طرطوس-سانا
اتخذت من هوايتها حرفة وجسدت في لوحاتها الفنية أجمل المظاهر الحياتية والمراحل الحضارية ونسجت بحس مرهف وشفافية عالية وبطريقة رمزية ألوان بيئتها المحلية لتنقش على لوحاتها رسومات وزخارف متنوعة تظهر ارتباطها الوثيق بتراثها الحضاري والتاريخي وتلفت الأنظار بإبداعها الفني الاخاذ.
يمتاز العمل الفني للشابة الحرفية روجيه ابراهيم بأسلوب مميز وطريقة مبتكرة بدقة واتقان لإنجاز لوحاتها الفنية فتتحدث لنشرة سانا الشبابية قائلة: “كانت بدايتي الحرفية منذ عشر سنوات تقريبا عندما اتخذت من شرنقة الحرير الريشة الأساسية لصناعة لوحاتي الفنية ومنتجاتي التقليدية بنموذج مدروس يحيي فينا التراث السوري والفلكور الشعبي وبأعمال عصرية مميزة”.
تقوم روجيه بقص الشرنقة على شكل تويجات او غصون اوراق لتشكل الوردة الطبيعية على هيئة أزهار الياسمين والقرنفل والبنفسج ونثرها على لوحة المخمل بطريقة انسيايبة طبيعية وتشير روجيه الى أنها تعتمد على إبقاء اللون الطبيعي للشرنقة بصفائه ونقائه في أغلب لوحاتها وفي بعض اللوحات تقوم باضافة ألوان اخرى إليها من الطبيعة.
وتعمل روجيه على تدريب الشباب واليافعين والأطفال من خلال اتباعهم للدورات التدريبية وورش العمل العلمية في الاتحاد النسائي بمنطقتها وذلك بهدف إحياء التراث وحماية الصناعات التقليدية من الانقراض والعمل على تطويرها بأفكار حديثة تلامس الواقع المعاش.
وعن الصعوبات التي تواجه روجيه قالت ” إنها تعاني من تأمين المادة الأساسية في أعمالها وهي شرنقة الحرير وتأسف إلى ما آلت إليه صناعة الحرير في سورية من تراجع وعزوف الناس عن تربية دودة الحرير وقلة الأسر التي تعمل بها وقطع أشجار التوت غذاء الشرنقة الوحيد “آملة أن يتم تطوير صناعة الحرير وتسويقه فهي من الصناعات العريقة في سورية وجزء لا يتجزأ من تراثنا وحضارتنا”.
وتؤكد روجيه ضرورة دعم الصناعات التراثية والحرف الصغيرة عن طريق تسويقها وإيجاد منافذ لبيعها لأن هذه الأعمال التراثية هي هويتنا الثقافية وسنستمر بالحفاظ عليها دون كلل أو ملل.
وأشارت روجيه إلى أهمية نشر التراث الحضاري السوري وإيجاد بيئة مناسبة للإبداع ورعايته والاهتمام به وإبراز المواهب الفنية الإبداعية للشباب الواعد والعمل على صقل قدراتهم وتطويرهم وتقديم الدعم المناسب لهم لكي يقوموا بدورهم على أكمل وجه من خلال بيئة فنية راقية.
يذكر أن الحرفية روجيه ابراهيم من مواليد طرطوس عام 1975 خريجة معهد فنون عام 1997 شاركت في العديد من المعارض والملتقيات وحازت شهادة الباسل في المسابقة الوطنية للابداع والاختراع عن لوحتها سوريانا التي تمثل وجه الأم السورية بشموخها وعنفوانها الملونة ضفائرها بالعلم السوري اضافة الى وجود حمامة سلام في اللوحة تمسك بفمها غصن زيتون كرمز لإحلال السلام.
لمى الخليل