماعية في المراكز الثقافية وقاعات كنيسة الصليب المقدس بدمشق وعدة كنائس في دمشق والمحافظات.
وسمعان حاليا بصدد العمل على تنفيذ جداريات لكنيسة يوحنا الدمشقي في أبو رمانا وإطارات لوحات فسيفسائية ورخام في كنيسة سيدة دمشق.
مي عثمان