أكذوبة معاداة السامية والسعي الصهيوني لتحقيق “يهودية الدولة” ضمن ندوة سياسية في دار البعث

دمشق -سانا

ناقشت الندوة السياسية التي أقيمت تحت عنوان “الرواية الصهيونية لاستعمار فلسطين ومشروع يهودية الدولة الراهن” التي استضافها مدرج دار البعث اليوم المسألة اليهودية في الوعي الأوروبي والصهيونية وأكذوبة معاداة السامية.1

وشارك في الندوة التي أقامها اتحاد الكتاب العرب وتحالف فصائل المقاومة الفلسطينية والمركز الوطني للأبحاث واستطلاع الرأي بدار البعث الكاتب الروائي الفلسطيني الدكتور حسن حميد مديرا للحوار والدكتور نبيل أبو خاروف الأمين العام للجبهة القومية الفلسطينية للعودة والدكتور سليم بركات أستاذ الفلسفة في جامعة دمشق.

وبين حميد أن منظري الفكر الصهيوني دأبوا منذ ظهوره على ساحة العمل السياسي على الاستحواذ على مكامن القوة العربية لضمان تفوقهم على العرب في أي صراع كما عملوا على قلب حقائق التاريخ وتجييرها لصالحهم ولاسيما المتعلقة بتاريخ المنطقة مستخدمين الدين والإدعاء بأن اليهود “شعب الله المختار” واستخدام فكرة السامية للحط من الشعوب الأخرى واستعمال المال كقوة ضاربة.

ودعا الروائي الفلسطيني إلى تحصين وتجديد الركائز التي نمتلكها ويستهدفها الصهاينة والتي تتمثل في الأرض والتاريخ والقوة البشرية الكمية والنوعية وعدم الانجرار إلى ما يروجه الغرب والعرب المستعربون من ضرورة التعامل مع الوجود الصهيوني في المنطقة كحقيقة واقعة.

أما الدكتور بركات فبين في محاضرته أن الايديولوجية الصهيونية منذ ظهورها قدمت نفسها كحل للمسألة اليهودية يضمن إيواء اليهود الموزعين في دول مختلفة في مكان واحد مع الإدعاء بأن هذا الشعب اختاره الرب كأمة مميزة ثم تحديد “الدولة اليهودية من قبل منظرين وساسة صهاينة من الفرات إلى النيل” أمثال بن غوريون وصولا إلى تقديم خريطة مقترحة لهذه الدولة إلى مؤتمر الصلح في باريس 1919 والذي تضمن كامل فلسطين والجولان السوري وأرض حوران وبقاع من الأردن وسيناء.2

وبين بركات أن الأرض هي القضية الأولى في الفكر الصهيوني من أجل تحقيق أحلام كيانهم التوسعية باستخدام العنف والقوة وتلقين شبابهم الفكرة التوراتية القائمة على الاستيلاء على أرض الغير بحد السيف موضحا أن نظرية السامية التي وضعها المستشرق اليهودي النمساوي والذي أطلق تسمية الشعوب السامية على الكنعانيين والفينيقيين والعموريين والأكاديين والآراميين والعبرانيين نتيجة لقراءته الكثيرة للتوراة رفضها العديد من الباحثين واثبتوا خطأها.

ولفت بركات إلى أن الاستيطان هو التطبيق العملي للفكر الصهيوني وأن قيام إسرائيل هو نتيجة التلاقي بين هذا الفكر ونظيره الاستعماري الأوروبي معتبرا أن ما تشهده المنطقة مما سمي بـ/الربيع العربي/ يوضح هذه العلاقة بين الفكرين على ضوء نظرتهما المتطابقة للأحداث الجارية ولاسيما أن وسائل إعلام اسرائيلية وجدت في هذه الأحداث مقدمة لتغيير حدود المنطقة لصالح كيانهم المصطنع.

في حين أكد الدكتور أبو خاروف أن مشروع إقامة الكيان الصهيوني يظهر في أخطر تجلياته على أرض سورية التي تواجه هذا المشروع الذي اتخذ من التكفيريين أداة للقضاء على ما تمثله سورية كبلد يضم نسيجا بشريا متنوعا مقابل النزعة العنصرية في كيان الاستيطان الصهيوني ومحاولاته الحثيثة لتحقيق ما يسمى /يهودية الدولة/.3

ورأى أبو خاروف أن ما تعيشه سورية نتيجة لنهج التصالح الذي اتبعه زعماء عرب في توقيع اتفاقيات ومعاهدات مع الاحتلال الإسرائيلي لنقل الصراع معه من حركة تحرير تسعى لاسترداد الوطن إلى حركة استقلال تكتفي بإزالة آثار العدوان والسماح له بفرض يهودية الدولة على حساب الشعب الفلسطيني سواء بالممارسات أم بالقوانين المفروضة.

وفي مداخلات الحضور اعتبر الدكتور صابر فلحوط عضو اللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني أن “الدولة اليهودية” التي يسعى إليها الصهاينة ليست الوحيدة من نوعها في المنطقة بل لها نظائر في الأنظمة الخليجية التي تفرق بين سكانها على أساس ديني ومذهبي.

أما القاضي المستشار رشيد موعد فرأى أن نجاح الصهاينة في مشروعهم بتأسيس ما يسمى دولة يهودية في قلب الوطن العربي يعود بالدرجة الأولى إلى ضعف الأنظمة العربية وعدم قدرتها على صياغة مشروع مقاوم أما سامي قنديل عضو القيادة القطرية الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي دعا إلى إحياء ذكرى سلب فلسطين كملحمة سنوية تستعيد عذابات ونضال الشعب الفلسطيني وبدوره طلب الباحث والدكتور جورج جبور بإطلاق حملة بأحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور سنة 2017 على غرار الحملة التي رافقت ذكرى مرور 100 عام على جرائم الإبادة الأرمنية.

حضر الندوة الدكتور محمد مصطفى ميرو رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وعدد من أعضاء القيادة القطرية الفلسطينية لحزب البعث ومن قادة الفصائل الفلسطينية ومن المثقفين والمهتمين.

انظر ايضاً

وزير العدل يلتقي وفداً من المحامين الأتراك بدمشق

دمشق-سانا التقى وزير العدل القاضي شادي الويسي وفداً تركياً رفيع المستوى من محامين ووكلاء محامين …