اللاذقية-سانا
تحتفظ تحفة فنية نادرة بألقها وروعة مظهرها وشجو صوتها رغم عمر الزمن بعدما مضى على وجودها في إحدى زوايا منزل أسرة من اللاذقية حوالى ستين عاما .
وتبدو التحفة كآلة موسيقية غير معروفة إلا أنها عبارة عن جهاز مميز يحتوي ثلاثة أقسام مذياع قديم ومسجل بكر ومشغل اسطوانات، وتقول السيدة وصال إنها اقتنته وزوجها من أسواق دمشق القديمة في الأربعينيات ولم يكن يتوفر منه سوى قطعتين ودفعوا ثمنه نحو سبعة آلاف ليرة في ذلك الحين.
وتقسم التحفة التي اطلقت عليها وصال اسم بيك اب إلى ثلاثة أقسام قسم علوي عبارة عن مذياع ومشغل أسطوانات لبث الموسيقا المتنوعة من سمفونيات واغان قديمة للراحل عبد الوهاب وام كلثوم وغيرهم من عمالقة الطرب.
أما القسم السفلي فمؤلف من مسجل بكر قديم تحتها مكبرات الصوت على الجانبين يتوسطهما مكبة صغيرة برفوف وضع عليها بعض الكتيبات الفنية وأسطوانات متنوعة.
وتبدو التحفة مزيجا من تراث الشرق والغرب لكون الأسطوانات والمسجل البكر والقطعة ككل دخيلة على المجتمع السوري إلا أنها فرضت حسها ووجودها باناقتها وجمال مظهرها وصوتها الاجش المميز بالدقة فالمجتمع السوري ذواق وأصيل ويتقبل كل المعطيات التي تتداخل فيها الحضارات لتعبر عن نفسها خارج حدودها على حد قول السيدة وصال.
وتعمل آلة الأسطوانات بطريقة ميكانيكية فهي عدا عن دورانها حول محورها مصنوعة من مادة الفينيل المعروفة بلونها الأسود والتي تعرف بـ الديسك الريكورد تدور على جهاز استماع ريكوردبلير يعرف أحيانا بـ البيك اب وتوضع فوقه أبرة تقرأ اهتزازات الصوت من المدقات المحفورة على سطح الأسطوانة.
وتحمل الأسطوانة على الوجهين أغنيتين على الأكثر وتدور بسرعة 45 لفة بالدقيقة وتتميز التسجيلات التي تقبع على الأسطوانات بديمومتها فلا يتغير أو يتأثر الصوت بفعل المجال المغناطيسي كما يعطي كفاءة صوتية عالية رغم أن الأسطوانات تجذب ذرات الغبار بفعل الكهرباء الساكنة الستاتيك للمادة المصنوعة منها فيما المذياع القديم بهيئته التراثية الانيقة يمثل النصف الايسر من الآلة لتبدو مميزة أكثر في عالم الجمال.
صبا العلي