على ذمة المتحدث باسم الخارجية الأميركية فإن استراتيجية بلاده لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي تحتاج إلى بعض التغييرات في تفاصيلها، مع أن رئيس إدارته باراك أوباما كان قد أقر قبل يوم واحد من إقرار هذا المتحدث بأن البيت الأبيض ليس لديه استراتيجية متكاملة لمحاربة التنظيم المذكور.
أكثر من ذلك فإن المتحدث إياه يصرح علناً بأن إدارته ستمدد الفترة التي تريد فيها استثمار التنظيم المتطرف لخدمة أجنداتها لأطول فترة ممكنة ويقر أيضاً بأنها ستحتاج من ثلاث إلى خمس سنوات لهزيمته لأن التغلب عليه لن يحدث بين عشية وضحاها.
ذوبان الثلج عن الأكاذيب الأميركية يبدو هذه الأيام كسيل جارف حطه السيل من علٍ، فكل تصريح عن مسؤول أميركي يفضح حقيقة السياسات الأميركية ومخططاتها التي تتسرب يومياً من أروقة البنتاغون والسي آي ايه والبيت الأبيض لتقسيم المنطقة من جديد واستخدام هذا التنظيم المتطرف لتحقيق هذه الغاية.
ولما كان كل إناء بما فيه ينضح فإن الإناء الأميركي تفضحه سنواته الخمس المطلوبة الكفيلة بإتمام مشاريع التقسيم والفوضى الهدامة، ومن هنا ندرك مغزى تمدد التنظيم في سورية والعراق لا انكفائه تحت أنظار صانعي القرار الأميركي ونظارات طائرات البنتاغون والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
المغزى ذاته ينسحب على محاولات أميركا الاستفراد بالمشهد الدولي وإبعاد القوى الفاعلة عن صدارته، والتي أنكرها رئيس الوزراء الياباني عقب انتهاء قمة السبع وبق البحصة بأن مشاركة روسيا في حل الأزمات بناءة وكأنه يغمز من القناة الأميركية الهدامة.
مؤشرات ووثائق وصور وأدلة تؤكد رعاية أميركا للتنظيم، لكن المفارقة المثيرة للسخرية أن سياسيي أميركا يصرحون ويلمحون بذلك (مثل تمديد الفترة المطلوبة إلى خمس سنوات لتحقيق المستور) في حين يبقى العالم صامتاً وسلبياً إزاء هذه السياسات الخطيرة التي تهدد أمنه واستقراره، ومتفرجاً على الإناء الأميركي الذي ينضح بسياسات العدوان والخراب والدمار بغزارة منقطعة النظير!!.
بقلم: أحمد حمادة