سورية ترفض ..؟!

فن الدبلوماسية، أن تقدم للآخر ما يحتوي مرغباً له يدفعه للقبول أو التفاهم. هذا إن كانت النيات طيبة. وللدبلوماسية أيضاً طريقتها اللئيمة التي تبحث فيها عما يؤذي الآخر ويضر بمصالحه إلى درجة دعوته لما يشبه الانتحار والغاية هي الحصول على رفضه وليس قبوله!!!
فيما واجهته سورية في أزمتها المستمرة كان ثمة دعوة مستمرة لها للذهاب للمجهول – كي لا أقول الانتحار – أو الرفض. دبلوماسية متحجرة واجهتها من الأمم المتحدة عبرت عن النيات القذرة للغرب الاستعماري، يضاف لها الغباء والقذارة الأشد في النيات العربية، وخصوصاً الخليجية!. كل النيات التي ظهرت حتى اليوم تظهر بوضوح أنها كانت مبيتة وترسم لأهداف لا تعديل لها، رغم كل ما أحاط بالمنطقة من متغيرات.‏
في مواجهة ما لم يعد ممكناً تجاهله أو تجاوزه «الارهاب»، تلطى الغرب ومؤيدوه في العداء لسورية خلف قرارات أو بيانات يصفون بها بعض القوى التي تقاتل سورية بالإرهابية «جبهة النصرة … داعش … غيرها..» لكنهم ولا مرة حاولوا رفع الغطاء السياسي عنها في ممارستها الارهاب في سورية. و هكذا تراهم يلوذون أحياناً بالصمت وأحياناً بالرفض، حتى في ادانة مجزرة دموية مرعبة ارتكبتها المنظمات الارهابية. بل هم دائماً و أبداً أظهروا استعدادهم لإدانة الدولة المحاربة للإرهاب «سورية» وهي الوحيدة في العالم التي تضع كل مقدرتها في محاربة الارهاب، وما زالت ترزح تحت العقوبات الجائرة بحجة دعم مطالب سياسية للشعب السوري، وهو ما تجاوزته الاحداث و ذهبت عنه بعيداً، ولم يعد من مرد لها إلا بعــــــــــد القضـــــاء الـــكامـــــــــل عــــــــلى الارهـــــاب واستعادة وحدة البلاد واستقلالها وسيادتها.‏
كل الجهود بذلت في الأمم المتحدة لتمرير قرار بالمساعدات الانسانية كل ما فيه عبارة «دون اذن الحكومة السورية»..انتهى…. تلك هي النيات السيئة المبيتة… فعل يقومون به على الأراضي السورية ولا يحتاجون إذن سورية؟؟!!‏
لماذا….؟‏
لماذا لم ينتبهوا إلى حجم المساعدات الضخمة التي توزعها وتوصلها الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها، أو المتعاونة معها…؟!‏
لماذا لم ينتبهوا إلى الآثار الايجابية لمنهج عمل وسياسة المصالحات الوطنية ودورها ؟!‏
لماذا لم يساعدوا الحكومة في هذا البرنامج … ولماذا لم يخففوا عنها العقوبات لتستطيع تقديم وتوزيع المساعدات الانسانية لكل أبناء الشعب السوري ..؟!‏
فقط حيث هو الارهاب يريدون توزيع المساعدات… و«دون إذن الحكومة»…؟‏
هذه ليست دبلوماسية… بل هي سياسة الكيد… وقد تمرست سورية في مواجهتها بين قبول ورفض وعزيمة دائمة للاستمرار في محاربة الارهاب مؤكدة أنها البوابة الأعظم لهذه المهمة الانسانية التي لا بد منها، وأنها ستحارب طويلاً لتأكيد وحدة البلاد وسيادتها وتماسكها على الرغم من داعش والنصرة والجبهة وغيرها واسرائيل والسعودية ومن خلفهما.‏
بقلم: أسعد عبود