خذ بيدي.. مشروع جمعية المدى للتسرب المدرسي يبدأ أولى خطواته العملية

اللاذقية-سانا

خطوة أولى تخطوها جمعية المدى للتنمية الاجتماعية والبيئية بالتعاون مع البيت العربي للموسيقا والفنون من خلال مشروع خذ بيدي الذي يهدف لدعم الأطفال المتسربين من المدارس ورعايتهم وإثارة اهتمام المؤسسات الخاصة والعامة بقضايا تعليم الأطفال وأهمية المدرسة في حياة الطفل تعليميا ووجدانيا واجتماعيا.2

إطلاق المشروع بداية الأسبوع الحالي تم من خلال إقامة ورشة رسم في الهواء الطلق أعطت الأطفال المشاركين مساحة هامة كي يعبروا عن أنفسهم وعما يجري حولهم عبر الخط واللون وصياغة فضاءات لونية وفنية جديدة يسهم مجموعة من الفنانين التشكيلين بالعمل على بنائها وترسيخها في مخيلة الطفل بشكل صحيح.

وتقول رشا خيربك رئيسة الجمعية “إن الجمعية عملت قبل الأزمة على موضوع التسرب من المدارس لكنها عادت وأطلقت برنامجا خاصة ومدروسا يناسب متطلبات المرحلة الحالية وبدأت المرحلة الأولى منه لتحدد المراحل اللاحقة بعد إجراء الدراسات وقياس التأثيرات المحققة من النشاط الأول”.

وأضافت “اخترنا عبارة خذ بيدي كعنوان لمشروعنا لنقل خوالج الطفل الذي يحتاج بيئة آمنة تحفزه على التعليم واكتساب المعرفة فالطفل عندما يفقد الدعم والأمان يصبح معرضا لخطر التسرب من المدرسة بشكل أكبر وهذا ما حصل مع هؤلاء الأطفال الذين اضطروا جراء الأزمة لترك دراستهم ليعيلوا أسرهم “داعية المجتمع إلى دعم هذه الفئة وإعادتها إلى حياتها الطبيعية.

واستفاد من الورشة التي رافقها أداء موسيقي وغنائي لموسيقيين من البيت العربي حوالي 100 طفل وطفلة تراوحت أعمارهم ما بين 6-12 سنة سبعون منهم خارج المدرسة وثلاثون من البيت العربي للموسيقا حيث تم توزيعهم على اثنتي عشر مجموعة أشرف على كل منها فنان تشكيلي ليقام في ختامها معرض للوحات المنجزة.

من جهته تحدث ياسر دريباتي مدير البيت العربي عن اهمية الشراكة الحاصلة مع مجموعة الجهات في الورشة الخاصة بالمشروع كجمعية موزاييك وبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس إلى جانب وجود رعاية من مجلس المدينة لتأمين السبل اللازمة لانطلاقة مميزة.

ويقول دريباتي “يسعى المشروع لإيصال رسائل الأطفال إلى المجتمع من حولهم ليتحدثوا عن آمالهم وآلامهم ويدخلهم ساحة الفعل الاجتماعي من خلال خلق مناخ تفاعلي مع الفنانين المشرفين والجمهور وبالتالي دفع المجتمع المحلي للاهتمام أكثر بالأطفال بشكل عام والأطفال المتسربين من المدرسة بشكل خاص لاحتضانهم ورعايتهم” مؤكدا أن البرنامج في مراحله القادمة سيهتم بتأمين بيئة مدرسية حاضنة للأطفال دون نسيان مخاطبة وتوعية ذويهم.

بدوره أشار الفنان التشكيلي علي مقوص الذي أشرف على الفنانين المتخصصين بمتابعة رسوم الأطفال إلى أهمية التركيز على إدخال الأطفال بأجواء الرسم والألوان ليكونوا قادرين على التعبير عن أنفسهم مع ضرورة إعطائهم الحرية اللازمة ليرسموا ويستخدموا اللون بشكل صحيح ليعبروا عن مكنوناتهم بشكل حقيقي.

وأوضح أن البرنامج سيضم لاحقا مراحل متعددة يمكن أن تشمل ورشات ترسخ الرسم والفنون الأخرى كممارسة محببة للطفل الذي يحتاج لأن تكون له علاقة مستمرة مع الثقافة والفنون على اختلاف أنواعها معتبرا أن المؤسسات الاهلية والنوادي المتخصصة هي الأقدر على القيام بهذه المهمة البعيدة المدى.3

بدورها أشرفت الفنانة التشكيلية لينا ديب على مجموعة من الأطفال المشاركين في الورشة التي اختاروا خلالها رسم تفاصيل تتعلق بالمدرسة والمعلم والدراسة واللعب تمت ترجمتها بخطوط والوان حققت نتاجا جميلا أعجب الأطفال بالدرجة الأولى.

وتؤكد ديب أن الواقع الراهن الذي يعيشه الأطفال جعل لديهم رغبة داخلية بإنتاج أشياء جميلة تحفز الطفل على العودة للمدرسة وهو الأمر الذي عبر عنه ببراءة خلال الورشة.

ياسمين كروم