يأتي الحادث الإرهابي الذي نفذته المجموعات التكفيرية في وادي الذهب بسيارة مفخخة يوم أمس في إطار الإجرام الممنهج وضمن سلسلة المجازر التي يرتكبها التكفيريون بحق الشعب السوري وبحق حضارته الإنسانية..
حيث أتى بعد المجزرة المروعة التي ارتكبتها جبهة النصرة التي تقود ما يسمى «جيش الفتح» في بلدة قلب لوزة وذهب ضحيتها العشرات من الأبرياء.. وهذا الإجرام المتنقل من مكان إلى مكان فوق الأرض السورية وفي العديد من دول المنطقة هو دلالة واضحة على فشل محور العدوان على سورية من تحقيق أهدافه السياسية وبعد التقدم الكبير للجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية في منطقة القلمون وبعد انهيارات متلاحقة لعصابات «جبهة النصرة» و«داعش» وغيرهما من التنظيمات القاعدية، وكذلك بعد إفشال هجوم المجموعات الإرهابية بمساندة أمريكية وإسرائيلية وتركية ومن بعض دول الجوار على السويداء بتصدي القوات المسلحة وأهلنا في السويداء الذين كبدوا المجموعات الإجرامية خسائر بشرية كبيرة، وبعد تحرير مئات القرى في ريفي الحسكة والرقة وحمص وحماة من خطر تلك المجموعات التكفيرية الوهابية، وعلى الرغم من فظاعة الإجرام الممنهج الذي ترتكبه تلك العصابات القاعدية الداعشية الوهابية لا تزال بعض دول الغرب وبعض الموتورين في المنطقة يراهنون على هذا الإجرام ويسوقون لمرتكبيه على أنهم معارضة مسلحة. في وقت يصنف القانون الدولي تلك المجموعات كما يصنف كل من يحمل السلاح في وجه الدولة على أنه إرهابي.
إن الانتصار على الإرهابيين بغض النظر عن التسميات التي تطلق عليهم، والتصميم على اجتثاثهم هو خيار الشعب السوري بكل مكوناته، ولن تستطيع القوى الداعمة للإرهاب ولا الفصائل التكفيرية التي وظفوها في العدوان على الشعب السوري وعلى منجزاته الحضارية أن تثني جيش سورية وشعب سورية عن متابعة المواجهة بكل عزيمة وتصميم حتى اجتثاث آخر إرهابي عن كامل ترابها.
إن خيار الشعب السوري ليس بحاجة إلى المزيد من التأكيد لأن مجريات الأحداث تؤكد أن لا مستقبل للإرهاب ولا لمشغليهم ومهما غلت التضحيات.
بقلم: محي الدين المحمد