دمشق-سانا
شكل يوم الخامس من حزيران عام 1967 نقطة تحول في مسار المخطط الصهيوني الذي يستهدف وجود العرب ومستقبلهم عندما تمكن العدو الإسرائيلي من احتلال أراض عربية جديدة بعد عدوان مفاجئ على مصر وسورية وما تبقى من أرض فلسطين لكنه فشل في اضعاف إرادة المقاومة في نفوس أحرار الأمة الذين حاولوا ونجحوا في تحرير أراض عربية وتكبيد العدو خسائر مادية وبشرية.
وصف ما حصل في الخامس من حزيران بأنه نكسة لا تقل آثارها وخطورتها عن نكبة العام 1948 حيث احتل العدو الإسرائيلي المزيد من الأراضي العربية المتمثلة بالضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري وسيناء المصرية وغور الأردن اضافة الى ارتكاب مجازر بحق السكان العرب وتهجيرهم مجددا وتشريد عشرات الآلاف منهم.
لقد تركت نكسة حزيران اثارا سلبية على مستوى نفسية الأمة إلا أن الإرادة العربية استطاعت النهوض من الصدمة وبدات بالاعداد لرفع مستوى القدرة القتالية ومواجهة التحديات فكانت حرب تشرين التحريرية في السادس من تشرين الأول عام 1973 حيث نجحت في استعادة بعض الأراضي العربية المحتلة في الجولان وسيناء ولكن خضوع القيادة المصرية في ذلك الوقت للإغراءات والضغوط الأمريكية وخروجها عن مبدأ التنسيق العربي أوقف منجزات الحرب بما تحقق من تحرير للأراضي.
ورغم مرور 48 عاما على ما بات العرب يطلقون عليه نكسة حزيران فإن الوضع الذي تمر به قضية الأمة العربية قضية فلسطين ليس بأحسن أحواله نظرا لولادة مخطط مماثل هو المخطط التفكيري الذي لا يقل خطرا عن شقيقه الصهيوني فكلاهما إلغائي إقصائي ويستخدم الترويع والإجرام والوحشية وسائل لإرهاب الناس.
ويستمر المخطط الصهيوني في تنفيذ سياساته الاستيطانية التوسعية الهادفة إلى تهويد مقدسات ومعالم وأراضي فلسطين المحتلة وخاصة في مدينة القدس الشريف مستفيدا مما وفره له المخطط التكفيري الإرهابي من بيئة وظروف تتمثل بحالة من الفوضى التي تجتاح البلاد العربية تحت مسمى “الربيع العربي” وبدعم من القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وانظمة الرجعية العربية التي تتولى دوائرها التنظير للمشروع التكفيري فيما تتولى بنوكها تمويله وشراء السلاح له.
ورغم الحرب الارهابية التي تستهدف المنطقة بدعم خارجي إلا أن وقائع وحقائق الميدان تؤكد أن التاريخ يعيد نفسه غالبا فكما استطاعت شعوب المنطقة أن تتصدى للعدوان الصهيوني عام 1967 وتداعياته وتظهر قدرتها على ابتداع أساليب لمقاومة المخططات الاستعمارية وهزيمتها تعود مرة أخرى وفي مقدمتها الشعب العربي السوري وجيشه البطل بالتعاون مع المقاومين لخوض المواجهة ضد الأدوات الارهابية المستجدة للمشروع الاستعماري الصهيوني فهذه
المنطقة وعبر تاريخها لا يمكن أن تقبل بأي مشروع تكفيري إلغائي لأنها كانت دائما وعلى مر التاريخ مهدا للحضارة والتعايش والتسامح الانساني وعلى صخرتها تحطمت كل المخططات الاستعمارية.