الشريط الإخباري

محللون روس: ما يجري في سورية مخطط غربي

موسكو-سانا

أكد يفغيني سوكولوف الباحث والبروفيسور في أكاديمية الاقتصاد الوطني التابعة للرئاسة الروسية أن ما يجري في سورية هو تجسيد حي لمخطط غربي لا يعود بالنفع أبدا على شعوب المنطقة.

وأوضح سولوكوف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم أن الأزمة في سورية كانت مفتعلة منذ البداية وكانت عبارة عن مؤامرة كونية تهدف إلى تقويض الوضع في الشرق الأوسط على خلفية نشوء ظروف تحد من قدرة الولايات المتحدة على المناورة وعزل إسرائيل واقعيا وبصورة متزايدة حيث كانت تواجه “أخطارا مميتة بالنسبة لها فيما يتعلق بحتمية الاعتراف بقيام دولة فلسطينية”.

وقال سولوكوف إن مفتعلي الأزمة في سورية بدؤوا بهذه المغامرة ولا يعرفون كيف يخرجون منها لأنهم انطلقوا من مصالح أنانية ضيقة وخرج الوضع من تحت سيطرتهم وهذا ما يخلق أخطارا كبيرة على الجميع” مضيفا “إن الغرب بقراره الشروع بلعب الورقة السورية ودعم تنظيم داعش الإرهابي وصل إلى وضع يواجه فيه مشاكل خطيرة على الساحة الأوروبية بالذات وبالتالي يجد نفسه أمام خطر ذي عواقب وخيمة لما صنعه بأيديه”.

وبين الباحث الروسي أن السعودية هي حليف تقليدي للولايات المتحدة وكانت تؤيد على الدوام مواقف واشنطن في كل شيء وتسهم في تنفيذ خططها لأنها تسير في ركابها أما اليوم فإن عائلة آل سعود الحاكمة في السعودية أدركت أنها كانت تصنع بذلك الأسلحة التي ستقتلها لذلك تحاول هذه العائلة اليوم التراجع عن الاذعان لمواقف أمريكا لأنها تشعر باقتراب الخطر المميت لما يجري في الشرق الأوسط من حدودها بصورة لا مفر منها ولذلك أخذت الرياض تعمل لإقامة اتصالات مع روسيا بما في ذلك في مجال السياسة الخارجية.

بدوره اعتبر المحلل السياسي الروسي اسكندر سليمانوف في مقابلة مماثلة أن ما ينشر على موقع ويكيليكس من وثائق عن التعاون بين الاستخبارات المركزية الأمريكية وأمراء سعوديين وشخصيات عربية أخرى هو من البديهيات التي لا تحتاج لبرهان وقال “من الواضح أن الأمريكيين يتصرفون على هذه القاعدة دوما في سلوكهم ضد كل من لا يتفق مع سياستهم في الهيمنة على العالم”.1

وأضاف سليمانوف “إن بعض الحكومات والمسؤولين في دول معينة ممن يصطفون في النسق الأمريكي يلتزمون بالاعتراف الكامل دون أي اعتراض أو شروط بالدور القيادي والريادي للولايات المتحدة في العالم المعاصر وإذا لم يلتزم هذا الشخص أو تلك الحكومة بهذا الافتراض فيجري تصنيفه في قائمة الدول المارقة الداعمة للإرهاب”.

وأشار المحلل السياسي إلى أن سورية وغيرها من الدول العربية التي تبنت سياسة وطنية مستقلة كان لا بد أن تصنف مع الدول التي ستواجه السياسة العدوانية الأمريكية والحكم بالقضاء عليها علما بانهم شديدو الرغبة بتطبيق ذلك على روسيا الآن وقال “إن المخططات العدوانية ضد سورية كانت قد رسمت قبل أحداث ما يسمى الربيع العربي ولم يكن تطبيقها يشكل صعوبة باستخدام الدول العميلة لأمريكا وحلف الناتو لذا كانت السعودية وغيرها من دول المنطقة بمثابة الجهة المامورة التي تنتظر أمر الهجوم” موضحا أن تشكيل تنظيمي داعش والنصرة الإرهابيين وغيرهما من التنظيمات الإرهابية هو مشروع للقضاء على الدولة السورية وتفتيتها لأنها لا تعترف بسيادة وريادة الولايات المتحدة وبهيمنتها على العالم.

