دمشق-سانا
ضمن مشروع توثيقي لأبرز الأعمال المعمارية في سورية والتعريف بالمعماريين الذين تركوا بصمة متميزة في تاريخ العمارة المحلية تنظم كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق ورشة عمل تحت عنوان “معماريونا”.
وفي تصريح لـ سانا أوضح عميد كلية الهندسة المعمارية الدكتور يسار عابدين أن المشروع يهدف إلى إحياء ذكرى رواد العمارة والمعالم المشهورة في سورية والتعريف بهم إضافة إلى توثيق سيرهم الذاتية وأعمالهم الإبداعية في مجال العمارة ضمن مرجع أكاديمي تاريخي بما يعزز دور العمارة في المجتمع باعتبارها عامل بناء للفضاء الاجتماعي ومسؤولية المعماريين في ميدان الأبنية المستدامة وإرث الأجيال القادمة فضلا عن تحديد المصادر التي ألهمتهم واليات مقارباتهم لعمليات التصميم.
وأضاف الدكتور عابدين.. أقامت الكلية في هذا الاطار ورشة عمل تمتد على عدة مراحل يشارك فيها طلاب من الكلية تحت اشراف مهندسين وأساتذة عرضوا خلال المرحلة الأولى العديد من الدراسات حول مجموعة من المعماريين السوريين الذين صمموا ونفذوا أبنية ذات قيمة ثقافية وتاريخية إلى جانب بعض المعماريين العالميين الذين أسهموا بتصميم معالم شهيرة في سورية مثل دار الأوبرا.
بدورها أشارت المشرفة على المشروع الدكتورة عبير عرقاوي نائب عميد كلية الهندسة المعمارية إلى أن المجموعات البحثية المشاركة في المشروع قدمت خلال المرحلة الأولى من الورشة دراسات عن المعماريين تضمنت أعمالهم وكتاباتهم ومدى تأثيرهم وتاثرهم بعصرهم والمهام التي تولوها وأبرز الأعمال الإبداعية في مسيرتهم العملية في مختلف المحافظات إضافة إلى تقديم صور عن المخططات التي نفذوها.
ولفتت إلى أن عملية التوثيق تطال أعمال المعماريين فيما يخص العمارة المحلية خلال القرن العشرين وفق فترات زمنية معينة عبر مصادر عديدة أبرزها أرشيف الكلية ومكتبة الأسد الوطنية وأرشيف نقابة المهندسين إضافة إلى إجراء مقابلات مع ذوي المعماريين الراحلين والذين على قيد الحياة بغية خلق أرشيف يؤرخ للأنماط العمرانية والمباني المعمارية النادرة منها والإبداعية والقيم والرموز التي تحملها وتعبر عنها.
واعتبرت الدكتورة عرقاوي المشروع فرصة لاطلاع الطلبة على الأعمال العمرانية وتصاميمها ومخططاتها ومنفذيها مع تنظيم جولات ميدانية لهم إلى أهم الصروح الحضارية التي لاتزال قائمة علما أن طاقم العمل والمشرفين تم انتقاؤهم من ذوي الخبرة وممن واكبوا العمارة السورية خلال فترات طويلة.
من جانبها تحدثت المشرفة على إحدى المجموعات البحثية المهندسة فرح عارف عن الصعوبات التي واجهت المجموعة لجهة الحصول على المعلومة من مصادرها وسبل تلافي هذه الإشكالية من خلال إيجاد آلية للتواصل بين مختلف المجموعات البحثية تقوم على التبادل والاستفادة مبينة أن عدد الطلاب المشاركين في المشروع يبلغ 45 طالبا وطالبة.
وتخلل المرحلة الأولى من الورشة عرض مجموعة من البوسترات قدمتها المجموعات الدراسية المشاركة حول الموضوعات المقترحة على أن تجمع في نهاية المشروع ضمن كتاب شامل سيطبع من قبل جامعة دمشق ويوزع على المهتمين والباحثين المعماريين.
وبدأ تدريس الهندسة المعمارية لأول مرة في دمشق عام 1960 وذلك في المعهد العالي للفنون الجميلة ليتم نقلها وضمها في العام 1970 إلى كلية الهندسة وتصبح سنوات الدراسة فيها خمسا وفي العام 1984 أحدثت كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق وصدرت لوائحها الداخلية الخاصة لتضم كل الأقسام بدرجاتها العلمية من إجازة ودراسات عليا.