موسكو-سانا
أكد ديميتري سابلين عضو لجنة الدفاع والأمن في المجلس الاتحادي لروسيا أن الأزمتين في سورية وأوكرانيا افتعلتا من قبل الولايات المتحدة التي تحاول الهيمنة على العالم برمته ولا يمكنها تحقيق ذلك دون إشعال الحروب في مناطق مختلفة منه.
وقال سابلين الذي زار سورية مؤخرا على رأس وفد برلماني في تصريح له اليوم إن “الحرب في أوكرانيا جاءت نتيجة نجاحات الدبلوماسية الروسية في لجم نزوة العدوان الخارجي ضد سورية” لافتا إلى أن السوريين يعقدون آمالهم على روسيا ودورها في السياسة الدولية لوقف الحرب العدوانية الكونية التي دخلت عامها الخامس ضد بلادهم والتي “استنزفت موارد بشرية واقتصادية ضخمة”.
وأضاف إن “آمال السوريين مرتبطة بظهور سياسة أكثر عقلانية وأكثر فاعلية قادرة على توحيد جهود الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية في محاربة هذا الوباء الإرهابي الفاشي” مشيرا إلى أن السوريين يخططون لإعادة إعمار ما هدمته هذه الحرب في بلادهم بدءا من القطاع السكني ووصولا إلى المنشآت الصناعية والاقتصادية.
وقال إنهم “ينظرون بتفاؤل نحو المستقبل مدركين أن القوى الخيرة في العالم سوف تتحرك وأن السياسة الأمريكية عاجلا أم آجلا سوف تتغير وهم يؤكدون أن هذه الحرب لو كانت في زمن العالم متعدد الأقطاب لكان الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة قادرين على وقفها خلال فترة لا تزيد على شهر”.
من جهة ثانية أكد أعضاء الوفد البرلماني الروسي الذين زاروا سورية بين 25 و29 أيار الماضي في مؤتمر صحفي اليوم في موسكو أن كل ما يحدث في بلدان الشرق الأوسط مثل سورية واليمن والعراق وليبيا وكذلك أوكرانيا هو حلقات متشابهة في سلسلة واحدة لسياسة الولايات المتحدة في العالم نظمت لتقويض الجهود الروسية في توسيع علاقاتها التقليدية مع الدول العربية.
واجمع أعضاء الوفد على أن سورية تقف اليوم على خط “النار الأول” في مواجهة الإرهاب الدولي الزاحف إلى جميع دول المنطقة ومنها إلى دول أخرى مؤكدين أن “سورية في دفاعها عن نفسها إنما تدافع عن العالم أجمع وأن الحرب المعلنة ضدها ليست حربا من أجل استنزاف سورية فحسب وإنما هي حرب تدميرية من حروب القرون الوسطى ولكن بأسلحة عصرية متطورة وبدعم غربي أمريكي وتمويل خليجي وبمشاركة تركية نشطة”.
وأشار أعضاء الوفد البرلماني الروسي إلى أن “تركيا تتحمل مسؤولية 75 بالمئة مما يجري في سورية من قتل ودمار وتشريد” لافتين إلى أنهم حصلوا على شريط فيديو لمدة 20 ساعة سيعرضه التلفزيون الروسي قريبا وهو تسجيل حي يكشف ما يعانيه الشعب السوري من مآس تفوق بفظاعتها جرائم الفاشية والنازية الهتلرية جراء الاعتداءات التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المختلفة المدعومة من قبل الغرب والولايات المتحدة في سورية.
وأكدوا أن تلك الجرائم تفند كل الحجج التي تتذرع بها الولايات المتحدة في أنها تدعم ما يسمى بـ “المعارضات المعتدلة” التي تنضوي تحت ألوية التنظيمات الإرهابية من /داعش/ و/جبهة النصرة/ وغيرها لذا ستقوم روسيا بنقل هذه الصورة إلى المحافل الدولية المختصة.
وأكد أعضاء الوفد أنه “ينبغي على روسيا الاتحادية أن تبذل جهودا أكثر فاعلية وحزما في وقف تدفق الإرهابيين إلى سورية عبر البوابة التركية منطلقة في ذلك من التأكيد الصارم على تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بمحاربة الإرهاب ومنع تمدده” مشيرين إلى الممارسات التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية في افقار الشعب السوري عبر سرقتها لمادة القمح والمحروقات وتهريبها إلى تركيا حيث تباع بأسعار بخسة جدا.
ونوه المشاركون بالدور الكبير الذي تلعبه لجان المصالحة الوطنية في المصالحات المحلية الجارية في عدة مناطق من سورية وإلى عزم القوى السورية للدخول الى الانتخابات البرلمانية العام المقبل بمشاركة أوسع لجميع القوى السياسية بما فيها قوى المعارضة الوطنية البناءة.
وكان سابلين أكد أن زيارته والوفد المرافق الشهر الماضي إلى سورية تهدف إلى تأييد سورية شعبا وقيادة ودعمها سياسيا وأخلاقيا وإنسانيا في مواجهة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها إضافة إلى الوقوف عن كثب على حقيقة ما يجري في سورية على أرض الواقع ونقل معاناة الشعب السوري إلى المنظمات البرلمانية والدولية مؤكدا أن الأزمة في سورية يجب أن تحل سياسيا عبر الحوار منتقدا سياسة الإدارة الأمريكية القائمة على ازدواجية المعايير أثناء التعاطي مع قضية الإرهاب وحملات التضليل الإعلامية التي تقوم بها لتشويش الرأي العام العالمي.