كاتب لبناني: أميركا تتلاقى مع التيارات التكفيرية الإرهابية في تاريخها القائم على الإبادة

بيروت-سانا

رأى الكاتب والصحفي اللبناني وصفي الأمين أن هناك علاقة وطيدة بين التيارات التكفيرية الارهابية والولايات المتحدة الأميركية رغم تضارب المصالح والاختلاف الإيديولوجي بينهما ورغم استحضار مزاعم التعددية والعقلانية في الغرب وأهمية حقوق الإنسان في سلم القيم لديه وتناقضها مع شمولية وتطرف وعبثية التكفيريين.

وقال الأمين في مقال بعنوان “الفوضى الخلاقة وإدارة التوحش استراتيجية واحدة” نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية اليوم “إن ما يحكم علاقة واشنطن بهذه التيارات لا يتعلق بالإيديولوجيا ولا بالقيم كما أن ممارسات الإرهابيين وهمجيتهم هي في آخر سلم اهتمامات واشنطن والرهان على إمكانية المواجهة الجدية بينهما ينم عن فهم غير دقيق للسياسة الأميركية”.

وأضاف شارحا العلاقة بين الطرفين .. إن ممارسات تيار التكفير الإرهابية وارتكاب المجازر واصراره على الإلغاء والإقصاء ليست غريبة عن التاريخ الأميركي ولا عن أدوات السياسة الأميركية وخططها واستراتيجياتها فالولايات المتحدة قامت في الأصل على غزوة أوروبية انتهت بإبادة الهنود الحمر والقضاء المبرم على تاريخهم وثقافتهم.

وتابع الأمين.. إن انهيار اميركا في منطقتنا أدى إلى انزلاق جماعاتها ومكوناتها إلى صراع دموي داخلي وهي التي تأسست على العنصرية والتعصب والتوسع وثقافة الحياة للأقوى وهي الدولة الوحيدة في التاريخ التي استخدمت السلاح النووي، ودمرت مدينتين يابانيتين بالكامل كما دمرت فيتنام وكمبوديا وأفغانستان والعراق حيث بلغ عدد الضحايا بالملايين ولا يمكن مقارنته بعدد ضحايا الإرهاب التكفيري كما فككت يوغسلافيا والاتحاد السوفييتي وقسمت كوريا والسودان وحاصرت كوبا وإيران وليبيا والعراق وسورية.

وأشار الأمين إلى أن السياسة الأميركية تقوم على تقاطع المصالح وافتراقها من دون الالتفات الى الوسائل وإلى حجم الكوارث والأزمات التي تخلفها وهنا تلتقي مصالح الحلف الأميركي مع “الظاهرة الداعشية” القائمة على التدمير والتخريب والدفع نحو مزيد من الانهيار كما تتقاطع عند نقطة التفرد وهيمنة القطب الواحد مع ما يعنيه ذلك من فرض النموذج الواحد، والقيادة الواحدة والعملة السيدة، ونمط الحياة الواحد والثقافة الواحدة وذلك يقتضي إخضاع الشعوب وإلغاء الهويات الوطنية والحدود، وامتهان السيادة والأمن القومي وباختصار هدم البنى الفوقية والتحتية للمجتمعات وإعادة تشكيلها وقولبتها.

وقال الأمين.. “إن الخراب الذي يخلفه الانهيار هو المجال الحيوي الذي يعمل فيه الأميركي لبسط سيطرته على منطقتنا من خلال براعته في إدارة ما يعرف بالفوضى الخلاقة وهذه الفوضى هي التؤم الأميركي لإدارة التوحش في استراتيجية جماعات التكفير كما أن هاتين الاستراتيجيتين يحكمهما نمط إدارة واحد وعقل واحد لا يقبل الشراكة والاختلاف وينزع نحو الفتك والتدمير”.

وأضاف.. أما الفارق الوحيد بينهما فهو أن الفوضى الخلاقة أداة لتفكيك الدول والمجتمعات بينما إدارة التوحش وسيلة للتمدد في الجغرافيا والإخضاع وتذويب الهويات ونسف الذاكرة، وقتل المخالف، واسترقاق المختلف مشيرا الى ان واشنطن تتقاطع مع التكفيريين في اعتماد استراتيجية التوتر التي تستخدم لجر المواجهة داخل الدول إلى حافة الهاوية فتندفع المجتمعات إلى القبول بأي بديل يحفظ أمنها ويحمي وجودها الجسدي.

وتابع إن الجانبين يخوضان معاً حرباً ضد محور المقاومة لا تحتمل سوى نتيجة واحدة، منتصر أو مهزوم فحرب التنظيمات التكفيرية، وبخلاف كل وقائع التاريخ لا تنتهي بهزيمة الخصم وإخضاعه، بل إن القتل والتدمير يبدأ فعلياً بعد الانتصار والاحتلال وهي نقطة تقاطع مع الأميركي، مع فارق أن الأخير يستخدم وسائل وأدوات تخريب ناعمة وحضارية.

وأكد الأمين أن الحلف الأميركي يعرف أن التهديد الوحيد لسعيه للهيمنة على المنطقة هو محور المقاومة الذي يملك من القوة والدوافع ما يجعله الجبهة الفعالة الوحيدة في مواجهة جماعات التكفير.

وخلص الأمين إلى القول إن “تحقيق الأهداف الأميركية، غير ممكن بوجود محور المقاومة وبالتالي، فإن تعزيز التكفيريين وتحصينهم بقوى إقليمية حليفة أمر حيوي بالنسبة لواشنطن أما لجهة المقاومة، فإن هزيمة المشروع الأميركي غير ممكنة في غياب استراتيجية بعيدة عن التردد والانتظار بقيادة موحدة ساحتها كل الجغرافيا العربية والإسلامية ولا مكان فيها للتسامح مع الأجندات الخاصة..استراتيجية عسكرية وأمنية وسياسية واقتصادية وإعلامية وثقافية شاملة”.

انظر ايضاً

وزير العدل يلتقي وفداً من المحامين الأتراك بدمشق

دمشق-سانا التقى وزير العدل القاضي شادي الويسي وفداً تركياً رفيع المستوى من محامين ووكلاء محامين …