الشريط الإخباري

فايننشال تايمز: تنظيم “داعش” يمول إرهابه من بيع الآثار والتحف التي نهبها من سورية والعراق

لندن-سانا

قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية في مقال نشرته اليوم.. ان كنوزا من الآثار والتحف سرقها تنظيم “داعش” الإرهابي من المناطق الآثرية في سورية والعراق وجدت طريقها إلى أسواق الغرب وبينها الولايات المتحدة بعد أن قام التنظيم الإرهابي بتهريبها وبيعها لدعم وتمويل إرهابه.

وجاء في المقال الذي أعدته “أندريا واتسون” تحت عنوان “كيف تمول التحف الأثرية الإرهاب” .. ان تحقيقات كشفتها وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية أكدت وصول قطع أثرية عراقية إلى الولايات المتحدة عبر وسيط مقره دبي وتقدر القيمة الإجمالية لهذه التحف ضمن ما يدعى بتجارة “تحف الدم” بنحو 2ر1 مليون دولار مشيرة إلى ان هذا الكشف يعد جزءا صغيرا فيما يتعلق بهذه التجارة السرية وغير المشروعة.

وتابعت واتسون.. ان الجديد في عملية النهب في عالم الآثار ليست كيفية تمويل الإرهابيين لانشطتهم من خلال بيع هذه القطع الأثرية الثقافية بل يكمن في النطاق الواسع لهذه التجارة غير الشرعية وآليات الحفر والبحث التخريبية وما يجري في المناطق التي ينتشر فيها التنظيم الإرهابي.

وبينت الكاتبة ان تنظيم “داعش” يقوم بعمليات النهب في أغنى الساحات الأثرية في العالم في سورية والعراق وهي المنطقة التي يعتبرها العلماء مهد الحضارة الإنسانية مشيرة إلى ان مواقع أثرية مهمة كنمرود ونينوى والحضر في العراق جرى نهبها على أيدي إرهابيي التنظيم ومن ثم قاموا بتدمير تلك المواقع حيث باتت تلك القطع المنهوبة تغرق السوق السوداء فيما يتم تداول نحو مئة قطعة أثرية سورية في سوق لندن حيث يجري جهاز الشرطة البريطاني سكوتلانديارد أربعة تحقيقات بهذا الشأن.

وتابعت واتسون.. ان “داعش” يختار القطع الأثرية الصغيرة التي يراها أسهل في الحركة والنقل إضافة إلى نهب ألواح الكتابة المسمارية والأختام الاسطوانية والجرار والنقود المعدنية والزجاج في العراق حيث تشكل المناطق القريبة من الحدود التركية والتي ينتشر فيها “داعش” الأسهل لتهريب هذه الآثار أو عن طريق لبنان.

وقد صدرت نداءات على نحو متزايد من أجل بذل المزيد من الجهود لوقف تدمير التراث القديم ولدى المجلس الدولي للمتاحف “ايكوم” دليل أخذ عن الإنترنت على نهب القطع الأثرية فيما تعهد لبنان بمراقبة عمليات تهريب الآثار غير المشروعة على نحو أفضل في حين أطلقت اليونيسكو حملة دولية تحت عنوان الاتحاد من أجل التراث.

وأظهرت تقارير إعلامية مؤخرا أن التنظيم الإرهابي يعرض القطع والتحف الفنية المسروقة للبيع على موقع آي باي الذي يعد موقع المزادات الأول على الإنترنت ويمثل الوسيط بين البائع والمشتري.

وفي تقرير أعده هاف توملينسون لصحيفة التايمز البريطانية فإن قطعا أثرية معدنية و خزفية فضلا عن مجوهرات وحلي قام إرهابيو تنظيم “داعش” بسرقتها نهبها  من سورية والعراق وجدت طريقها إلى مشترين في دول الخليج عبر عصابات إجرامية تتاجر بها وتجني ملايين الدولارات من الأرباح من ورائها.

وفي مقال لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية تحدثت الصحيفة عن قيام إرهابي بريطاني يدعى “فيصل مصطفى” وهو صيدلي من بلدة “ستوكبورت” بمدينة “مانشستر” يرتبط اسمه بالعديد من الجرائم المتعلقة بالإرهاب بغواية فتاة أمريكية تدعى “أليكس” وتحريضها للسفر إلى “أرض المسلمين” في العراق تحت حكم “داعش” بعد أن وعدها بالزواج واقنعها ان الإقامة في دولة غربية يعتبر ذنبا.

وقد اشترت أليكس وهي مدمنة كحول في الثالثة والعشرين من العمر تخضع للعلاج من إدمانها تذكرة من واشنطن إلى أوروبا للقاء من يفترض أن يصبح زوجها غير ان جدتها منعتها من ذلك بعد اكتشاف أمرها.

وبينت الصحيفة ان هذه الواقعة تلقي بالضوء على اعتماد “المتطرفين” الموجودين في بريطانيا على الإنترنت لجذب الشباب الغربي نحو التشدد والإرهاب وكيف انهم باتوا يقومون بدور أكبر وأخطر في تجنيد أتباع لتنظيم “داعش”.

وارتبط اسم مصطفى بالعديد من الاتهامات بالإرهاب ففي عام 1996 ورد اسمه في مؤامرة لتنفيذ تفجيرات مع طلاب آخرين في جامعة مانشستر لكنه أدين فقط بتهمة حيازة سلاح غير مرخص وسجن حينها لأربع سنوات.

واتهم عام 2000 بالتخطيط للتسبب بانفجارات مع شريكه البنغلاديشي “موينول ابيدين” وقد صادرت شرطة بيرمنغهام مخزونا كبيرا من الكيماويات وصواعق التفجير من منزله إلا انه برئ من التهمة بحجة ان غايته كانت افتتاح ورشة بحكم مهنته فيما سجن شريكه لعشرين عاما.

وتقول “هانا ستيوارت” خبيرة الإرهاب في مركز “هنري جاكسون سوسايتي” للدراسات .. “إن الأمر يبعث على القلق بشكل كبير… فهذا الرجل يخضع للمراقبة من قبل أجهزة الأمن لأكثر من 15 عاما”.

وتعتبر بريطانيا مصدرا رئيسيا للإرهابيين الأجانب الذين يلتحقون بالتنظيمات الإرهابية ولا سيما “داعش” في سورية مع اعتراف السلطات البريطانية بانضمام نحو 700 إرهابي بريطاني لهذه التنظيمات ووجود أنصار كثر لها من المتشددين ضمن المجتمع البريطاني.