أنقرة-سانا
أكد مسؤولون في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أن رئيس النظام رجب أردوغان يشعر بخيبة أمل كبيرة نتيجة للتراجع الكبير في الأصوات التي حصل عليها الحزب في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس.
ونقل موقع اودا تي في التركي عن أحد هؤلاء المسؤولين قوله “إن أردوغان كان يتوقع تراجعا نسبيا في شعبية حزب العدالة والتنمية بينما لم يكن يتوقع هذا التراجع الكبير”.
وشكل الفشل الذى مني به حزب العدالة والتنمية ورأس النظام التركي في الاحتفاظ بهيمنته على البرلمان التركي التي امتدت إلى 13 سنة متتالية ضربة قاضية لآمال أردوغان في الانقلاب على الدستور والهيمنة على مقاليد الحكم.
وتتضارب المواقف بخصوص موقف حزب العدالة والتنمية من الخطوة التالية للانتخابات التشريعية وبحسب أحد المسؤولين في الحزب فإن الرأي السائد هو الانسحاب قليلا وإتاحة إمكانية تشكيل الحكومة الجديدة للاحزاب السياسية الأخرى متوقعا تشكيل حكومة ائتلافية بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة القومية بدعم من حزب الشعوب الديمقراطي إلا أن أعضاء الحزب يرغبون بتشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الحركة القومية لكنهم متخوفون من ردة فعل هذا الحزب ضد أردوغان وموقفه إزاء عملية “تسوية المشكلة الكردية”.
من جانبه قال أحد أركان حزب العدالة والتنمية في تصريح لوكالة أنقرة للانباء إن حزبه “يرفض الائتلاف مبدئيا ويعتقد أن الحكومات الائتلافية لا تخدم مصالح تركيا وتتسبب بتراجعها” حسب زعمه.
وأوضحت الوكالة أن الحزب يستبعد خيار الائتلاف ويفكر بخيار إجراء انتخابات مبكرة من خلال البقاء خارج الحكومة الائتلافية.
وعلى نقيض ذلك استبعد نومان كورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي احتمال إجراء انتخابات مبكرة مشيرا إلى احتمال تشكيل حكومة ائتلافية.
ونقلت صحيفة ملييت عن كورتولموش قوله في تصريح صحفي أدلى به قبيل اجتماع المجلس التنفيذي المركزي لحزب العدالة والتنمية إن “الظروف الحالية لا تتيح إمكانية إجراء انتخابات مبكرة” لافتا إلى احتمال تشكيل حكومة ائتلافية.
ويأتي التخبط الذي يعيشه حزب العدالة والتنمية تجاه خطواته اللاحقة تعبيرا عن الصدمة التي شكلتها نتائج الانتخابات التشريعية والتي أطاحت بآمال الحزب ومتزعميه وعلى رأسهم أردوغان في استمرار فرض هيمنتهم واستبدادهم وتفردهم بالحكم في تركيا.
وضمن ردود الأفعال المتلاحقة على نتائج الانتخابات التشريعية قال الحزب الشيوعي التركي في بيان له “إن الانتخابات البرلمانية التركية لم تغير حقيقة غموض مستقبل تركيا القريب الذي يتاثر بالتطورات الاقليمية و الدولية “مؤكدا أن خسارة أردوغان الأغلبية البرلمانية المطلقة يعتبر “منعطفا تاريخيا” لتركيا وشعبها.
ولفت الحزب إلى احتمال تشكيل حزب العدالة والتنمية حكومة جديدة بدعم من حزب الحركة القومية بينما سيبقى خيار الانتخابات المبكرة مطروحا في الظروف الحالية مع طرح احتمالات مختلفة محذرا من أن حزب العدالة والتنمية الجديد الذي تعمل القوى الكبرى لتأسيسه منذ فترة ويعتبر أخطر من الحزب القديم على مستقبل تركيا.
وأشار الحزب إلى أن “تركيا عرضة لانتقال الصراعات الإقليمية التي تحرضها الخطط الامبريالية إلى إراضيها والتحول إلى بحيرة دماء” مشددا على “أن اضفاء الطابع الديني على السياسة والحياة الاجتماعية لا بد أن يستمر في خلق المشاكل الكبيرة في حياة الشعب التركي”.
وكان حزب العدالة والتنمية أخفق فى الحصول على الأغلبية المطلقة بالبرلمان التى تخوله الانفراد بتشكيل حكومة جديدة بعد انتهاء فرز أصوات الناخبين فى الانتخابات البرلمانية حيث حصل على 81ر40 بالمئة من الأصوات بينما حصل حزب الشعوب الديمقراطي على نحو 5ر13 بالمئة وحصل حزب الشعب الجمهورى على 1ر25 بالمئة فى حين حصل حزب الحركة القومية على 34ر16 بالمئة.
ويؤكد مراقبون ومحللون أن هذه النتائج جاءت تعبيرا عن حالة النقمة والرفض الشعبي المتصاعد تجاه سياسات أردوغان وحزب العدالة والتنمية سواء على الصعيد الداخلي وتورطه في قضايا الفساد والرشوة ومحاولات فرض أساليب وقوانين تخالف النمط الحياتي العلماني الذي قامت عليه تركيا وخصوصا فيما يتعلق بقضايا المرأة والحرية الدينية أو على صعيد السياسة الخارجية التي أدت إلى توريط تركيا بالكثير من المشاكل مع دول الجوار والعالم إضافة إلى دعم الإرهاب وتمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية كـ “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرها على مدى السنوات الماضية في سورية والتي كان آخر ما كشف من فصولها وبالأدلة الدامغة صور تلك الشاحنات التابعة للمخابرات التركية التي تم توقيفها والعثور بداخلها على أسلحة وذخائر في طريقها إلى سورية لتسليح الإرهابيين.