الشريط الإخباري

الغرب في محرك بحث واشنطن- صحيفة تشرين

كيف يقف الغرب في الجانب الخطأ في الحرب على سورية؟

سؤال قد يبدو في مناقشة معطياته ليس جديداً، ولاسيما أن هذا الغرب مازال ممعناً في غطرسته بعد كل هذه الدموية والانعكاسات المرتجعة من التنظيمات الإرهابية، فهو نفسه الداعم الأكبر لها من جميع الجوانب، وكان ومازال يضع العصابة «الداعشية» السوداء ذاتها ليس على رأسه، وإنما على عينيه، فلا يرى إلا من خلال منشئيها ومصدّريها ومموليها، واضعاً لهم الذرائع انطلاقاً من مصلحته الاستعمارية في هذه البقعة الجغرافية، وانطلاقاً أيضاً من سعيه الحثيث لتدريب هذه التنظيمات الإرهابية تحت مسمّى «المعارضة المعتدلة» استكمالاً لمسلسل مشروع التقسيم والاستيلاء على هذه المنطقة برمتها، وتدمير هويتها، وطمس تراثها، وضرب سيادتها.

ولعل ما كتبه أحد صحفيي  الغرب في مقال نشرته مجلة «كاونتر بانتش»، يعدّ في حد ذاته الجديد، عندما يعيد تأكيد رؤيته للحقيقة الواقعة، «كيف للغرب أن يبقى في طريق الخطأ إلى جانب تركيا والسعودية وقطر، التي تنشر الفوضى والمذابح، والداعمة بفاعلية كبيرة لداعش» الذي لولا دعمها له لما بقي، مشيراً إلى عصابة آل سعود الفاسدة التي نافقت طويلاً، وما زالت تقطع الرؤوس علناً تماماً مثل «داعش»، لكنها بسبب غناها بالنفط وتحالفها مع الغرب تبقى أبعد ما تكون عن المساءلة والتوبيخ رغم أن نهر الدم يسيل باسم الوهابية.

والناظر إلى طريقة الاتفاقات الإرهابية بين الدول المصدّرة للإرهاب، يلحظ تلك الامتدادات الكارثية الوحشية المتغلغلة في بنية المدن الشمالية والجنوبية السورية بأحلام أردوغانية عثمانية عادت للتجدد لتتحدث عن إمكانية إحداث «مناطق عازلة»، طالما سعت إلى وجودها منذ الحرب على سورية، وبالتالي ما بات يتهيأ تحت عين المرمى الغربي الأعمى من جرائم الذبح والتهجير القسري التي حمّلت وما زالت تحمّل الغرب والمجتمع الدولي مسؤولية استمرار ما يحدث في سورية، تلك المذابح الجماعية  يحاول مرتكبوها جاهدين زرع الخوف ونزع الثقة من أذهان الناس بقدرة جيشهم على الصمود في مواجهة هذا المدّ التكفيري الخطر الذي يعمل بالإيحاء والإيهام والتضليل والتمدد.

أما ما هي الضرورات التي رآها صحفي المجلة «لإعادة توجيه الغرب لسياسته في المنطقة بدلاً من الانتقال من كارثة إلى أخرى باسم «الدمقرطة»، مع تأكيده أن الحكومة السورية والجيش البطل أثبتا عزماً وتصميماً على مقاومة غزو سورية بآلاف المرتزقة من العصابات بصمودهما في وجه الضغط الهائل من واشنطن وحلفائها»، فهي – أي هذه الضرورة – من البدهي أن تندرج في إطار تغيير تلك السياسة، ووضعها في الاتجاه الصحيح بما يجب أن يحمل الكثير من الدلالات والأهداف التي يجب أن تضع هذا الغرب المتشدق بالمدنية والحضارة أمام مسؤولياته تجاه المجتمع الدولي الذي عليه أن يعي ويدرك إلى أي درك سفلي وصل بغضّه النظر عن مجاميع التنظيمات الإرهابية، التي اقتلعت الإنسانية وفرضت أجيالاً تكفيرية ستسعى في مستقبلها للنيل من الغرب نفسه بالارتدادات الإرهابية إلى مجتمعه… لكن الصيغة الكبرى في تلك المناورات المستترة  والمعلنة  تقوم بها الولايات المتحدة ذات السياسة متعددة الأهداف والسيناريوهات في تناول ما يجري، والتي كشفت الغطاء عن عزمها وتصميمها على المضي في إعادة تحديد البوصلة المشوشة والمعطّلة لكل حل سياسي، من خلال المتحالفين فيها والعاملين بإمرتها ولاسيما في الاستعداد لـ«جنيف3».. وما تجاذبات التصريحات حيناً، والمؤامرات المعدّ لها هنا وهناك حيناً آخر من هدف يعوّل عليه إلا بناءً على المصلحة الاستعمارية التي لن تتوقف والتي ابتدأتها واشنطن، ولن تنتهي منها  إلا وقد حققت مآربها في المنطقة، وحققت معها تالياً المصلحة الكبرى في أمن «إسرائيل» وأمانها.

فإلى أين يتوجه الغرب إذاً؟ وعلى ماذا يعوّل، وهو الخاسر سلفاً في محرك بحث واشنطن بحلفاء مشبوكين في أصابع قدمها، ولن ينالوا إلا الفتات بإعادة أحلام استعمارية لن تكون مكتملة هذه المرة؟!

بقلم: د. رغداء مارديني

انظر ايضاً

تشرين .. انتصارُ الانتماءِ على السلاح.. بقلم: ناظم عيد

“حاربْ عدوك بالسلاح الذي يخشاه، لا بالسلاح الذي تخشاه أنت”.. حكمةٌ شهيرةٌ منقولةٌ عن المهاتما …