من جانبه اعتبر الباحث الروسي ديميتري كوليكوف عضو منتدى زينوفييف أن هناك مشكلة تتلخص بتجريد شعوب هذا الجزء من العالم في الشرق الأوسط من إرثها الحضاري والثقافي العريق لمنعها من مواصلة الرقي والتقدم في دولها مؤكدا أن هناك قوى محددة وفي مقدمتها الولايات المتحدة بمشاركة بعض الدول مثل السعودية وقطر وغيرهما تسعى للسيطرة والهيمنة على هذه الشعوب من خلال اتباع سياسة زج الشعوب في واقع متخلف بهدف ترسيخ مفهوم التفوق الحضاري لتلك الدول.

وأكد كوليكوف أن هذه السياسة الاستعمارية وضعت ويجري تطبيقها عبر تحويل هذه المنطقة إلى ساحة صراعات داخلية دائمة على شاكلة الصراعات القبلية والعشائرية بهدف إعادة الشرق الأوسط إلى القرون الوسطى ما يمكن الولايات المتحدة والدول الأطلسية الأخرى من السيطرة عليه مشيرا إلى أن السعودية ودول الخليج لها اليد الطولى في تحقيق هذا المخطط.

وأضاف كوليكوف إن الإرهاب والتنظيمات الإرهابية ليسوا سوى أدوات ولكنهم ادوات ووسائل خطيرة جدا وغالبا ما يخرج الإرهاب عن سيطرة الذين يعتبرون أنهم ممسكون به وهناك أمثلة عديدة في التاريخ المعاصر على ذلك وإن تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية والمتطرفة هم آليات ذات مخزون عال في الخروج عن طاعة صانعيهم ورعاتهم وخاصة في حربهم ضد سورية إذ ان هذه التنظيمات يمكن استخدامها ضد صانعيها أيضا كما جرى في أفغانستان.1

وفي مقالة أخرى مماثلة اعتبر آليكبير آليكبيروف رئيس مركز دراسات آسيا الصغرى والقوقاز في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية الحركات الدينية المتطرفة أنها محطات رومانسية تجتذب الشباب المسلم حول مسائل دينية واجتماعية دون أن يدرك نهاية المسار الذي يسلكه ضمن هذه الحركات إذ أن منطقها لا يخضع لأي قوانين تطور وحسابات واقعية.

وأضاف الأكاديمي الروسي أن هذه الحركات تبني كيانها بأجساد ودماء ضحاياها وتقدم الشباب المنخدع بها فدية لتحقيق مآرب وسياسات لا علاقة لها بما يفكر به هؤلاء الشباب الذين غرر بهم كما تنقلب في أغلب الأحيان على صانعيها ورعاتها الخارجيين لأنها تدخل آجلا أم عاجلا في نزاع معهم نظرا لتغيير أوضاع متزعمي هذه الحركات.

وأشار اليكبيروف إلى أن التاريخ العربي يدل على أن السعودية التي تشكلت تحت تأثير الفكر الديني المتطرف انحرفت عن مسار النهضة القومية للشعب العربي لافتا إلى أن قادة ممالك ومشيخات الخليج عندما يحاولون الانتقام من خصومهم السياسيين ومنافسيهم في العالم العربي والإسلامي باستخدام المجموعات الإرهابية والمتطرفة عبر دعمها بالمال والسلاح وتسخير الدين إيديولوجية لها فهم لا يدركون أنهم بأفعالهم هذه يضعون القنابل الموقوتة تحت عروشهم أيضا.

انظر ايضاً

محللون وخبراء روس: أردوغان أصبح حبيس أحلامه العثمانية-فيديو

موسكو-سانا أكد مدير معهد الدراسات السياسية سيرغي ماركوف أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان …