حمص-سانا
توثق حاضنة المشاريع الشبابية المبدعة في جامعة البعث لتجربة رائدة في مجال احتضان المبادرات العلمية النوعية للطلبة ودعمها بالامكانات اللازمة لتتحول إلى تجارب استثنائية تنهض بقدرات أصحابها و تدفع بهم إلى مراحل أكثر تطورا وتخصصا إلى جانب ما يمكن أن تشكله من علامات فارقة في مسيرة العمل الطلابي عموما ولا سيما أن هذه التجارب تتنوع لتطال أكثر من فرع وتخصص علمي.
في هذا الجانب تشكل تجربة الطالب انمار عباس أحد المتميزين في كلية هندسة الالكترونيات والاتصالات بجامعة البعث حالة نموذجية للعمل الإبداعي حيث نهض عباس بمشروع لإدارة وتصميم مواقع الإنترنت والصفحات الاجتماعية إلى جانب تأسيسه صفحة علمية على الفيسبوك تحوي 12 ألف متابع وقد تحدث الطالب المبدع لنشرة سانا الشبابية قائلا إنه ومنذ التحاقه بالكلية سعى إلى التميز العلمي إلا أنه كان يلاقي أحيانا صعوبة في الحصول على بعض المعلومات التي لا توفرها مناهج الدراسة ما دفع به أكثر من مرة للاعتماد على المواقع الإلكترونية العربية والأجنبية في مجال اختصاصه.
من هنا بدأ مشروع عباس العلمي حيث جمع وفق قوله كل الملخصات الدراسية المهمة ليضمها ضمن صفحة علمية اسسها على الفيسبوك عام 2012 بهدف تكوين منصة معلوماتية واسعة تشكل مرجعا لزملائه الطلبة وتلبي حاجاتهم الدراسية توفيرا لجهدهم ووقتهم في البحث عن المعلومات والمراجع.
وقال عباس إن اكتسابي للكثير من المهارات والمعلومات العلمية في مجال اختصاصي جعلني اكسر نمطية التعليم الذي اتلقاه في المقررات الجامعية محاولا نقل تجربتي وأفكاري ومعارفي إلى بقية الشباب.
وأضاف لم أتوقف عند هذا الحد بل بدأت هذا العام بتأسيس مشروع موقع الكتروني هندسي متخصص بالالكترونيات والاتصالات ليكون أول موقع عربي تعليمي تخصصي في هذا المجال فطالما كان حلمي أن أنقل هذه الومضات الفكرية عبر موقع إلكتروني هادف يجعل الجميع يدرك بأن العلم والفكرة الهندسية هو أسلوب تفكير وفلسفة وليس مجرد أرقام ومعادلات.
وأكد عباس أنه تقدم بمشروعه إلى حاضنة الجامعة للمعلومات والاتصالات لتبني فكرته ومشروعه وليتمكن من انجاز عمل علمي محترف تحت إشراف مختصين و داعمين للمشروع و هذا ما حدث بالفعل.
في السياق نفسه أكد الدكتور أحمد مفيد صبح رئيس الجامعة أن الجامعة تقدم كل المساعدات والتسهيلات للطلبة المتميزين والمبدعين في مجال اختصاصهم ليكونوا عناصر حقيقية وفاعلة في سوق العمل بعد تخرجهم لافتا إلى أهمية حاضنة الجامعة التي تعتبر البوابة العلمية الأساسية التي يتقدم إليها الطلبة بمشاريعهم الابداعية ليتم احتضانها ورعايتها.
بدورها أشارت الدكتورة ميساء دياب مديرة الحاضنة بالجامعة إلى أنه ومنذ بدء الإعلان عن قبول طلبات الاحتضان لمشاريع الطلبة في نيسان الماضي من العام الحالي توافد عدد من الطلاب إلى الحاضنة لتقديم أفكار مشاريعهم ومن بينهم الطالب عباس الذي تقدم بفكرته العلمية المتميزة حيث ستقدم له الحاضنة كل الدعم والرعاية خاصة أن الحاضنة تحتفي بروح ريادة الأعمال بين الشباب من حملة الكفاءات والخبرات في مجال المعلومات والاتصالات وتزويد الشباب المعلوماتي بالمهارات والخبرات اللازمة للدخول إلى سوق العمل والمنافسة فيه بالإضافة إلى توفير البيئة العلمية والفنية من خبراء ومستشارين وبنية تحتية لإنشاء مشاريعهم الاستثمارية ومنحها فرص نجاح عالية ودعم تحويل الافكار المبدعة والمتميزة إلى منتجات استثمارية.
وأشارت دياب إلى أن الشرط الأول لقبول المشروع هو امتلاك مقومات النجاح الأولية من حيث الفكرة التقنية وجودتها وقدرتها على الاستمرار في سوق العمل مضيفة أن فترة احتضان المشاريع تقسم إلى مرحلتين الأولى مدتها من شهرين إلى أربعة أشهر يتم فيها تقييم العمل والفكرة بعد إعداد خطة عمل من قبل الطالب المتقدم مرفقة بدراسة جدوى اقتصادية لمشروعه وكيفية تسويقه.
وتقدم الحاضنة خلال فترة الاحتضان الثانية ومدتها 18 شهرا كل الخدمات والاستشارات والتدريب إلى جانب خلق تشبيك بين جميع المعنيين والمؤسسات ذات الصلة لإبراز الأفكار الابداعية لدى جيل الشباب والمشاركة في المعارض والندوات وتعزيز علاقات التعاون التي تقيمها الحاضنة مع حاضنات أخرى في العالم لتبادل التسويق والمنتجات تشجيعا للطلاب وتأكيدا على أهمية الابداع والتميز الشبابي للاسهام في بناء أجيال شابة قادرة على بناء الوطن في جميع الاختصاصات.
مثال جمول