دمشق -سانا
قدم الفنانان علي عجيب وعلي عثمان في معرضهما الفني المشترك “ثنائية القش واللون” مزيجا فنيا متنوعا حيث عبرت اللوحات والمجسمات الفنية التشكيلية فيه عن حب الوطن وتقديس الشهادة وتخليد رموز الوطن وشخصياته وتوثيق صور البطولات المشرفة لأبطال الجيش العربي السوري ضد الإرهاب وتصويرا ناطقا للطبيعة السورية الجميلة والغنية وصولا الى تراثنا واثارنا والأحياء الدمشقية القديمة وجمالية الخط العربي قدمها كل فنان بأسلوبه الخاص.
وضم المعرض الذي افتتح مساء امس في ثقافي ابو رمانة 53 لوحة فنية منها 25 لوحة للفنان عجيب استخدم فيها القش بابعاده اللونية التي تندرج بين الذهبي الفاتح والغامق ليشكل فيها لوحات فنية ومجسمات لشخصيات ورموز وطنية كالقائد الخالد حافظ الأسد والشيخ صالح العلي والبطل يوسف العظمة ورسم بعضها الآخر بالألوان الزيتية صور فيها التراث السوري الثري والغني والتي استطاع عبرها تحويل القش من مادة اولية موجودة في الطبيعة إلى مادة ناطقة بما تختزنه الذاكرة.
وذكر الفنان عجيب لسانا الثقافية ان اعماله مستمدة من الطبيعة والتراث والأعمال اليدوية التي اشتهر فيها الريف السوري حيث استخدم القش ونبات البلوط ورسم لوحاته بالوان مختلفة بحسب موضوع اللوحة.
وأضاف أن معرضه يهدف إلى تعريف المهتمين بالفن بالأعمال اليدوية التي تحتاج إلى إلمام كامل بمبادئ الرسم واظهار جمالية القش الذي يضيف قيمة للوحة الفنية مبينا انه يحاور الطبيعة بأدوات صنعها منها لتكون لوحاته ومجسماته صورة حية ناطقة برسالة فنية تحمل قيم الجمال واستمرارية الحياة مهما كانت الظروف معبرا عن تفاؤله بالمستقبل الذي تصنعه بطولات الجيش العربي السوري وانتصاراته.
وجاءت اللوحات الأخرى التي رسمها الفنان عثمان بالألوان الزيتية كنص بصري توثيقي لصور شخصية لعدد من شهداء جيشنا الباسل الذين ضحوا بحياتهم للحفاظ على الوطن وتراثه وحضارته فقدم الفنان صور الشهداء مزدانة بشقائق النعمان الحمراء رمز العطاء والتضحية وجعل من لباس الجندي العربي السوري ايقونة مقدسة تحمل طهارة تراب الوطن ومحبة ابنائه كما في لوحته التي حملت اسم “حراس الفجر”.
وجاءت لوحاته عبارة عن حوارية فنية بين الماضي والحاضر والمستقبل من خلال صور لبعض احياء دمشق القديمة ولوحات عن الطبيعة السورية الجميلة في الساحل السوري والجولان السوري المحتل وصولا إلى الحاضر.
وبين الفنان عثمان انه سيقدم اللوحات التي تتضمن صور الشهداء كهدية رمزية الى ذويهم معتبرا ان معرضه يهدف الى التعبير عن حب الوطن والطبيعة وتقديم رسالة الفن التي تحمل قيم الجمال والسلام.
وأوضح مدير ثقافة دمشق بسام عاقلة في تصريح لسانا أن هذه الفعالية تعبر عن إرادة التحدي التي يتميز بها السوريون ومنهم الفنانون الذين يعبرون بما يمتلكون من موهبة عن انعكاسات ما يجري في سورية ضمن الظروف الراهنة مبينا أن الأعمال التي تضمنها المعرض بينت قيمة الشهادة والتضافر بين الجندي والمواطن السوري للحفاظ على الوطن وحمايته.
وأضاف أن اللوحات التي مثلت التراث والطبيعة السوريين عكست التنوع الحضاري الذي تمتلكه سورية مشيرا إلى أن هذه المعارض حالة صحية تزرع الأمل في نفوس السوريين وتزيد اصرارهم على تحقيق النصر.
من جانب آخر بينت مديرة المركز الثقافي العربي بابو رمانة رباب اسكندر أحمد ان المركز يحرص على تقديم معارض فنية متنوعة تساهم في تنشيط الحراك الفني الثقافي واغناء الذائقة الفنية المجتمعية حيث تتنوع من معارض التصوير الضوئي الى فن النحت إلى أعمال الرسم الزيتي والأعمال اليدوية.
وأشارت إلى ان المركز يقدم اكثر من معرض في الشهر يقام بموازاة الفعاليات والانشطة الثقافية الأخرى من ندوات ومحاضرات وأمسيات لتكون هذه المعارض فرصة للمشاركين والمتابعين لهذه الانشطة لمواكبة حركة الفن التشكيلي باستمرار موضحة ان معرض ثنائية القش واللون جمع اكثر من اسلوب في الأعمال الفنية من الأعمال اليدوية بالقش الى اللوحات الزيتية والحروفية التي صورت المجتمع والحياة في بلدنا بشكل عام.
وجذبت الاعمال المقدمة في المعرض انظار الحضور حيث رأت احسان سكر أن المعرض حمل رسالة للحفاظ على التراث تمثلت بأعمال الفنان عجيب من خلال اللوحات التي رسمها حول الأعمال اليدوية في الريف اضافة الى اللوحات الزيتية بريشة الفنان عثمان الذي نقلنا إلى الطبيعة الساحرة التي يتميز بها بلدنا أما محمد غسان السقا فقد عبر عن إعجابه بالمجسمات التي صنعها الفنان عجيب نظرا لتنوعها والاتقان بصناعتها فضلا عن اللوحات التي مثلت صور الشهداء والشخصيات الوطنية وجمالية الخط العربي التي ظهرت في اللوحات الفنية.
يشار إلى أن المعرض يستمر لمدة اسبوع في ثقافي ابو رمانة.
والفنان عجيب من مواليد دمشق خريج معهد الكترون طيران ويمارس الفن كهواية اقام العديد من المعارض الفنية اضافة إلى مشاركته بفقرة الأعمال اليدوية في برنامج خطوات على القناة الفضائية السورية لتعليم الأطفال الأعمال اليدوية والرسم أما الفنان عثمان من مواليد مدينة بانياس يمارس الفن كهواية له 8 معارض فردية اضافة الى عدد من المشاركات في عدد من المعارض الجماعية.